أكد ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالجزائر السيد عبد الكريم غول أمس، أن سياسات ومواقف الجزائر الداعمة للصحراويين بالمخيمات في شتى المجالات، لعبت دورا هاما في تقليص حدة المعاناة والظروف الصعبة التي تطبع حياة اللجوء المريرة، مشيرا إلى ضرورة تبني إستراتيجية جديدة في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين وإعادة النظر في توجيه هذه المساعدات بما يخدم التنمية والمستقبل الشامل للأجيال. وأوضح عبد الكريم غول في تصريح ل''المساء''، على هامش زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف بمناسبة اليوم العالمي للاجئين المصادف ل 20 جوان من كل سنة، أنه لابد من التفكير الجدي في زيادة حجم الدعم والمساعدات الإنسانية الدولية وتحويل المساعدات إلى نوع من الدعم المعتبر للاجئين من خلال تشجيع الاعتماد على النفس وهذا في المشاريع ذات الطابع الحيوي كالمياه وقطاعات الصحة والتعليم...وغيرها. كما أشار المسؤول إلى نقص الاهتمام الدولي بواقع اللاجئين الصحراويين بالمخيمات وهذا لأكثر من 30 سنة من الصراع مع الحياة الشاقة والمضنية للصحراويون، رابطا تفاقم هذه الظروف بعدم اكتراث المجتمع الدولي بحتمية الزيادة من حجم المساعدات الإنسانية، واعتبر أن زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين لمخيمات اللاجئين في سبتمبر ,2009 كانت فرصة لتجديد الاهتمام والحث على العمل لتخفيف المعاناة اليومية للاجئين الصحراويين. واعتبر أن عمل المفوضية الأساسي في هذا المجال يتركز بالأساس على دعم الصحراويين وحمايتهم وتقديم المعونة لهم بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية، كالصليب الأحمر الدولي إلى جانب مشاركة الدول المانحة، كما أوضح أن هذه الزيارة تعد نقطة تحول كبرى في برامج المفوضية التي تستدعي إرساء إستراتيجية جديدة للتعاطي مع الأوضاع الإنسانية الاستثنائية بالمخيمات وإعادة النظر في أسلوب تعاطي المجتمع الدولي مع هذه الحالة الإنسانية. ومن جهة أخرى أشار ممثل المفوضية السامية للاجئين بالجزائر، إلى الجهود الجبارة والايجابية التي تبذلها الجزائر شعبا وحكومة في مد يد العون والوقوف إلى جانب اللاجئين الصحراويين وهذا منذ أزيد من 30 سنة، وهو ما اعتبره موقفا مشرفا للجزائر، لاسيما من ناحية التجند الدائم في إرسال المساعدات الإنسانية والتضامنية ضمن القوافل الجماهيرية لتحسين الأوضاع الإنسانية بالمخيمات . وقال في هذا الخصوص أن هذه علامة ايجابية في دعم القضية الصحراوية واللاجئين الصحراويين بصفة عامة، وهي المواقف التي قلما نجدها في مناطق اللجوء الأخرى عبر العالم. وفي سياق آخر، أكد عبد الكريم غول زيادة ميزانية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مقارنة بسنة 2008 بحوالي 3 مرات مقارنة بالسنوات السابقة، أي بما يقارب مبلغ 9 ملايين دولار، وهذا بالنظر إلى ما كانت عليه سنة 2008 حيث لم تكن تتعدى 5,2 مليون دولار، موضحا أن برنامج المفوضية للعام القادم سيشهد زيادة معتبرة في الميزانية وفي المساعدات وكذا في السياسات الرامية لتحسين واقع الحياة بالمخيمات. وبمناسبة تنصيب أول مكتب للمنظمة الدولية لحماية الطفولة بمركز الشهيدة النعجة بمخيمات اللاجئين، صرح عبد الكريم غول أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كانت ترحب بذلك منذ عدة سنوات لدعم وتطوير وضعية الأطفال الصحراويين بمخيمات تندوف، معتبرا وجود انشاء مكتب ل''اليونيسيف'' بمخيمات اللاجئين يعد شريكا أساسيا ومشجعا، إلى جانب المفوضية من أجل النهوض بالأوضاع الإنسانية التي تميز مناطق اللجوء في العالم عامة وفي مخيمات اللاجئين الصحراويين خاصة. مبعوث ''المساء'' الى مخيمات اللاجئين الصحراويين م:أجاوت