يبدو أني لن أيمم وجه عمودي المتواضع شطر ميادين أخرى، و مضطر لتعقب و ترقب ظاهرة التدريب الجزائرية "تيري سعدانة" -على وزن "تيري سنتانة" مدرب البرازيل السابق- إلى غاية ما بعد المونديال. "الأسطورة السعدانية" تصر على مفاجأتنا و تدفعنا إلى تحكيم كل شيء إلا الروية و التعقل، و لم نجد تفسيرا لطريقة عمله و تفكيره لا في قواميس الحيلة و الدهاء و لا في قواميس العقل و الحكمة . الشيخ الحكيم اكتشف الآن فقط أن تعداده المحلي لا يملك مستوى المونديال و لم يتبين له هذا إلا بالمباراة "التحقيرية" ضد صربيا، "تيري سعدانة" لم يتبين له هذا طيلة ثلاث سنوات من المباريات الرسمية و لم يتبين له هذا طيلة دورة كاس إفريقيا،و ترك الوقت يمر سبهللا و يضيق عليه و علينا ، ليقدم على تغييرات هي سياسية اكثر منها رياضية، "سعدانة" مباشرة بعد "الكان" التي قال عنها انها محطة تحضيرية خرج علينا في ندوة صحفية باليتيمة كان فيها مستوى الصحفيين أضعف من مستواه، و بدأها بتحيطم معنويات الجمهور " واش رايحين نديرو في كاس العالم؟ رايحين نجيبوها؟". لكن ما شد انتباهي و أراحني كثيرا أنه ردد "أنا الطبيب و نعرف المرض و نداويه.." "دعوني أعمل فالوقت ما زال طويل.."، و ها هو يجتث الداء في نظره من خلال طرد لاعبين لم يلعبوا أصلا كأساسيين لا في التصفيات و لا في الكان و لا حتى في اللقاء التحضيري عفوا "التحقيري" الأخير، و أراد أن يمسح الموس و فقط، و يلهينا عن ما هو أهم،و يشتت انتباهنا عن هفواته،و قد يتبادر للجميع انه يبحث عن بنك إحتياطي غني باللاعبين البدلاء، و هنا أنور القراء الكرام بأن نظرية "بنك الإحتياط الغني" ما هي إلا شماعة، فلو نمعن النظر في تشكيلتنا فهي قوية جدا من الناحية الفردية "و من لحيتو بخرلو" فاللاعب الأساسي القوي موجود و اللاعب الإحتياطي القوي موجود أيضا، و لا ينقص إلا تحلي سعدان بالشجاعة و رباطة الجأش و يتعامل كقيادي و ليس كانقيادي و "ما يركبش عباسها على دباسها"، و نتساءل مع بعضنا البعض ماذا يفعل "عنتر" رفقة "بوقرة" في وسط الدفاع؟ فكلاهما قلبا دفاع، و على احدهما البقاء في كرسي الإحتياط و أفضل بقاء عنتر في الإحتياط، و بالتالي يصبح لدينا قلب دفاع قوي جدا في الإحتياط يضمن لنا الطمأنينة في حال إصابة "بوقرة"، و يواصل "حليش" كمدافع حر أساسي يكون العيفاوي بديلا له، و بلحاج ظهيرا أيسر يبحث له عن بديل كما عليه أن يجلب مدافعا أيمنا صريح و فقط، و ليس ظاهرة في كرة القدم و يوجهه كما يعرف، أليس مدربا لديه ما لديه من الخبرة؟؟ و هو لا يريد إيجاد ظهير أيمن حتى يعطي لنفسه متسعا في الدفاع لإدخال عنتر رفقة "بوقرة" و "حليش"، كما أن "العيفاوي" يستطيع تأدية دور الظهير الأيمن فهو مزدوج المنصب، و ماذا سيفعل "منصوري" رفقة "لحسن مدحي" في وسط الميدان مستقبلا؟ فعلى احدهما البقاء في بنك الإحتياط، و أفضل أن يلعب "مدحي" كأساسي و يبقى منصوري بديلا له، أليس "منصوري" قوي جدا في نظر سعدان؟؟ و سيكون بديلا قويا جدا كذلك لمدحي، و ماذا يفعل "يبدة" رفقة "مغني" في وسط الميدان الهجومي؟ فعلى احدهما أن يبقى في الإحتياط، و أفضل أن يلعب "يبدة" بدل "مغني" لأن الأخير تطارده لعنة الإصابات و نقص المنافسة، و يصبح لدى " تيري سعدانة" وسط ميدان هجومي قوي في الإحتياط هو "مغني" يدخله متى تعب "يبدة التيربو"، و يبقى "زياني" يؤدي دوره كموزع لعب أساسي و يخلفه "عبدون" في حال إصابته أو غيابه، و يقحم في الهجوم "مطمور" في الجهة اليمنى و "جبور" في الجهة اليسرى و يلعب بينهما "غزال" الذي لن يغيره سعدان مهما كلفه ذلك من إنتقادات و مهما صام عن التهديف و مهما أرجع الكرات لزملائه بدل وضعها في الشباك، و يبقى "عمري شاذلي" و "صايفي" الذي يوجد في الفريق بقدرة قادر و إحتياطيين إثنين أو ثلاث آخرين رفقة حراس المرمى و ينتهي اللغط، و يغير التكيتك داخل الميدان كما يحلوا له بالتعداد الأساسي الذي سيدعمه "البنك الغني".. و لكن صدقوني لا يريد سعدان أية تغييرات تجبره على فرض الإحتياط على عنتر- منصوري-صايفي-غزال..فهو يرغم على نفسه اللعب بتكيتك يسمح له بإدماجهم و يضحي بلاعب هجومي إضافي و يقهر لاعبين آخرين لا يسمح لهم بتفجير طاقاتهم، و الكل يتذكر مونديال اسبانيا حينما بدأ "يلبز" و جلب لاعبين من أوربا لا مستوى لهم أثار بهم حفيظة اللاعبين المحليين الذين كان مستواهم عالمي في ذلك الوقت، فقد جلب لاعبا اسمه "حركوك" كان يلعب لنادي تابع لمصنع حليب بإنجلترا و ليس بالدوري الاول بل في دورة "رياضة و عمل" بين المؤسسات؟؟؟ و لم يحقق شيئا رغم قوة فريق 86 على فريق 82 بشهادة المختصين..و ربي يستر في المونديال و إذا حققنا شيئا ما فسيكون ذلك بفضل إرادة لاعبين يصنعون الفارق داخل الميدان كبوقرة - يبدة –حليش- مطمور و جبور.. "نظرة و حسرة" بدل "بكل وقاحة" نزولا عند رغبة العديد من قراء و زوار موقع الجلفة آنفو ارتأينا تغيير عنوان العمود الجديد للموقع من "بكل وقاحة" إلى "نظرة و حسرة"، و لفائدة الجميع لم نكن نقصد بالعنوان الأول أن نكون وقحين في طرحنا بقدر ما كنا نقصد وقاحة الذين سننتقدهم و وقاحة الحدث في حد ذاته، بمعنى ان "الوقاحة" التي نقصدها ليست نابعة من عندنا بقدر ما هي نابعة من المعني. و نرجوا من القراء مواصلة التواصل معنا و تبادل الأفكار و النقد و سيكون التعقيب و الرد مفتوحا امام الجميع دون استثناء في حدود اللياقة، فما هي إلا أفكار نتبادلها و آراء نتجاذبها، و الموقع متنفس لنا و لكم يحمل الكل و يتحمل الجميع . و دمتم اوفياء لموقعكم. جمال مكاوي