انتقد الروائي والإعلامي رياض وطار في كلمة معبرة له على الفيس بوك طريقة تسيير وتنظيم اللقاءات الأدبية والفنية عند وكالة الإشعاع الثقافي في كل ما يتعلق بالروائي الكبير الطاهر وطار، وذلك بعدما أصدر المخرج الجزائري –ابن الإدريسية- محمد زاوي بيانا له ينتقد إقصاءه من هذا الحدث الهام، وقال وطار "السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا كلما تعلق الموضوع بالطاهر وطار إلا ونشهد سلوكات غير لائقة من قبل الذين أسندت إليهم مهام تسيير الشؤون الثقافية في هذا الوطن؟ هل الطاهر وطار يقلق ويزعج جهات معينة رغم مرور 5 سنوات على رحيله..." وقال إنه قد قدموا طلبا باسم الجمعية الثقافية "نوافذ ثقافية" لتنظيم جائزة أدبية باسم "الطاهر وطار" موجهة للشباب تكون فرصة لهم لتحفيزهم على مواصلة الكتابة الروائية، وإلى غاية اليوم لم يصلهم أي رد؟؟ من جهة أخرى عبّر الكثير عن تذمرهم من طرائق التسيير العشوائية والارتجالية التي يقف عليها قطاع الثقافة، ولم تظهر بوادر التغيير رغم وجود شاعر وروائي وكاتب على رأس وزارة الثقافة، وما قدمته وكالة الإشعاع الثقافي من إقصاء مجرد بيّنة على ما يجري في فضاءات هذا القطاع الهام، حيث عبّر المخرج محمد زاوي عن مرارة كبيرة جراء هذا التهميش، هذه الكلمة التي لا يستسغيها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، لكنها واقع بشحمه ولحمه يتحرك بين جموع النخبة الفاعلة، تقول عنه الكاتبة المصرية نعمة الله حسين بجريد آخر ساعة (اختياره الذكي للشخصيات التي يقدمها في أفلامه يعتبر أكثر من خمسين في المائة من نجاح الفيلم.. وها هو في فيلمه الثاني الذي عرض بمهرجان الإسكندرية وحصل علي جائزة «النخلة الذهبية» في مسابقة الأفلام الوثائقية العربية الطويلة.. عن فيلمه «آخركلام» وهو عن الأديب والمفكر الكبير الذي رحل عن دنيانا «الطيب وطار» الذي جمعت بينهما صداقة وطيدة وعلاقة أخوة وإنسانية رائعة. الطاهر وطار عاش تقريبا عامين متصلين في باريس قريبا من «محمد زاوي» الذي كان يتزاور معه كثيرا برفقة صديقهم المشترك الشاعر «عمار مرياش».. وكان محمد يقوم بتصوير «وطار» في مختلف الحالات والأوضاع.. ولم يكن يفكر وقتها في جمع ما يصوره ليكون فيلما عن الطاهر)، وتضيف الكاتبة ما قاله محمد عن بدايات الفكرة حول شخصية عمي الطاهر بأنه في العامين الأخيرين من حياة الطاهر، مرض مرضا شديدا وكان يعوده ويزوره في الجزائر، وهنا فكر في توثيق فيلم عن هذا الروائي الكبير والإنسان العظيم، وللأسف الشديد لم يجد من يعاونه في الجزائر، وقد حاول لقاء مسئولين لكنه لم ينجح.. ولذلك يقول "أنسي معاونة الفنان المصور «فاتح سنوس» الذي عاونني بشدة ووضع نفسه وسيارته تحت تصرفي، ورفض أن يتقاضي مليما واحدا". من خلال أحداث فنية ممتعة ومتعبة وعمل شاق وكبير، يتأثر المبدع كثيرا لأي إقصاء يأتي بركامه الرمادي، خاصة من طرف وطن يحبه ويعشقه حد النخاع، يقول محمد "من المؤسف والمخجل جدا أن نرى مبدعا جزائريا احتفي به عربيا منذ أقل من أسبوع وفاز بجائزة النخلة الذهبية ..لنجده يكتب كلمات تلخص مرارة وطنه على صفحته بعد أقل من أسبوع من فرحته ليتسمم بسبب مثل هذه التصرفات التي مازالت تنخر في الجزائر بسبب بعض المتهورين والدخلاء.. من حقه أن يحظى بلفتة من وطنه ونفهم حرقته رغم أن تكريمه عربي وعالمي لكن أن يرفق تهميشه بكذب علني وهو ينكر بعظمة لسانه، فهنا لا بد على القائمين في القطاع من فتح تحقيق ومحاسبة المتسببين للحفاظ على ما تبقى من ماء وجه الثقافة الجزائرية التي لا زالت تعاني الفساد رغم المستوى العالي والراقي المعروفين للقائمين عليها وآخرهم الأديب والمثقف عز الدين ميهوبي فما الذي يحدث في قطاعك سيدي ونحن لا نعرف عنك إلا الخير؟؟..." وعلى غرار ما ينحبس من أنفاس متعبة عند المخرج محمد زاوي، فهناك الكثير من الأدباء والفنانين الذين يحزنهم حال الثقافة وما أضحت عليه من شكليات لم تصل يوما إلى العمق، فأضحى الأديب أو المخرج أو الفنان الفاعل يطلب تكريما كان من المفروض أن يكون مفاجأة من عند المسؤولين اعترفا بمجهوده، واهتماما بمواصلة طريقه نحو مصافات عالية من الإبداع، لكن رغم ذلك تتحول عجلة الكلام إلى مرارة مبهمة في ظل سياسات الدولة التي تسعى إلى لملمة اللحمة الثقافية لجمع المثقفين –نظريا-، لكن في واقع الأمر ما زال المبدع "يتسول" ولم تأته حتى ورقة اعتراف بجميل حافية في ظل التقشف الذي بدأت سحاباته تغطي المكان.