أكد ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الجزائر، السيد عبد الكريم غول، أمس أن تعاطي الدولة الجزائرية الايجابي مع حالة اللجوء الصحراوي، ساهم في تخفيف الكثير من معاناة اللاجئين الصحراويين، حيث عوضت النقص الفادح في حجم إعانات الدول المانحة للشعب الصحراوي. وقال السيد غول، في تصريح لجريدة «الشعب» على هامش إحياء اليوم العالمي للاجئين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، أن تعاطي الدولة الجزائرية مع حالة اللجوء الصحراوي ايجابي وكريم جدا، فقد احتضنت الصحراويين وقدمت لهم الدعم خلال سنوات طويلة، في وقت سجلت مساعدات المجتمع الدولي تراجعا كبيرا وهي أقل بكثير من احتياجات اللاجئين الصحراويين، التي توفيها مساعدات الشعب الجزائري والحكومة الجزائرية، مضيفا أنها علامة ايجابية لا نجدها في مناطق أخرى من العالم، حيث تتعاطى الدول المضيفة مع حالة اللجوء بطريقة سلبية. ووصف، السيد غول، حالة اللجوء الصحراوي بالظاهرة المأساوية، حيث يحيا اللاجئون الصحراويون في ظروف معيشية صعبة جدا، بسبب تراجع الاهتمام الدولي بها. مشيرا إلى أن زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في سبتمبر 2009 لمخيمات اللاجئين الصحراويين، جاءت لتجديد ولفت الاهتمام الدولي لمعاناتهم وتقديم دعم اكبر لهم، وذلك بالاشتراك مع منظمات دولية أخرى ودول مانحة. وفي هذا السياق، أبرز ذات المتحدث، أن هذه الزيارة شكلت نقطة تحول في برامج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بحيث أن مساعدات المجتمع الدولي والمفوضية كانت مرتبطة بحالات استثنائية، لتعيد الزيارة النظر في تعاطي المجتمع الدولي مع هذه الحالة، حيث تقرر عدم الاستمرار في تقديم المساعدات، كما وأننا في حالة استثنائية وتحويلها إلى دعم يقدم إلى اللاجئين بأنفسهم للاعتماد عن أنفسهم، و المساهمة في إنجاز مشاريع في قطاعات المياه والصحة تستفيد منها هذه الفئة. وأوضح ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن الوضع الإنساني للاجئين الصحراويين مختلف عن وضع اللاجئين في بقاع العالم من حيث استمرارية وطول حالة اللجوء، و أردف قائلا: «نعرف أن هناك أطفال ولدوا وترعرعوا وتزوجوا وهم لاجئون أي طول حياتهم، ولا يعرفون إلا حالة اللجوء في وقت تعرف عن حالات اللجوء أنها تستمر مدة اقصر». وبغرض التكفل باحتياجات اللاجئين، كشف ذات المسؤول، أن المفوضية رفعت من ميزانيتها من 2,5 مليون دولار سنة 2003 إلى أكثر من 9 مليون دولار سنة 2009، على أن يرتفع برنامج المساعدات العام المقبل إلى أكثر من هذا الرقم، مفندا بذلك تراجع حجم المساعدات التي تمنحها المفوضية للاجئين الصحراويين ونظرائهم في بقاع مختلفة من العالم. وفي هذا الشأن أحصى، السيد غول، وجود أكثر من 43 مليون شخص في العالم ما بين لاجئ ومشرد من بينهم ما يقل عن 10 ملايين لاجئ، مؤكدا أن اليوم العالمي للاجئين المصادف ل20 جوان من كل سنة هو ليس للاحتفال وإنما هو اقرب إلى يوم لتذكر معاناة اللاجئين في العالم، ولفت الانتباه إلى مشاكلهم الإنسانية وتجنيد الدعم الدولي الإنساني. وبخصوص فتح مكتب لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) بمخيم اللاجئين الصحراويين، رحب السيد غول، بإقامة هذا المكتب في تندوف واصفا العملية بالخطوة المباركة. وأعرب، عن أمله في أن تساهم في دعم وتطور الأطفال الصحراويين والتأثير الايجابي على الوضع العام للاجئات الصحراويات . تجدر الإشارة، إلى أن فاتورة الغذاء الشهرية للاجئين الصحراوية تزيد عن 2,5 مليون دولار شهريا، ما يتطلب توزيع 300 ألف طن من المساعدات الغذائية. ويعاني أكثر من 68 بالمائة من الأطفال الصحراويين من فقر الدم و66 بالمائة من سوء التغذية، و5,5 بالمائة مصابين بفقر الدم الحاد، فيما تقدر إصابة النساء الحوامل بفقر الدم ب 55 بالمائة، ما يؤشر على أن الحالة الصحية للاجئين الصحراويين في وضعية خطيرة.