مع ولادة يومٍ جديد وقف أمام نافذتهِ يأكل قطعةَ خبزٍ وهو شارد الذهن. نادتْهُ ابنتهُ الصغيرة. فلم يسمعها. أمسكتْ بيدهِ وقالت: أبي مابك…. قال لها لاشيء يابنتي… لما تسألين. قالت: تاديتُكَ فلم تسمعني.. أريد أن أعرف متى ستعود..؟ انخفضَ بجسمهِ حتى لامست ركبتاهُ الأرض. ضمَّها الى صدرهِ وقبَّلها وقال: لا تقلقي يابنتي سأعود قريباً… ..اطمئني. ومع عودةِ المساء بخطواتهِ المتثاقلة. قُرعَ الباب. فتحت أمها فوجدتْ بعضاً من رفاقهِ سلموها ماتبقَّى من بزتهِ وبقايا قلبٍ فيهِ صورتين. صورةٌ لوطنهِ والأخرى لأبنتهِ الصغيرة.