أغلب كتاباتي قصص واقعية أدخل عليها الخيال ليزيدها متعة الادهاش من الصعب جدا أن تكتب لإرضاء النقاد خديجة بن عادل صوت نسوي تهوى الكتابة والشعر تأتي من أعماق الحضنة تحمل أنشودة الحياة ، تغني للحب ولشعر أحلى اللحظات الجميلة، صدر لها ديوان أعمال في السنة الماضية تحت عنوان «غياهب الدجى، وجلها من قصائد النثر، القصيدة الأكثر حضورا في المشهد الشعري الجزائري حاليا، تشق طريقها نحو الخلود الأدبي. «الشعب» التقتها في لحظة كتابة تتربص وجدانها بالحرف الأجد، فكان لنا معها هذا الحوار. - الشعب: «غياهب الدجى» أول إصدار أدبي لك هل يمكن أن تحدثينا عنه؟ خديجة بن عادل: غياهب الدّجى ديوان شعر صدر شهر ماي 2017 عن دار العنقاء للنشر والتوزيع بالمملكة الأردنية الهاشمية يتكون من 79 قصيدة نثرية، استهل الديوان بخاصرة المساء وهي قصيدة وطنية تتغنى بعشق الوطن الجزائر، ساد التنوع بين الرومنس والحب والألم والاغتراب يعبر عن ذات الشاعرة وما يجول بالوجدان، هو بوح ونبض غير مجاني من الوجع والصراع ومدى التشابك بين الذات والمحيط يعبر عن الممكنونات المخبوءة هو فيض من العواطف لتجديد الأمل يبرز قيمة الحب وقدرته على إبراز إنسانية الإنسان، لا أكثر الحديث عنه ليكتشفه المتلقي. - كيف يكون تعاملك مع لحظات الكتابة؟ لحظات الكتابة لها طقوس غريبة أحيانا،النبض الأنثوي معقد عصي الفهم فالمرأة كيان لا يحده حد من العواطف مشاعر توقد بكلمة لتضيء ما حولها وميض يشع بتلاوات فجرٍ جميل الإشراق، وأنا أنثى يكتبني الشعر لا أكتبه عندما يربك روحي القلق أركب نزفي صهوة البوح وأوسده الورق مع هدوء الدّجى حتى الغلس، وفنجان قهوة أرابيكا؛وإن كانت الكتابة بجنس أدبي غير الشعر مثل القصص والرواية أقتنص الأفكار من المجتمع وما يحويه من متناقضات وأغلب كتاباتي قصص واقعية أدخل عليها الخيال ليزيدها متعة الادهاش، أعتمد فيها على الاستعارة والرمز والمجاز. - لو طلبنا منك تقديم نفسك للقراء من أين يمكنك اختزال المسافات لذلك؟ إمرأة صحراوية الطباع حمدت الله وشكرته على أول لفحة هواء ورضيت بما وهبت من جنس ومسمى ولدت بقرية أولاد سيدي إبراهيم (الديس) ولاية المسيلة بتاريخ 15 ماي 1974 مستواي الدراسي بكالوريا علوم نشأت بعائلة محافظة ترعرعت على الحب والإحترام، مغتربة بفرنسا منذ سنة 2003، أكتب الشعر والخواطر منذ الصغر لكن ما زادني تشبثاً وشغفاً بها هو احتواء النفس بديارالغربة، وكل مامر على الوطن أثناء العشرية السوداء وكل تلك العقابيل التي صادفتني شخصياً وما التقطته عدسة العين من صور مؤلمة شاركت بالعديد من المسابقات الأدبية بكل من الخاطرة وقصيدة النثر والقصة القصيرة جدا والشعر العامي وتحصلت على المراتب الأولى ووفقت في نيل شهادات ودروع، وشاركت مع مجموعة من النخبة من الوطن العربي في كتاب قصصي بعنوان عطر الفجر عن دار نشر بمصر: أكتب حاليا بالعديد من الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية عربياً وعالمياً منها العراق، مصر، الأردن، الجزائر، سويسرا، فرنسا، بريطانيا. عضو بأكاديمية الفينيق وعضو التجمع العربي للأدب والإبداع إضافة إلى عضو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب، عضو واتا الحضارية وعضوة بالكثير من المجموعات عبر الفيسبوك والمنتديات لي مدونة خاصة تحت مسمى زخات مطر على البلوجر وصفحة على الفيسبوك والحساب. - أي الأجناس الأدبية تجدين فيها ذاتك المبدعة؟ قصيدة النثر لأنها تكتبني والشعرهو الوجه الآخر لحقيقتي، يشبهني لا أراني دونه ولا أعتبر لذاتي طمأنينة غيره.. حين تتوسد الأبجدية الورقة يكون بمثابة ميلاد لي. - في غياب النقد هل يمكن الحكم على ما يصدر الآن من أعمال أدبية في الشعر والنثر؟ كثيرا ما أسمع هذه الكلمة لكن غالبا ما تعرض أعمالي على النقاد والقراء من الوطن العربي على سبيل المثال لا الحصر سعادة الدكتور أحمد فرحات أستاذ وناقد أدبي في علوم الآداب واللغة من الشقيقة مصر تطرق في دراسة لديواني بكتاب المنصفات في الشعر العربي وكنت من الأقلام المحظوظة ، كما الشاعر والناقد جاسم ياسر خلف الشاعر عباس باني المالكي الشاعر جوتيار تمر كلهم من بلد الشعراء العراق / صحيح النقد له فضل وتقويم لتهذيب اللغة لكن النقاد كذلك مزاجيون أحدهم يفضّل اللغة السردية السلسة وهناك من يفضّل الغموض الشفيف والنثر العميق ومن الصعب جدا جدا أن تكتب لإرضاء النقاد بل المهم من ذلك أن لا تملي القلم التصنع والتكليف ليمر وهجه بسرعة لقلوب القراء ويكون لك جمهورك. - هل لديك مشاريع إصدارات مثلا؟ نعم مشروع رواية هي مادة خام تحت الدراسة حالياً وكذلك مجموعة من القصص القصيرة جدا. ولا أريد الإفصاح عن العناوين لكي لا تخسر المفاجأة رونقها. - لاحظنا أن مجموعتك تم طبعها في دار عربية، فيما تخصص الوزارة صندوقا لدعم الإبداع، لماذا هذا التسرع؟ ليس تسرعا وإنما أنا عضوة بأكاديمية الفينيق من سنوات عديدة والكتابة هناك مسجلة تلقائيا وتعمل دار العنقاء للنشر والتوزيع على توثيق أعمال كل الأدباء وإصدار أعمالهم لذا وجب علي الاعتراف برد جميل عميد الأكاديمية السيد زياد السعودي عرفاناً وتقديراً لتبني العمل كما القراءة. - هل أنت راضية عن كتاباتك؟ نعم راضية بنسبة لا تتعدى الكمال لأنني أسعى دائما لتطور ذاتي وأقرأ كثيرا لزيادة العلم أدبياً وفكرياً لأن الأدب عالم فسيح والقاموس اللغوي ثري جدا حسب النمط المجتمعي العربي والغربي. - لمن تقرأ خديجة من كتابنا وللآخرين؟ خديجة تقرأ من الوطن لكل زملائي وزميلاتي من الأدباء لا أريد ذكر أسماء خشية أن أنسى أحدهم وكذلك للشيخ أبو القاسم الحفناوي ابن مديني الديس - مولود فرعون -الطاهروطار - كاتب ياسين.. الخ ومن الوطن العربي للكثير: نازك الملائكة - أدونيس - جبران خليل - أحمد مطر- محمود دويش الأدب العالمي: مارغريت دوراس - فيكتور ايقو - فرانز كافكا-وليام شكسبير - ماركيز والقائمة طويلة. - هل من كلمة أخيرة لي الشرف التعرف على شخصك أستاذ نورالدين لعراجي وشرفتني بهذه الدعوة الكريمة للكتابة بجريدة «الشعب» العزيزة وكل عام وحضرتك بخير وإن شاء الله مزيداً من الرقي والألق ونتمنى أن تسود العدالة والسلام والطمأنينة في عالمنا العربي والمساواة بكل الحقوق الإنسانية. وسنة سعيدة لوالدي السيد بن عادل الشريف 2018 الذي وهبني الحب وعزز فيَّ قوة شخصيتي ونَمَى بي الثقة وحب الحياة، وعام ملؤه المسرّات لجمهور جريدة «الشعب» عامة ولأوفياء قلمي خاصة، لكم مني تحية حبور لا تبور.