أحيت القوات البحرية الجزائرية الذكرى 50 لإسترجاع قاعدة المرسى الكبير المصادف ل 2 فيفري من عام 1968، تاريخ يشهد على انتصار آخر لثورة نوفمبر التحريرية، واسترجاع أكبر قاعدة إستراتجية أصبحت اليوم بفضل الأهمية التي أولتها لها قيادة الجيش الوطني الشعبي من أولى القوات في حوض البحر الأبيض المتوسط بما يكفل حماية سواحلنا وحدودنا البحرية. «إفتخارنا، إعتزازنا بما تحقق لحد الآن من إنجازات على مستوى القوات البحرية في ظرف وجيز، القوات البحرية اليوم لها رجال”، كان هذا مقطع من كلمة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، تضمنه شريط وثاقي تم عرضه ضمن البرنامج المخلد لاحتفالات الذكرى 50 لاسترجاع قاعدة المرسي الكبير بالمتحف الوطني للجيش الشادلي بن جديد. الشريط الوثائقي تحت عنوان، “عراقة، تطوير وجاهزية”، عرض مختلف المراحل التي عرفها هذا الأسطول البحري على مر 50 سنة من استرجاعه من المستعمر الفرنسي، ليكون تاريخ 2 فيفري آخر يوم يتواجد فيه جنود المستعمر، مبرزا أهم مراحل العصرنة التي مست هذا الجهاز ليصبح قوة ضاربة سطحية وأخرى تحت المائية بعد أن بات يتميز بقدرات فنية عالية ومستوى راق في مجال التحضير القتالي سمح له بأداء المهام المنوطة له بكل جدارة وإقتدار. وتخليدا للذكرى أكد العقيد بن متير منير رئيس مصلحة الاتصال للقوات البحرية في كلمة له بالمناسبة أن إسترجاع المرسى الكبير، يعد إنجازا كبيرا يضاف إلى قصة كفاح الشعب الجزائري في استرجاع الأراضي الوطنية من طرف المستعمر الغاشم، حيث لم يكن بالإمكان الاستمتاع بالسيادة الوطنية دون أن نعيد كل شبر من أرضنا الطاهرة يؤكد العقيد بن متير. كما يزخر تاريخ البحرية الجزائرية ببطولات وأمجاد صنعها رجال ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة الوطنية، قهروا خلالها الأعداء بصدهم عدة هجومات كانت تتربص ببلادنا وبسطوا نفوذهم على البحر المتوسط بفضل أسطول بحري كان بمثابة درع واق للسواحل الجزائرية ودعامة أساسية قامت عليها الدولة الجزائرية بداية من القرن 16. وتساهم القوات البحرية الجزائرية من خلال المهام المسندة إليها الدفاع والذود عن المجال البحري، لا سيما فيما يتعلق بحماية وتأمين المشارف البحرية، الدفاع عن المجال البحري الوطني، حماية المصالح الوطنية في البحر والدفاع عن الساحل وحماية الشواطئ. بدوره أكد العقيد شوشان مراد مدير المتحف الوطني للجيش في مداخلة له بالمناسبة، أنه وتطبيقا لتعليمات القيادة يقف رجال الجيش الوطني الشعبي وقفة إجلال وعرفان لتخليد أحد صفحات تاريخنا المجيد ممن كتبها أبناء وأبطال الجزائر وقعوا عليها بدمائهم الزكية. العقيد بن شوشان أبرز في كلمته الدور المحوري والهام الذي لعبته الجزائر على مدار 15 سنة من الاستقلال من أجل استرجاع المرسى الكبير لتحقيق النصر كاملا، حيث وبعد مفاوضات عسيرة مكنت الجزائر بفضل دبلوماسيتها من استرجاع أسطولنا البحري الذي بات اليوم مستعدا لرد وردع أي خطر قد يمس حدودنا البحرية. ليفسح المجال بعدها لإلقاء مداخلة من طرف الرائد مهدي بوكلثوم إطار بالقوات البحرية تعرض فيها لتاريخ الأسطول قبل الاستقلال وبعده معرجا على أهم مراحل تطوره غداة الاستقلال.