زينت ساحة الثورة بعنابة بخيم حملت بين طياتها عددا من الكتب والإصدارات في مختلف المجالات والتخصصات، وذلك في إطار فعاليات الصالون الوطني لربيع الكتاب، الذي تحتضنه عنابة إلى غاية 29 أفريل الجاري، حيث سيكون عشاق القراءة على موعد بما جادت به 40 دار نشر مشاركة في هذا المعرض، الذي يأتي تحت رعاية وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، وإشراف والي الولاية محمد سلماني. للمرة الثانية ينتقل الكتاب إلى القارئ، من خلال تنظيم معرض في الهواء الطلق، ليكون فرصة سانحة لكل سكان بونة بمختلف الأعمار والأجناس التقرب من المعرض، على اعتبار أنه يضم إصدارات لمختلف الفئات سواء الصادرة حديثا، أو تلك الصادرة قديما إلا أنها ما تزال تحتل مكانة وسط القراء، على غرار الروايات، الكتب التاريخية أو غيرها من المؤلفات، حتى أن الأطفال كانت لهم ضالتهم في هذا المعرض بإصدارات تلبي تطلعاتهم الفكرية.. يعرف المعرض الوطني لربيع الكتاب، إقبالا كبيرا للزوار الذين يتهافتون عليه باستمرار، والبحث عن ما يلبي نهمهم وشغفهم للمطالعة، كتب في مجال العلوم السياسية، القانونية، الاقتصادية، كتب دينية، تاريخية، أدبية من روايات وأشعار وقواميس وموسوعات.. وغيرها من العناوين التي توجهت بها دور نشر جزائرية للقارئ العنابي، حيث يحاول العارضون استمالتهم من خلال التخفيضات التي التزموا بها منذ افتتاح المعرض، حتى تكون الإصدارات في متناول الزوار وجلب أكبر عدد منهم. عروض خاصة لعشاق الروايات، والذين سيجدون أنفسهم أمام أعمال لروائيين عالميين وتخفيضات مغرية، على غرار أغاتا كريستي، والتي تباع أعمالها الروائية ب100 دج، فضلا عن روايات شارلوك هولمز للكاتب ارثر كونان دويل. الطفل.. سلطان المعرض الطفل بدوره خصص له حيزا مهما في هذا المعرض، حيث وجد في متناوله ما يلبي حاجاته الفكرية والعلمية وكذا الترفيهية، إذ أن بعض دور النشر وضعت ألعابا خاصة بهذه الفئة، على غرار ألعاب الذكاء وتنشيط الذاكرة، وهو ما جعلهم يتوافدون بكثرة على الصالون الوطني لربيع الكتاب، حتى أن الأطفال دون سن التعليم في الطور التحضيري أو أقل وجدوا ضالتهم من خلال كتب التلوين والرسوم، حيث اعتبر العديد من العارضين، أن هذه الكتب ستخلق قارئ الغد، وتنمي لديه روح المطالعة. المرأة ربة البيت كانت لها مكانتها في هذا المعرض، حيث أن بعض دور النشر خصصت جانبا معينا لكتب الطبخ لمختلف المؤلفين، وهو ما جلب اهتمام النساء من مختلف المستويات وعرفت إقبالا كبيرا لهن واقتناء ما أعجبهن من كتب، خاصة وأن رمضان على الأبواب، كما صرحت به إحدى الزائرات. تواجدنا بمعرض الكتاب، كشف عن نجاح فكرة تنظيم الصالون بساحة الثورة، تجسيدا لفكرة تقريب الكتاب من القارئ، لا سيما وأن «الكور» يعتبر القلب النابض لبونة، حيث يعرف إقبالا كبيرا لسكان المدينة، وبالتالي استقطاب الزوار من مختلف الفئات والأعمار والمستويات، وهو ما ثمنه أيضا أبناء بونة، الذين اعتبروه فرصة للوقوف على آخر إصدارات الجزائر، كما أن العديد من الأولياء اعتبروا المعرض بمثابة المكتبة لأبنائهم المتمدرسين، على اعتبار أنه يضم كتب وإصدارات لتلاميذ الأطوار الثلاثة، وكذا الطلبة الجامعيين، وهو ما سيساعدهم في مشوارهم الدراسي. أماسي شعرية، ورشات وندوات أدبية من جانب آخر، الصالون الوطني لربيع الكتاب الذي يتواصل إلى غاية 29 أفريل الجاري، وضيفه الشرفي الروائي الكبير واسيني الأعرج، يشهد برنامجا ثريا، تنشطه جمعيات ونوادي ثقافية محلية، وشخصيات أدبية معروفة تعنى بالكتاب، على غرار مقهى أدبي والذي يتضمن قراءات شعرية، ونقاشات بالتنسيق مع فرع اتحاد الكتاب الجزائريينبعنابة، إلى جانب تنظيم مسابقات في الثقافة والمطالعة العامة، ونشاطات متنوعة للنادي الطلابي الجامعي، ولمجموعة «عنابة مدينة تقرأ»، و»جمعية أبناء عنابة الثقافية»، ناهيك عن ورشات تعنى بمواهب الرسم لدى الأطفال، وجلسات مع الحكواتي، وتختتم التظاهرة بمداخلة من تقديم مديرة المكتبة العمومية الأستاذة صليحة نواصر، بعنوان: «المكتبة العمومية.. رهانات التنمية المعرفية».