هيكل مهم يفك الخناق على الصيادين وينعش الحركة السياحية سيتم وضع حيز الاستغلال مرفأ الصيد البحري ببلدية وادي الزهور أقصى غرب ولاية سكيكدة، المنجز من طرف مديرية الأشغال العمومية، وأوضحت خلية الإعلام والاتصال بالولاية، أن الوالي حجري درفوف سيقوم بتجسيد ذلك عملا بقرار الوزير الأول المؤرخ في 06 نوفمبر 2017 وهو القرار الذي طال انتظاره وسيفرح سكان بلدية وادي الزهور خاصة. أنهى قرار الوزير الأول الجدل الذي ظل قائما بخصوص أحقية تسيير هذا الميناء من قبل ولاية سكيكدة، بعد أن راجت معلومات بأنه سيحول إلى ولاية جيجل، رغم أنه تم إنجاز الميناء من قبل مديرية الأشغال العمومية لسكيكدة بغلاف مالي قدره 04 ملايير دينار، على أرضية لم تكن ممسوحة طبوغرافيا عند انطلاق أشغال إنجاز المشروع، غير أنه وبعد الانتهاء من العملية واستلامه في ديسمبر من السنة الماضية، وبعد إجراء عملية مسح الأراضي، تبين أن هذا الأخير أقيم على تراب إقليم ولاية جيجل. وقد طالب سكان قرية أولاد جاب الله، بدوار بني فرقان الواقع على بعد 35 كلم شمال شرق مدينة الميلية، المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل لإيجاد حل للمشكلة التي يتخبطون فيها والتي وصفوها في عريضة أرسلت حينها لسلطات ولاية جيجل، بالعويصة بعد أن سدت كل الأبواب في وجوههم، حول مشروع ميناء الصيد الذي تقرر إنجازه من طرف ولاية سكيكدة بمرسى وادي الزهور في الجزء التابع لدوار بني فرقان ببلدية الميلية (جيجل). وجاء في العريضة الموقعة من طرف السكان أن مرسى وادي الزهور وأولاد جاب الله من عرش بني فرقان ولا صلة له ببلدية وادي الزهور التي كانت تعرف ب (جراح) قبل أن تأخذ اسمها من وادي الزهور في التقسيم الإداري الأخير، وهو الوادي الذي تجري مياهه عبر السهل الذي تتقاسمه بلدية وادي الزهور (جراح) سابقا مع بلدية الميلية وتصب مياهه في شاطئ وادي الزهور بدوار بني فرقان التابع لبلدية الميلية. جريدة «الشعب» أول من أثارت القضية طلب صالح زويتن نائب بالمجلس الشعبي الوطني عن سكيكدة، بالإسراع في التسوية الإدارية والقانونية لميناء الصيد البحري والنزهة لوادي الزهور غرب مدينة القل وإسناده في أقرب وقت للمؤسسة المينائية بسكيكدة للانطلاق في عملية الاستغلال، وأكد زويتن ل «الشعب» خلالها أنه ناشد وزير النقل والأشغال العمومية بالتدخل لعلاج هذه المسألة لأنه لاحظ بعض التماطل في الفصل في هذه الإشكالية، ما انعكس سلبا على هذه المنطقة اجتماعيا واقتصاديا، إضافة الى تفادي أشكال الإهمال وأعمال التخريب التي قد تطال هذا الإنجاز الهام، وأوضح في مراسلته «أن ميناء النزهة والصيد البحري بوادي الزهور تم إنجازه من طرف مديرية الأشغال العمومية لولاية سكيكدة، على أرضية لم تكن ممسوحة طبوغرافيا عند الانطلاق في إنجاز المشروع، غير أنه وبعد الانتهاء من العملية واستلامه في ديسمبر من السنة الماضية، وإجراء عملية مسح الأراضي تبين أن المشروع المذكور قد أقيم على تراب إقليم جيجل، بدلا من سكيكدة الشيء الذي حال دون تحويله إلى المؤسسة المينائية لولاية سكيكدة واستغلاله». يعد الميناء الجديد للصيد والنزهة المتنفس الوحيد لدائرة أولاد أعطية، الواقعة في أقصى غرب سكيكدة، ورغم امتلاكها لخصائص سياحية ومناظر