صورة أثناء توقيع برتوكول تعميم التربية البيئية في الوسط المدرسي بالجلفة احتضنت دار الثقافة بن رشد بالجلفة اللقاء الوطني الخاص بالإعلان عن تعميم التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في الوسط المدرسي بين وزارتي التربية الوطنية والتهيئة العمرانية والبيئة، وذلك من خلال إنشاء النوادي الخضراء وقد اختيرت الجلفة لما لها من نماذج في المؤسسات التربوية .. هذا اللقاء الذي استهل بكلمة ألقاها ممثل مديرية التربية باسم قطاعي التربية والبيئة لولاية الجلفة، رحب فيها بمعالي الوزيرين وبسلطات الولاية ومنتخبي البرلمان وباللجنة المشتركة بين الوزارتين وضيوف الولاية، حيث هنأ باسم الجميع الوزيرين بتجديد الثقة فيهم من طرف فخامة رئيس الجمهورية في التعديل الحكومي الجديد. لتتقدم بعد ذلك برعمة في عمر الزهور بإلقاء كلمة باسم تلاميذ الجزائر في تنويه بالمبادرة وأن التلاميذ مستعدون للعمل بمحتوى الإعلان، تلتها بعد ذلك أنشودة في قالب مسرحي عن أهمية البيئة والاهتمام بها... والي الولاية في كلمته أشاد فيها بأهمية البيئة في حياة الفرد والمجتمع وأن هذه المبادرة تتشرف بها ولاية الجلفة للانطلاقة منها، مهنئا الوزيرين بتجديد ثقتهما من طرف الرئيس بوتفليقة. وفي كلمة لوزير التهيئة العمرانية والبيئة "الشريف رحماني" أسهب فيها حول موضوع البيئة والذي سبق لوزارته أن شرعت فيه سنة 2004 وأننا اليوم –كما أشار- نسعى لتعميم التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في الوسط المدرسي شاكرا وزير التربية وإطارات الوزارة على التجاوب مع العملية لبعثها من البيئة وإلى البيئة وأن ذلك ليس حكرا على أحد بل هي مسؤولية الجميع ولا إقصاء ولا تمييز بين الناس وأن المدرسة هي الفضاء الأنسب لتمرير رسالة البيئة، وأن فساد وإصلاح البيئة ينشأ في ذهن الطفل، وتنشيط الحس البيئي لديه ويتأتى ذلك بتثمين الفكر النقدي منذ الصبا.. من جهته أكد وزير التربية الوطنية "بوبكر بن بوزيد" أن هذه العملية ضخمة وأن تربية الأجيال الصاعدة من الأساسيات التي تقوم به الجزائر منذ نيل الاستقلال، مبرزا القيمة الكبيرة والغايات المرجوة من خلال تعميم التربية البيئية في الوسط المدرسي انطلاقا من شهر سبتمبر تمس أكثر من 24000 مؤسسة تربوية منها 18000 ابتدائية، 5000 متوسطة وحوالي 2000 ثانوية. وأن الوزارة مستعدة لبذل الجهود التي تمكن من نجاح هذا المسعى بفوائده ونتائجه الجيدة على الحياة المدرسة والمجتمع، مهنئا ولاية الجلفة بأنها انجبت أحد رجالها وزيرا للتهيئة العمرانية والبيئة، وأن التربية البيئة ستكون ضمن الامتحانات الرسمية التي يجتازها التلاميذ، وأن هذه العملية تدخل في إطار إصلاح المنظومة التربوية. شاكرا حسن الاستقبال وجميل الضيافة والتنظيم الجيد لهذا اللقاء الذي احتضنته ولاية الجلفة. وقد شرع بعد ذلك في تقديم الحقائب المدرسية لمدراء التربية عبر الوطن، وقد شهد اللقاء مبادرة شخصية من طرف ابن الجلفة السيد الوزير "الشريف رحماني" بتقديم هبة للمتحف البلدي بالجلفة تمثلت في عدد من التجهيزات والكتب القيمة والمتنوعة لإثراء المتحف البلدي تسلمها رئيس المجلس الشعبي البلدي، الوزير الرياضي لم ينس تقديم هدايا رياضية للفريقين المتأهلين هذا الموسم اتحاد أولاد نايل وفريق عين وسارة الذين استطاعا أن يشرفا الكرة