أنهى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس، زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف أول أمس بدعوة طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب إلى تخفيف التوتر القائم وتفادي أي شيء من شانه أن يعكر الأجواء ويعقد التقدم في المحادثات المقررة بين الطرفين يوم الثالث نوفمبر الداخل بنيويورك. وأكد المبعوث ألأممي في تصريح إعلامي، عقب نهاية زيارته للمنطقة، أن جولته هذه لا تخرج عن سياق البحث عن حل يمكن الشعب الصحراوي من تقرير المصير بمساعدة دول المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الجولة التي تعد الرابعة له في شمال إفريقيا تدخل في إطار مهمته التي تقضي بمساعدة المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو في سعيهما وراء التوصل لحل سياسي ودائم ومتفق عليه من قبل الطرفيين يضمن لشعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير، وهذا بمؤازرة دول المنطقة والدول المجاورة بشكل خاص. وبعد أن أوضح السيد روس بأن جبهة البوليزاريو أكدت استعدادها لحضور الجولة القادمة من المحادثات المزمع عقدها في أوائل الشهر المقبل، أعرب عن أمانيه في أن تسفر المحادثات بين جبهة البوليزاريو والمغرب عن خطوات ملموسة نحو الحل الذي يدعو إليه مجلس الأمن والأسرة الدولية بإلحاح منذ سنوات عديدة. وعن سلسلة اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين الصحراويين، أضاف ذات المسؤول أنها توجت باللقاء الشامل الذي تم بينه وبين الأمين العام لجبهة البوليزاريو السيد محمد عبد العزيز، كما أتيحت له فرصة التعرف على شريحة واسعة من الفعاليات النسائية بالمخيمات. وقد تناولت المباحثات ضرورة تجاوز الوضع القائم ومقتضيات عملية التفاوض وسير العمل في إدارة إجراءات بناء الثقة، كما تم نقاش بعض جوانب البعد الإنساني للقضية. وفي تصريح له بالمناسبة أكد المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو السيد أمحمد خداد تأييد جبهة البوليزاريو لمساعي المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة، من اجل تطبيق قرارات الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية، غير أنه شدد على ضرورة ألا تكتفي الأممالمتحدة بدور الوسيط لان عليها مسؤوليات اتجاه الشعب الصحراوي لاستكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وأوضح ذات المسؤول في هذا السياق، أن مطلب الشعب الصحراوي هو الاستقلال وقد دفع حمامات من الدماء وأودية من الدموع من اجل ذلك ولكنه يؤمن بسبل الديمقراطية للتوصل لذلك الهدف من خلال تقرير المصير. وبخصوص اللقاء المرتقب بين طرفي النزاع بداية الشهر الداخل، أكد السيد خداد أن المفاوضات يجب أن تجري في جو من الصفاء والثقة وبالتالي لا بد من توقيف انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وحل مشكل النازحين الموجودين الآن بالآلاف خارج المدن المحتلة احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. تجدر الإشارة إلى أن كريستوفر روس كان قد زار الجزائر بحر الأسبوع الماضي، وتوجه يوم الخميس إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث من المنتظر أن يجري لقاءات مع كبار مسؤوليها على أن ينهي جولته في المغرب، في إطار دفع مسار المفاوضات بين طرفي النزاع العالقة منذ سنة.