أكثر من 11 مليون طالب منهم 259901 طالب جديد إلتحقوا بالمؤسسات الجامعية بحثا عن تحصيل علمي معرفي عالي يؤهلهم لنيل شهادة تساعدهم في إقتحام عالم الشغل . وجرى الدخول الجامعي هذه المرة في جو هادئ اعتيادي لم يكتنفه أي مشكل وطارئ، ساعدت هذه الأجواء، التحضيرات المكثفة التي توقفت عند النقائص وتسويتها بإجراءات استعجاليه لا تنتظر وسدت فجوات في وقتها جريا وراء موسم جامعي عادي ميسر. وحرص رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث على هذه المسالة في كل فرصة ومناسبة، وشدد عليها في الاجتماع مع رؤساء المؤسسات الجامعية في سبتمبر الأخير، مبرزا أهمية الإجراءات المتخذة لضمان السير الحسن للدخول الجامعي. وذكر مسؤول القطاع مطولا بالظروف التي وفرت للتكفل على أحسن حال بالطلبة الذين يتطلعون إلى موسم جامعي أريح، على المستوى البيداغوجي والإيواء والإطعام والنقل . ولم يستن التأطير من العناية والاهتمام باعتباره الحلقة الأخرى التي تعطي للجامعة القوة والاستقامة وتمنحها التأهيل اللازم المساعد لها في استعادة موقعها الريادي كقاطرة التغيير والتطور والبناء في المجامع وليس مجرد مرفق تعليمي يكتفي بتخريج طلبة وفق القاعدة المألوفة السلبية ڤ التكوين من اجل التكوين. وعلى هذا الأساس، تقرر تزويد المؤسسات الجامعية بالأساتذة وخلق مناصب تكوين إضافية في طور الماجستير الذي يتهافت عليه الطلبة جريا وراء تحصيل علمي عالي يسمح لهم بالوصول إلى مراكز البحث وتقلد مناصب مهمة دون الاكتفاء بشهادة الليسانس التي لم تعد الشرط الكافي الوفي للعمل في ظل منافسة محتدمة على سوق الشغل، وهي منافسة تفرض تخصصات وشعب في غاية الأهمية والقيمة تتعدى في الغالب الليسانس. وحسب الأرقام المتداولة في اجتماع حراوبية مع رؤساء الجامعات، فان 6 آلاف منصب مالي جديد فتحت هذا الموسم لتوظيف الأساتذة المساعدين، يضاف إليها 7 آلاف منصب تكوين في الماجستير. وخصصت 420 منحة تكوين للأساتذة المساعدين والمكلفين بالدروس لإستكمال رسائل الدكتوراه، و100 منحة للمعوقين في التدرج ينتقون وفق مسابقة وطنية. ويكشف هذه الحالة، العناية الكبيرة التي تعيرها الجزائر لقطاع التعليم العالي والآمال العريضة الممنوحة له وإسناد له وظيفة التكفل بتعقيدات الأمة وهموم المجتمع ومشاكل المواطن وهي مهمة تؤديها الجامعة في أوفر الظروف وأقوى التحديات، بالانفتاح اكبر على المحيط دون الإبقاء حبيسة البرج العاجي. وتظهر هذه العناية اكبر في عدم الإبقاء على كل صغيرة وكبيرة من الدخول الجامعي الراهن، والحيلولة دون حدوث هفوات من شانها أن تؤثر سلبا على المسار الجامعي تعيد بنا إلى الفترات السابقة حيث صورة الاضطرابات والإضرابات ماثلة في الذهن تتذكر بمرارة وتتنهد. وزادت في تعزيز الاستقرار والدخول الجامعي العادي الهادئ، التدابير المتخذة تجاه توجيه الطلبة إلى التخصصات والشعب المختارة، وحسم حراوبية هذا الملف بالتأكيد الصريح أن كل شيء جرى على ما يرام اختيرت الشعب حسب المعايير المحددة بمنتهى الشفافية والوضوح مبعدة أية مزايدة وتأويلا ومضاربة. وقال الوزير بلغة الفصل ڤ كنا منصفين وعادلين مع الطلبة بلا استثناء ولم تكن هناك أية فائدة في تفضيل احد على آخر.، وعلى هذا المنوال جاءت تسجيلات الطلبة الجدد وفق استمارة الرغبات التي منحت لها المهلة المناسبة في حالة التريث والعدول عن الوجهة، بهدف تهيئة كافة الأجواء لهم ومرافقتهم في عملية التكوين وتحضيرهم إلى المهنة الأنسب في زمن النوعية التي يفرضها اقتصاد المعرفة والعالم الافتراضي الرقمي قاهر المسافات والحدود. ------------------------------------------------------------------------