بالرغم من ترقية الأمازيغية إلى لغة رسمية، إلا أن اللغة و الخط الذي تكتب به يطرح إشكالية أساسية ،حاول المتدخلون في الندوة حول «واقع الامازيغية في الجزائر بين الماضي والحاضر ورهانات المستقبل « الإحاطة بكل ما يتعلق بهذا الموروث الحضاري، لبحث كيفية توحيد مختلف الألسن التي تتحدث بها ، وكذا الحرف الذي تكتب به. تناولت أمس الندوة ( الأولى من نوعها) التي احتضنها مجلس الامة بحضور رئيسه عبد القادر بن صالح وعدد من الاساتذة المختصين في التاريخ و الموروث الأمازيغي، واقع الامازيغية، على ضوء الترتيبات الدستورية القانونية، بعد ان مرت بمراحل عدة لتصبح بموجب دستور 2016 لغة رسمية. وقد جاء في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها نوارة جعفر عضو بالغرفة العليا للبرلمان ، تأكيد على ان قرار ترسيمها نابع من كونها تعد مقوم أساسي من مقومات الحضارة والثقافة الجزائرية ، كما ان ترقيتها الى لغة رسمية بعد العربية اجراء يهدف الى تعزيز الوحدة و الاستقرار الوطني. ودعت في سياق الحديث الى ضرورة وضع «اموس للغة الامازيغية «نظرا لتعدد الالسن الناطقة بها، بالإضافة الى تبني «لغة اعلامية موحدة «للإلمام بجميع الالسن الامازيغية، وكذا وضع مكتبة تجمع كل التراث الامازيغي. عصاد : مكاسب الامازيغية جاءت بفضل قرارات رئيس الجمهورية ومن جهتها ، ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد ، من خلال مداخلته حول «مكاسب الامازيغية في الجزائر القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية بجعل اللغة وطنية اولا ثم ترقيتها الى لغة رسمية ، بالإضافة الى ترسيم 12 يناير عطلة مدفوعة الاجر، كما اشار الى ان هذا المكسب يعد كذلك نتاج تراكمات نضالية رافقها عمل ثقافي فعال. كما عبر في مداخلته عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية، الذي «حسم بقوة الحجة وبعد النظر فيما يتعلق بالقضية الامازيغية ، وعرف كيف يحصل على الاجماع السياسي من خلال حنكته السياسية «. واستعرض في مداخلته بعض الارقام حول تطور استعمال اللغة عبر ولايات الوطني ، وقال ان العدد قفز من 21 ولاية ما بين 2015-2016 الى 36 ولاية سنة 2018 ، و هي ارقام مشجعة و ايجابية ، تؤكد ان اللغة تعرف تطورا حقيقيا. د. حيرش : اللغة عرفت متغيرات نتيجة انشقاقات و تأثيرات خارجية أما الدكتور محمد الهادي حارش ، استاذ التاريخ و الحضارات القديمة بجامعة الجزائر 2 ، فقد عاد في مداخلته الى تاريخ ظهور الامازيغية الذي يعود الى 8000 سنة ، و قال ان استعمالها كان منتشر في منطقة تمتد على مساحة 5 مليون كيلومتر ، مشيرا الى ان عدة دول منها مصر وجزر الكاناري كان سكانها يتحدثون باللسان الامازيغي ، و قد اثبتت النقوش التي عثر عليها في الجزائر ، انها تعود الى القرن ال3 وال5 قبل الميلاد، منها نقش يكرس انجاز ضريح للملك «ماسينيسا» . اللغة ليست هي التي تقدم أو تؤخر الشعوب واضاف ان هذه اللغة فقد عرفت عدة متغيرات ، نتيجة لعوامل انشقاق العزلة و الموقع الجغرافي ، و كذا تأثيرات خارجية « ، ولفت في معرض مداخلته الى ان منطقة «الشاوية» اكثر تأثرا باللغة العربية من منطقة القبائل ، و ذلك راجع كونها وقعت في مسار الفتوحات الاسلامية. ويرى المتحدث انه يمكن الرجوع الى «الامازيغية الأم «، وذلك بالعودة الى الكلمات الاولى، واخراج الكلمات الدخيلة التي تغلغلت اليها بفعل المتغيرات التي حدثت في الزمان والمكان . واستخلص المتحدث في الاخير ان اللغة ليست هي التي تقدم او تؤخر الشعوب، وان تطورها يكون بتطور ابائها.
استكمال الحكومة المشروع التمهيدي للقانون العضوي المتعلق بالمجمع الجزائري للغة الأمازيغية والجدير بالذكر انه قد تزامن انعقاد هذه الندوة ، الاعلان عن استكمال الحكومة المشروع التمهيدي للقانون العضوي المتعلق بالمجمع الجزائري للغة الأمازيغية، الذي نشر على البوابة الالكترونية للوزارة الاولى ، بعد دراسته من طرف مجلس الوزراء الذي سيعقد في الأسابيع القادمة، قبل عرضه على البرلمان خلال هذا السداسي كما تقرر ذلك من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وجدير بالذكر أن هذا النص يحدد مهام وتشكيلة وتنظيم وسير هذا المجمع المؤسس بموجب المادة 4 من الدستور التي تنص بأن «تمازيغت «هي كذلك لغة وطنية ورسمية.