تبقى حديقة الحيوانات «كيسير» بغرب مدينة جيجل الوجهة المفضلة بالنسبة للسكان وكذا لزوار هذه المنطقة، ونظرا لنقص هياكل الترفيه والتسلية، يفضّل عديد المواطنين اغتنام فرصة نهاية الاسبوع لزيارة حديقة التسلية بالعوانة رفقة أبنائهم، حيث تعرف هذه الحديقة توافد المئات من الزوار عليها عند كل عطلة اسبوعية، إذ يقصدها الزوار لمشاهدة العديد من أصناف الحيوانات، بالإضافة إلى بعض أنواع الطيور، خاصة أنّ هذه الحديقة تدعّمت بحديقة ألعاب للأطفال يسيّرها أحد الخواص، كما يتمتّع الزوار بمناظر طبيعية خلاّبة داخل الحديقة. تعد هذه الحديقة الموجودة بموقع غابي والمتربعة على 24 هكتارا بالمكان المسمى «كيسير» على مقربة الجسر الذي يحمل نفس التسمية مجمّعا للترفيه ومكانا مفضلا وملائما للعائلات، ويعيش في هذا الفضاء 30 صنفا حيوانيا ما بين محلي وآخر جلب من الخارج آخرها زوج دببة سوداء وآخر للذئاب الصربية. وتعتزم إدارة هذه الحديقة كذلك مضاعفة المنشآت الخاصة بألعاب الأطفال والتسلية المطلوبة أكثر من طرف الشباب الزائر لهذا الفضاء، كما توجد أرضية مخصّصة لتوقّف السيارات بهذه الحديقة التي أصبحت مقصدا لطالبي النّزهة والتسلية. وقد اتّخذت السّلطات الولائية لجيجل قرارا يقضي بتحويل حديقة الحيوانات، وجعل تسييرها في يد السّلطات المركزية لولاية جيجل، بعدما كانت الحديقة تسيّر منذ أن فتحت أبوابها أمام الزوار في جويلية 2006 من قبل المؤسسة العمومية «الوئام المدني» لبن عكنون بالجزائر العاصمة. كما أنّ استرجاع تسيير حديقة الحيوانات كان مطلب العديد من المنتخبين المتعاقبين عبر المجالس الشعبية الولائية والوطنية، وحديقة الحيوانات استطاعت لسنوات أن تصبح مرفقا ترفيهيا سياحيا بامتياز، يقصده الزوار من كل حدب وصوب لاكتشاف المساحات الخضراء والثروة الحيوانية الموجودة به. وقد عرفت السّياحة الجبلية إقبالا كبيرا من قبل المواطن الجيجلي، الذي انخرط في التجوال في الغابات والجبال التي تشتهر بها المنطقة، خصوصا بعد عودة الأمن لمختلف ربوع مناطق الولاية، وعملت العديد من النوادي والجمعيات التي تهتم بالمجال السياحي على تنظيم رحلات استكشافية بمختلف المناطق ذات الجمال الطبيعي بالغابات والأدغال، لاستكشاف ما تكتنزه هذه الفضاءات الرائعة الجمال، على غرار أعالي جبال منطقة الشريعة ببلدية زيامة منصورية في رحلة استكشافية بادرت بتنظيمها الحظيرة الوطنية لتازة بجيجل بالتنسيق مع السلطات والجمعيات المحلية، حيث قضى الزائرون وفي جو عائلي ساعات طويلة تعرفوا من خلالها على جمال الطبيعة بالحضيرة وبالخصوص روعة المسلك الغابي الرابط بين منطقتي الشريعة وتازة الذي يمتاز بالتنوع في غطائه النباتي، وكذلك توفّره على ينابيع طبيعية. وتستقطب غابة بوعفرون شرق جيجل العديد من العائلات والسياح على مدار السنة نظرا للهدوء والجمال اللذان تتمتع بهما المنطقة الخلابة، وكذا لمناخها الصحي للكثير من الباحثين عن نفس جديد بعيدا عن ضوضاء المدينة، وهو ما قد يؤهّل الغابة لتكون من بين أنسب الأماكن للزيارة في أوقات العطل، إلا أنها تعاني إهمال وغياب كثير من الضروريات لجعلها وجهة سياحية تضاف إلى كورنيش وشواطئ الولاية. وتثمينا لهذا المسعى، أصدرت وزارة السياحة والصناعات التقليدية قرارا يقضي بإنشاء سبع مناطق جديدة للسياحة والنزهة الجبلية بالولاية، وهو القرار الذي ستستفيد منه سبع بلديات بالولاية وهي تاكسنة، جيملة، الميلية، بوراوي بلهادف، سلمى بن زيادة أولاد رابح وسيدي معروف، القرار يهدف إلى إحياء السياحة الجبلية بولاية جيجل بعد التراجع الكبير الذي عرفته هذه الأخيرة خلال السنوات الماضية بفعل عوامل عديدة، وفي مقدمتها الظروف الأمنية الصعبة التي مرت بها الولاية. وتبقى حركية الشّوارع خلال الليل محتشمة، باستثناء بعض قاعات الشاي والمقاهي التي تستقطب أعدادا من المواطنين إلى ساعات متقدّمة من السّهرة، أما المحلات والمتاجر فأبوابها موصدة بعد صلاة المغرب، وفي أحسن الأحوال عند صلاة العشاء، فالحركة تقل حينها، وتكفي إطلالة أفقية على شوارع عاصمة الكورنيش للتأكد من النوم مبكرا، حيث يتوقّف النشاط التجاري وينتهي قبل حلول الثامنة ليلا، وترى الأضواء خافتة إلا تلك المنبعثة من بعض المطاعم والمقاهي.