تواصل "الجلفة انفو" نشر شهادات حيّة لمجاهدين عايشوا أحداث الثورة التحريرية المباركة وما قبلها بالاضافة الى دراسة الدوافع والارهاصات التي عجّلت باندلاعها، واليوم مع شهادة المجاهد "الطاهر لعجال" الذي كان في أربعينيات القرن الماضي طالبا في جامع الزيتونة بتونس وكان متابعا لما يجري في الساحة السياسية آنذاك خاصة مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس حركة انتصار الحريات الديمقراطية في عام 1946 ليصبح مناضلا في المنظمة الخاصة، ويتوجه بعدها إلى فرنسا حيث اتصل بالشيخ "زيان عاشور" وتزامن ذلك مع إطلاق حركة انتصار الحريات الديمقراطية والمصاليين نداءاتهم لكل العمال الجزائريين من اجل التحرك في عمليات ضد الفرنسيين، إلا ان المجاهد "الطاهر" رفقة الشيخ "زيان عاشور" عقدا اجتماعا لضبط وتهدئة الأمور. وفي سنة 1949 ترأس المجاهد "الطاهر لعجال" شعبة جمعية العلماء المسلمين التي كانت تتكون من شعبتين فقط وبدأ المجاهد نضاله في ظروف صعبة بعض الشيء فقد كانت هنالك صراعات بين المصاليين و المركزيين. المجاهد "الطاهر لعجال"الذي عين من طرف الشيخ العربي التبسي على مدينة "ليون ونورث" بفرنسا كانت له شعبية كبيرة حيث استطاع ان يجند العديد من المناضلين وهو ما تسبب في تهديده بالطرد من فرنسا من طرف المسؤول المركزي للامن انذاك، إلا أن ضغط الصحافة جعله يتراجع وتدخل رئيس بلدية ليون لإبقاء هذا المجاهد. وفي افريل 1953 رجع المجاهد إلى الجزائر حتى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 وبعد انتشارها عبر أنحاء الوطن بدأت الطلائع الأولى في المنطقة الصحراوية في الإعداد للجهاد وتزامن ذلك مع خروج الشيخ "زيان عاشور" من السجن، وقام حينها "الطاهر لعجال" بعملية جمع السلاح الذي تم جلبه بعد الحرب العالمية الثانية من طرف المجندين في الجيش الفرنسي حيث أعطيت الأوامر بجمعه من جبال اولاد نايل والهضاب العليا والمنطقة الصحراوية واستطاع المجاهد رفقة الشيخ "زيان عاشور"بتجنيد 12 مجاهد بعد فترة وجيزة والتحق بهم فيما بعد "سي الحواس" الذي اتهم وقتها بالمصالية حيث لم يكن مرغوب فيه بمنطقته وهذا ما دفع الى تسلم نفسه للعقيد "عميروش" لينفي جميع التهم الموجهة إليه كما انه طلب من "الطاهر لعجال" جمع العديد من الإحصاءات وتوجه بها إلى لجنة التنسيق والتنفيذ ليتم بعدها تعيينه مسؤولا على الولاية السادسة.