سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأستاذ عبد القادر غويني للجلفة انفو/ المسؤولون بعيدون عن المشاريع الفكرية والإبداعية عدم اصطفاف المبدعين تحت راية جمعوية يجعل الإبداع في "بيرين" يراوح مكانه
من الشخصيات التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي في ولاية الجلفة خصوصا وفي الجزائر والوطن العربي عموما الأستاذ عبد القادر غويني الذي قدم منذ زمن كتابا جمع فيه منتخبات إبداعية لشعراء من الوطن، كان إضافة نوعية للمكتبة الجزائرية حيث عمد إلى وضع معايير تقوم عليها اختياراته الأدبية، ليقدم لنا تشكيلة هامة من المبدعين قرأ لهم وأعجب بما كتبوا ولذلك آثر أن يشاركنا هذا الإعجاب وأن يمنحنا بعض ما وجد في قصائد مختلفة لشعراء جزائريين، حيث عنون كتابه ب "إشراقات" وكأن الشعر عنده شروق لشموس تنير دواخل الإنسان المهموم بمتطلبات لا تنتهي. يعتبر الأستاذ عبد القادر غويني من مواليد 1957 بالبيرين ولاية الجلفة، خرّيج المعهد التكنولوجي بالجلفة سنة 1980م، نجح كمستشار بوزارة الخارجية سنة 1981م "معهد التكوين الإداري بحيدرة. الجزائر"، التحق بجامعة السّوربون بفرنسا "معهد علم الاجتماع" سنة 1985م ولم يُكمل دراسته، وجّهت له دعوة للدراسة بالجامعة الإسلامية بالرياض السعودية سنة 1986م ولم يلبِّ الدعوة، يعتبر مستشارا للتغذية المدرسية سنة 1999م، كُلف بتوزيع الكتاب المدرسي على مستوى دائرة البيرين سنة 2002م، كما يعمل مديرا مكلفا بالإدارة منذ 2002م وإلى يومنا هذا، لديه أقدمية في التعليم إلى يومنا هذا ب 34 سنة، بالإضافة إلى أنه أستاذ مكوّن(متقاعد) 2015م، شارك في العديد من الملتقيات التربويّة والثقافيّة الوطنية، له كتاب "اشراقات/مختارات شعريّة جزائريّة معاصرة ط 1" المؤسسة الصحفية بالمسيلة 2014، ولديه تحت الطبع "إشراقات/مختارات شعرية جزائرية معاصرة ط 2 " مناسبة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015م في حلة جديدة ومزيدة، متحصل على الكثير من الشهادات الشّرفية في قطاع التّربية، وسافر إلى جلّ الدول الأوروبية والعربية من 1981م إلى نهاية 1996م. ولأن مساهمته الهامة في مجال الأنتولوجيا الأدبية من خلال كتابه "إشراقات" قد صدر ليعطي دفعا للساحة الثقافية ويقدم تصورا معينا لشخصيات أدبية تساهم هي أيضا في إثراء الساحة الثقافية في الجزائر، آثرنا الاقتراب من عالمه واكتشاف بعض التفاصيل التي صاحبت منجزه. الوصول إلى جمع نخبة معينة في كتاب هو عمل له رؤية جمالية وفلسفية معينة، كيف جاءتكم فكرة الكتاب؟ الحياة كما يعلم الجميع تجوال وأفكار وأصحاب، وفي كل مكان يطرأ كثير من التخيلات والرؤى تجعل من الفنان أو الكاتب أو حتى المسافر يميز الفرق في تذوقه للحياة بالمقارنة مع أشخاص عاديين..والوصول إلى نخبة مبدعة في كتابي"إشراقات" تحمل رؤيتي الجمالية المتواضعة في جمع أشعارهم تحت فلسفة مني متواضعة، تشكلت في كتاب حمل مجموعة من الأشعار المنتقاة من قبل أصحابها وهم مبدعون معاصرون. وتجدر الإشارة إلى أن فكرة الكتاب قد راودتني بينما كنت حاضرا الملتقى الإبداعي بمدينة قالمة في 2011 ، وبوجود نخبة مبدعة قررت أن أطلب منها تزويدي بنصوصها حتى أوشح بها كتابي الذي أسميته ب" إشراقات" توسما في شروق نصوصهم فيه. يعتبر كتاب "إشراقات" أنتولوجيا شعرية لها رمزيتها الإبداعية، كيف ترون الحراك الثقافي في غياب أنتولوجيات لكل فئة إبداعية؟ أولا كتابي"إشراقات" تنقصه سيرة عن كل مبدع له نص فيه، ولذلك يعتبر أنطولوجيا غير تامة من هذا الباب.. ولهذا أردت أن تكون لي بصمة في فئة إبداعية كبيرة التداول وهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر علاوة كوسة وعبد الحليم مخالفة، والباشق محمد بلغيث، وميلود حميدة، والبشير بن عبد الرحمن، وخالد شاهين قاسمي، وهيثم سعد زيان، وطارق ثابت ومبروك زواوي، وحسين لرباع، ونور الدين رقعي ووو... مع حفظ الألقاب لباقي الأساتذة..أما باقي الفئات فلها رجال آخرون يقولون فيها كلمتهم..وهذا الغياب في الحراك الثقافي لمثل هذه الانطولوجيات يعود من المفروض إلى تخصصات جامعية باحثة في هذا المجال تُدلي فيها بدِلاها. ولوجك إلى عالم الإبداع له أثر هام، حدثنا عن أهم الشخصيات التي أثرت فيك، وأهم من دعم هذا الكتاب بالتشجيع؟ عالم الإبداع حافل بمؤثرات فكرية وشخصيات كبيرة ، وبما أن فكرتي هي أول كتاب لي كانت منطلقاتي الفكرية المتواضعة عبارة ذوق حسي لمجمل ما قرأت من أشعار و قصص وحكم لأدبائنا أو أدباء العالم العربي والإسلامي، ولا تسعني الذاكرة، بل تخونني لتذكر اسم دون آخر ، ومن باب المثال أذكر علماءنا الشيخ البشير الإبراهيمي وابن باديس والشيخ العقبي وكذا علماء وأدباء مصر والعراق والشام ووو...وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب والشاعر الصديق الأستاذ (يوسف الباز بلغيث) الذي سافرت معه إلى عدة ملتقيات، منها ملتقى قالمة الذي ذكرته آنفا، ونظرا لأسبقيته في مجال الطبع والنشر زودني مشكورا بخبرته، و أضاف بعض الملاحظات القيمة على الكتاب، أهمها العنوان الفرعي الكبير " إشراقات "الموسوم ب" مختارات شعرية جزائرية معاصرة ".. كما قام بتوجيهي إلى النظرة العامة لمحتواها وهدفه. وكما لا أنسى الأستاذ القدير الذي شرفني بمقدمته البهية الكريم (عبد الرحمن عزوق) ، والتي أسماها " تبريحة بحرية" أشار إلى المغزى العام لمحتويات كتابي وشرح فصوله وذكر المبدعين فيه. منذ صدور كتابك الأول ونحن نترصد الجديد، هل تفكر في أنتولوجيا أخرى، في القصة مثلا؟ تجدر الإشارة إلى أن كتابي "إشراقات" هو الآن تحت الطبع في حلة جديدة مزيدة ومنقحة – ط2- زيدت عن الأولى بمجموعة لا بأس بها من الشعراء حتى وصل العدد إلى 47 شاعر وشاعرة وقد كان العدد 19 شاعرا فقط..و إني الآن أحضر لكتابي الثاني الذي أعتبره أنطولوجيا في القصة أيضا لمجموعة من القصاصين والقاصات قد يأخذ جهدا أكبر ومساحة اوسع. حدثنا عن النشاط الثقافي في البيرين، هل هناك خصوصية معينة؟ أجل في بيرين خصوصية متميزة، وهي أنها تحبل بطاقات وكفاءات وإبداعات كثيرة في مجال الإبداع والفن وحتى الفنون الرياضية وما شابه.. ولكن عدم اصطفاف المبدعين تحت راية جمعوية تلم شتاتهم يجعل من الإبداع والنشاط الثقافي في بيرين يراوح مكانه أو على الأقل يصبح عملا واجتهادا فرديا.. ولعل انشغال المسؤولين بالمشاريع التنموية بعيدا عن المشاريع الفكرية والإبداعية يجعل من النشاط الفكري والإبداعي يتقهقر ويظل ينتظر المدد دائما.. مع أنه قد كانت هناك بعض التحركات الثقافية المحتشمة هنا وهناك لبعض الجمعيات تحت مباركة السّلطات المحلية. كلمة أخيرة عسى أن يكون كتابي (إشراقات) له دفعة لبعض المتخصصين الجامعيين حتى ينظروا فيه وحتى يبعث في الحرم الجامعي رغبة في المتابعة النقدية له ، والبحث في مضامينه الشعرية لمجموعة كبيرة من الشعراء قد يكون البحث عن دواوينهم أمرا مضنيا، وقد أعفيتهم من البحث بجمعي لنصوصهم التي شرفوني بها.. كما أتمنى من مديريات الثقافة أن تمد يد المشاركة لمديرية التربية للبحث والتنقيب عن الكفاءات التعليمية والتي لها اجتهادات ثقافية تنعش الحراك الثقافي في ولايتنا الغراء. وأشكركم على إتاحتكم لي هذه المساحة لقول ما أريد.. شكرا .