استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية عبد الحميد سي عفيف، رفقة أعضاء من اللجنة، أمس، بمقرّ المجلس، سعادة سفير جمهورية أذربيجانبالجزائر عبد الرحمن ماهر علييف. تناول اللقاء العلاقات الحضارية والثقافية القديمة التي تجمع البلدين، حيث دعا الطرفان، بعدما تطرقا إلى التعاون الثنائي، لبذل مزيد من الجهود لترقية التشاور والحوار البرلماني إلى المستوى المأمول. في سياق متصل، قدم عبد الحميد سي عفيف لضيفه، عرضا عن إصلاحات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي توجت بدستور كرس مزيدا من الحقوق لمختلف فئات المجتمع الجزائري وعزز حضور المؤسسة التشريعية، لاسيما في المجال الدبلوماسي. مشيدا، في نفس الوقت، بحكمة القرار الذي اتخذه فخامة رئيس الجمهورية بتوجيه المداخيل البترولية لتصفية الديون الخارجية واستعمالها لتمويل المشاريع الكبرى والبنى التحتية، مع تشجيع الصناعة، الفلاحة والسياحة كخيار بديل عن المحروقات ولتكون مكسبا للأجيال الصاعدة. أما على الصعيد الدولي، فقد حذر سي عفيف من الإرهاب الذي قاست الجزائر ويلاته بعدما تنامى عبر جميع الأقطار، حتى بات تهديدا للسلم العالمي. وانتهز المناسبة ليجدد مواقف الجزائر الداعية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وكذا دعمها للقضايا العادلة، وفي مقدمتها حق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير المصير، مذكرا بمواقف الجزائر الرافضة للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول وحرصها على حل الأزمات بالحوار ونبذ اللجوء إلى العنف. بدوره، نوّه سعادة السفير بالعلاقات الثنائية، «التي تأخذ جذورها من الشعلة التي أنارت بها الثورة الجزائرية الشعوب الطامحة للتحرر» وأبدى ارتياحه لتوافقهما حول الكثير من القضايا الدولية. وخصص سعادة السفير جزءاً من حديثه لتجربة أذربيجان في الخروج من تبعات الأزمة النفطية العالمية وذلك بعد اعتمادها على الصناعات الخفيفة والسياحة لتنويع مداخيل اقتصادها، رغم كونها بلدا منتجا للنفط. واتفق الطرفان، في الأخير، على العمل لتعزيز روابط الصداقة بدعم التعاون الثنائي ورفع مستوى العلاقات البرلمانية عن طريق تبادل الوفود والتفكير في إنشاء مجموعة برلمانية للصداقة «الجزائر - أذربيجان».