رفع رئيس الفدرالية الولائية لعمال التربية لولاية الجلفة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "هبري النعاس" جملة من الانشغالات التي يعاني منها قطاع التعليم الابتدائي خاصة تلك المتعلقة بظروف ممارسة العمل التربوي والتعليمي لمعلمي وأساتذة هذا الطور الذي يعاني الكثير من التهميش والإقصاء... وشدد رئيس الفدرالية على الظروف الصعبة التي يمارس فيها أساتذة الطور الابتدائي عملهم في ظل غياب الوسائل البيداغوجية و انعدام قاعات الأساتذة وعدم توفر الإبتدائيات على مكتبات من شأنها المساهمة في رفع التحصيل العلمي لأبناء هذا الطور، إلى جانب كثافة البرنامج الدراسي و الحجم الساعي الذي يرهق كلا من المتعلم والمعلم على حد سواء. من جهة أخرى فتح الأمين الولائي ل"السناباب" النار على الممارسات المشينة التي بات ينتهجها العديد من المفتشين وعلى رأسهم بعض مفتشي الإدارة الذي ورغم النصوص القانونية الصريحة التي تخولهم بعض الصلاحيات المحددة إلا أنهم تجاوزوا هاته الصلاحيات من خلال تدخلهم في عمل الأستاذ التربوي و الأكثر من ذلك ترهيبه من خلال استغلال المنصب ومن ثم التسلط على المربي وهو ما حدث –حسبه- مع بعض الأساتذة الذين اشتكوا تدخل مفتشي الإدارة في عملهم. و قد أكد ذات المتحدث أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى تصرفات بعض المفتشين من خلال تعنت البعض منهم في ظل عدم وجود مبررات مفهومة وصلت إلى حد الاستفزاز كما هو الحال مع تأخير تثبيت البعض في مناصبهم و كذا تأخير درجات الأساتذة القدامى والتي باتت تتم عن طريق المحاباة و "المعريفة" وهو الأمر الذي زاد من الضغوط النفسية للأستاذ، هذا دون الحديث عن السُنة المستحدثة في القطاع والتي باتت في حكم الفريضة من خلال وجوب تقديم الولائم والهدايا في بعض المناسبات كما هو الحال مع فترة التثبيت وإلا فغير المُتبع لهذا الأمر فهو مؤجل لا محالة خاصة وأن هناك بعض من الزملاء من بقي 3 أو 4 سنوات دون أن يثبت في منصبه بحجج واهية، يضيف محدثنا. كما ذكر "هبري" أن بعض الأساتذة لم يسلموا حتى من الشتائم والتلميحات التي تصدر عن بعض المفتشين خلال الندوات والتي تحط من قيمة ومكانة المربي أمام زملائه ، في وقت كان لزاما على المفتش أن يقيم أداء الأستاذ و يعطيه ملاحظات تُعينه في مشواره المهني خلال زياراته الميدانية له لا أن يجعل من الندوات وسيلة للعقاب و الترهيب وإبداء ملاحظات بعيدة عن محلها. هذا وذكر ذات الأمين الولائي بأن قيمة المفتش التربوية والأخلاقية تبقى عالية بما يتلاءم و أخلاقيات المهنة التعليمية السامية التي يفترض فيه الحكمة وعدم الانسياق وراء بعض التصرفات المعيبة في الوسط التربوي خاصة وأنه سبق لهم العمل في الحقل التربوي ويعرفون قيمة الأستاذ وظروف عمله ومعاناته، مضيفا أن هذا التقرير الذي رُفع إلى الجهات الوصية ليس الهدف منه الإساءة إلى أحد أو التشهير به والتهجم عليه بقدر ما هو وضع حد لمثل هاته التدخلات المتكررة المنتهجة لإهانة الأستاذ من قبل عدد لا يستهان به من المفتشين، مؤكدا أنهم في موقف دفاع شرعي عن كرامتهم وأن نقابته والمنضوين تحتها لن يسكتوا أبدا عن مثل هاته الممارسات التي تجاوزت كل الحدود وأن الأستاذ خط أحمر لا يمكن تجاوزه. ليبقى الأمل في الأخير قائما من أجل تجاوز كافة العقبات والصعوبات للعمل في جو منظم و أخلاقي خال من الممارسات و الضغوطات اليومية شأنه شأن زملائه في كل من المتوسط و الثانوي من غير أن يلجأ للمحسوبية لينال درجته أو ليتحصل على الحركة التي هي حقه القانوني و أن يطالب بأي حق من غير إذلال و لا إرهاب إداري في ظل منظومة تربوية نهجها التقويم و الإرشاد بدلا من أن تكون وكرا للتلاعبات و الاستفادة المشبوهة التي لا تخدم الجميع .