الجلفاوية في الملاعب.. اختتام اللقاء الذي شهد توقيع كل من الوزيرين على "الإعلان عن تعميم التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في الوسط المدرسي" على مستوى المؤسسات التربوية عبر الوطن، وقد أقيم معرض بالمناسبة بمشاركة بعض المؤسسات التربوية التي تعد نموذجا في النوادي الخضر منها ثانوية بلحرش البشير ومتوسطتا عين اسرار وبسطامي شويحة وابتدائية من بلدية عين معبد، إضافة إلى بعض الجمعيات البيئية والنادي الأخضر للشباب والرياضة... هاته الزيارة التي لم تقتصر على اللقاء فقط بل انتقل الوفد لزيارة بعض المؤسسات التربوية التي تعتبر نماذجا في النوادي الخضراء ، حيث أبدى الوزيران والوفد عن اعجابها بما تحوزه مدارس ولاية الجلفة وما شهدته من قفزة نوعية في انشاء النوادي الخضراء والاعتناء بها التي هي تحت وصاية مديرية الأنشطة الثقافية بوزارة التربية الوطنية.. وفي تصريح لوزير البيئة خص به "الجلفة إنفو" أكد بأن الزيارة تعد وقفة تاريخية لتعميم الثقافة والتربية البيئية على كل أطوار التعليم للمدرسة الجزائرية، وأن العملية تأتي تحضيرا للأجيال المقبلة في إطار المواطنة التي ترتكز أساسا على مسؤولية ذاتية لكل جزائري وذلك بالحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وان هاته الوقفة ليست تربوية فقط بل هي ثقافية حضارية، ويكون منه تمويل من طرف الصندوق الوطني لتهيئة الإقليم مئات الآلاف من الكتب والحقائب تحت تصرف التلاميذ والمعلمين، وأن المبلغ المخصص لهاته العملية يفوق 500 مليون دينار، وأن العملية ستوسع مستقبلا بتوفير وسائل أخرى للتنمية المستدامة، وقد تم وضع منهجية بخبرة من أصحاب الاختصاص ودول أجنبية وأنه بأكثر من خمس سنوات من تحضير وتكوين أعطت نتائجها، وأن هذه التعليمة المشتركة لمديري البيئة والتربية، وبصفة عامة موجهة للولاة والمنتخبين للتحسيس والتوجيه والأمر بإدراج التربية البيئية في الأوساط المدرسية بمساعدة الجمعيات والمجتمع، وتعد تعليمة إطارية وتوجيهية لمن لهم دور وتجذير الثقافة البيئية، من جهة أخرى تحدث الوزير عن البرنامج الجديد للوزارة بعد تجديد الثقة فيه من طرف رئيس الجمهورية من خلال برنامج عملي لكل وزارة في المخطط الخماسي على مستوى كل الولاية، وان البيئة متعددة الجوانب والتوجه الاساسي هو تعميق السياسة البيئة من خلال القضاء على النفايات والمخاطر التي تعاني منها البيئة كالاحتباس الحراري.. ومن جهته وزير التربية الوطنية في تصريح ل"الجلفة إنفو" أكد أن العملية تأتي ضمن عملية الإصلاح حيث تم إدراج هذه المادة في البرنامج باعتبار أن التنمية عملية أساسية، والآن يتم تعميم النوادي الخضراء على جميع المؤسسات وترسيخ الفكر البيئي في أذهان تلاميذ وستعطي أكلها وثمارها في المستقبل العاجل، وذلك يؤدي بنا إلى تربية وتنمية مستدامة، وأن هذه المادة ستكون في الامتحانات الرسمية وذلك لما لها من كتب وبرامج خاصة بها وتحدث عن فائدة الحقيبة البيئية التي يستدل بها من أحل تربية بيئة وبيئة جيدة.. هذا ويبقى تجسيد ما في طيات الإعلان عن تعميم التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في الوسط المدرسي هدفا مرجوا لتحقيقه في السنوات القادمة، عبر المؤسسات التربوية لما للبيئة من مكانة تهذيبية في نفوس التلاميذ والعيش والتمدرس في ظروف جيدة.