رحل المرحوم عصمان رضوان الأمين العام لمجلس ثانويات العاصمة زوال أول أمس، ومات غيظا وكمدا بسكتة قلبية على تأخر وضع القانون الخاص بالقطاع وفق الآجال المحددة من قبل الحكومة في أكتوبر المنصرم، بشهادة من زملاء رضوان، وكان قد أعلن خلال اجتماع لمكتب نقابة "الكلا" الجمعة الماضي، عن الشروع مجددا في حركة احتجاجية كحل لمطالبهم مطلع جانفي. غير أن القدر سبق الموعد وبدل أن يخضع إلى التوقيف والمثول أمام العدالة- بحكم أنه غير معتمد- للمرة الحادية عشر في سجل المتابعات القضائية التي كانت فيها الوصاية –وزارة التربية الوطنية- طرفا، خضع موكب تشييعه المتجه إلى ثانوية الأمير عبد القادر بباب الواد بالعاصمة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، إلى اعتراض من قبل أعوان الأمن الذين رفضوا نقله إلى الثانوية وغيروا مسار الجنازة، مما جعل مشييعه ينتقلون به مباشرة إلى مسجد السنة قبل أن يوارى التراب بمقبرة القطار. خضع عصمان رضوان خلال مساره النقابي ضمن تنظيمه الجديد الذي أسسه بمعية ثلاثة من زملاءه في التدريس الثانوي مطلع 2001، إلى قرابة عشرة متابعات قضائية جعلته لا يفارق أروقة المحاكم، ورغم ذلك لم تشل عزيمته، واستمر في النضال مطالبا بثلاث نقاط أساسية تتعلق بوضع القانون الأساسي لقطاع التربية، تطبيق الزيادات في الأجور، وإعادة النظر في التقاعد. ويقول محمد بوخطة الناطق باسم الكلا –غير المعتمد- في تصريحه ل"الشروق اليومي"، أن الأمين العام كان يوم الجمعة الماضي، في أوج غضبه خلال اجتماع تنسيقي بين قيادي التنظيم، موضحا أن آخر كلمة نطق بها "أين صدق أولئك الذين وعودنا بالزيادات في الأجور، أين وعود من وعدونا بالقانون الأساسي للقطاع، أين مراجعة الوصاية لقضية التقاعد.."، وأفاد المتحدث أن آخر قرار اتخذه المرحوم يوم الجمعة هو العودة إلى المواجهة والإضرابات، من خلال حركة احتجاجية واسعة لدفع الوصاية "كي تفي بالمواعيد"، ويعتبر بوخطة أن رضوان قدم لقطاع النقابة "ما لم تقدمه نقابة أخذت الملايير"، وأن وفاته "حياة و لنا وللحركة النضالية". عصمان رضوان فارق الحياة أستاذا بين الطلبة وزملاءه بثانوية الأمير عبد القادر، حيث انهار متأثرا بسكتة قلبية أمام تلامذته خلال درس للغة الفرنسية التي مارسها كإعلامي وأستاذا منذ 1993، قبل أن يشارك في الحركة الاحتجاجية المقررة في جانفي مطلع 2008، رغم أنه المخطط والداعي إليها، التي قال أنها الحل الوحيد لافتكاك وعودا ظلت تربض فوق صدره لغاية أن أماتته غيظا وكمدا، تذمرا من وعود الحكومة ووزارة التربية على حد سواء، وعلى حرمانه من الاعتماد الذي حظي به زميليه مزيان مريان على رأس تنسيقية للتعليم الثانوي، والعربي نوار على رأس "الكنابست" شهر أوت الماضي. ويشار أن نقل فقيد أسرة التربية إلى مستشفى مايو بالعاصمة تسبب كذلك في انهيار مديرة المدرسة، السيدة فاطمة الزهراء منصوري، التي تلقت بدورها الإسعافات بنفس المستشفى، وقد درس المرحوم بجامعة السانيا بوهران ومارس النشاط النقابي منذ سنوات الجامعة. بلقاسم عجاج