طبيعية هائلة، إلا أن المنطقة تعيش العزلة والفقر وانعدام البرامج التنموية، وكان المشروع بمثابة الحلم الذي طال انتظاره من طرف سكان المنطقة وعلقوا عليه آمالهم في إحداث حركية تنموية وخلق مناصب عمل للشباب الذي أرهقته وأثقلت كاهله البطالة. وقد أثار أعضاء من المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، خلال دورة سابقة مسألة حق الانتفاع من الميناء الجديد الذي أنجز بمنطقة وادي الزهور، بغلاف مالي قدره 04 ملايير دينار لكون موقع المشروع بحسبه يتواجد داخل إقليم ولاية جيجل، ولمواجهة الإشكالية تم اقتراح تشكيل لجنة مصغرة لتقديم التماس لوزارتي الأشغال العمومية والنقل من أجل طلب منح حق الانتفاع من هذا المرفق الحيوي لسكيكدة. الميناء يفك الخناق عن صيادي المنطقة تم إنجاز الميناء الجديد للصيد البحري لوادي الزهور في مكان الملجأ البحري القديم الذي بقي على حالته القديمة المتميزة بقلة المنشآت القادرة على احتضان سفن من الحجم المتوسط والكبير، وحسب مديرية الصيد البحري للولاية، فإن طاقة الميناء الجديد تصل إلى 148 قارب وسفينة ما يعطي المرفق أهمية اقتصادية كبيرة تعود بالنفع الكلي على سكان البلدية وعلى الميناء ذاته، ووفق ذات المصدر، فإن سواحل وادي الزهور تندرج ضمن منطقة بحرية مهمة في غرب الولاية، انطلاقا من وادي بيبي إلى غاية الحدود الغربية للولاية، وتتمتع بثروة سمكية تعتبر الأهم في الولاية، خصوصا الجمبري والسردين والأسماك البيضاء، إلا أنها غير مستغلة بالقدر الكافي، ناهيك عن انتشار ظاهرة الصيد الفوضوي في عدد كبير من شواطئ الولاية، إضافة إلى فك الخناق عن صيادي الجهة الغربية من سكيكدة، والجهة الشرقية من ولاية جيجل بعدما عانى هؤلاء من غياب فضاء للنشاط بإمكانه أن يغنيهم عن التنقل إلى الموانئ المجاورة، وبالتالي تحريك عجلة السياحة بهذه الجهة التي تشكو نقائص كبيرة فيما يتعلق بالمشاريع ذات الصلة بهذا القطاع على الرغم من تصنيفها كأحد أهم الوجهات السياحية بالمنطقة، ويساعد الشروع في استغلال هذا الميناء الجديد خلال العامين القادمين على إحداث نشاط اقتصادي مهم لبلديات دائرة أولاد أعطية، وبعث نشاط يستوعب شريحة من الشباب الذين بدأ عدد منهم في مزاولة تكوينه البحري في المعهد العالي للتكوين البحري بالقل علاوة على استحداث هيئة بحرية محلية من البحارة ووسائل الصيد المختلفة والاستغلال الجيد والشامل للثروة السمكية المحلية. زيارات دورية لتسريع وتيرة الإنجاز وقد عرف المرفأ زيارات لمسؤولين سابقين تفقدوا خلالها الأشغال التي تقوم بها شركة كرواتية لبناء الميناء خلال سنة 2014 والمشروع يدخل في إطار برنامج المخطط الخماسي للتنمية، واستمع الوفد يومها إلى شروحات مفصلة من مسؤولي الشركة الكرواتية ومن المسؤولين المحليين على تطور إنجاز المشروع الذي حقق حينها نسبة تقدم في الأشغال تقارب 53٪، مؤكدين خلال الزيارة الوزارية أنه سيسلم قبل نهاية السنة إلا أن المشروع عرف تأخرا لعدة أسباب، كما عرف المشروع اهتماما خاصا لوالي الولاية الأسبق بن حسين الذي نظم العديد من الزيارات التفقدية لسير وتيرة الإنجاز، وتذليل الصعاب، لأهمية المشروع في حياة المنطقة الغربية، والإضافة التي يقدمها هذا المشروع في قطاع الصيد البحري.