أعطى الكثير للخط الخلفي للمنتخب الوطني لسنوات عديدة بفضل إمكانياته الكبيرة، ويصنّف ضمن أحسن المدافعين في تاريخ الكرة الجزائرية..إنّه فضيل مغارية، خرّيج مدرسة أولمبي الشلف، والذي مازال كل متتبّعي الكرة يتذكّرون التدخلات «المدروسة» والحاسمة في نفس الوقت لهذا اللاعب الذي طبع «سير» خط دفاع «الخضر» في مناسبات كثيرة، وما عدد المقابلات التي لعبها في الفريق الوطني لدليل على دوره الكبير، واعتماد مختلف المدرّبين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية على هذا المدافع البارع. فضيل مغارية من مواليد 23 ماي 1961 بالشلف، ظهر بشكل مميّز في تشكيلة الأولمبي وعمره لا يتجاوز 19 سنة، حيث برز وسط عدد من النجوم في هذا الفريق الذي كان يقدم مستويات كبيرة في البطولة بقيادة صانع الألعاب مكسي و الهداف بوهلة. كان فريق أولمبي الشلف يعتمد على تشكيلة متوازنة، ممّا أعطى الفرصة لمغارية التطور باستمرار مع مرور المقابلات حتى أصبح لاعبا أساسيا في الفريق..وبدأ اسمه يتداول بقوة على أنه من ضمن «أمال الكرة الجزائرية»، حيث تم إستدعاءه إلى الفريق الوطني في عام 1984. ويمكن القول أنّ مغارية لعب في الأولمبي لمدة 7 سنوات في المرحلة الأولى لعب خلالها أكثر من 120 مباراة قبل أن يخوض تجربة احترافية ناجحة في تونس، وبالضبط في النادي الافريقي الذي فاز معه بالعديد من الألقاب على غرار بطولة تونس (1990 و1992 )، كأس تونس (1989)، كأس رابطة الأبطال الإفريقية (1991)، كا خاض نهائي كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكأس. وكل أنصار النادي الافريقي يتذكّرون لحد الآن الرزانة الكبيرة التي يلعب بها مغارية، الذي يبقى من ضمن أحسن المدافعين الذين مرّوا على هذا الفريق، حسب ما أكّده لنا العديد منهم في بعض المناسبات. وبعد أربع سنوات لعبها بالنادي الإفريقي عاد فضيل مغارية إلى «ناديه الأول»، أي أولمبي الشلف عام 1993 ولعب لمدة موسمين قبل أن يضع حدا لمشواره الرياضي عام 1995. ونجاح مغارية على صعيد النادي رافقه حضورا مميّزا في الفريق الوطني حيث أصبح أساسيا، رغم حضور عدد من اللاعبين المميّزين أيضا في خط الدفاع..لكن تفانيه في العمل كان يعطيه الإضافة، ولعب مقابلات كبيرة في مونديال المكسيك 1986 أمام نجوم عالميين استطاع أن يكون في المستوى ويساهم في إبعاد الخطر بطريقة ذكية في مواقف جد حرجة بالنسبة للتشكيلة الوطنية. وشارك مغارية في كأس افريقيا للأمم سنوات 1986، 1988، 1990 و1992 حيث توّج باللّقب مع «الخضر» عام 1990 بقيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي، كما توّج بالكأس الأفرو اسيوية عام 1991. وللإشارة، فإنّ مغارية لعب لمدة 8 سنوات في المنتخب الوطني من 1984 إلى غاية 1992.