قبل يومين فقط عن المدة الذي حددها الاتحاد الوطني للناقلين للدخول في احتجاج يمس كل الخطوط البرية عبر الوطن، اصدرت شركة تسيير المحطة البرية للجزائر بيانا أكدت فيه استعدادها لمناقشة كل المشاكل المطروحة على مستوى الشركة. وإن كانت شركة تسيير المحطة البرية للجزائر قد أعلنت عن استعدادها للتحاور مع ممثلي النقابة، الا أنها اعتبرت أن اليوم الاحتجاجي المقرر غدا الثلاثاء يخفي الاسباب الحقيقية ولا يكشف عن جميع حيثيات أصحابه على حد بيان الشركة. وترى شركة تسيير المحطة البرية للجزائر أن من بين ما تم تقديمه لتبرير هذا الإضراب هو رفض هذه الأخيرة الحوار مع احدى نقابات الناقلين وليس التكفل بالمطالب المعبر عنها، والدليل هو وجود وثائق تثبت وجود لقاء ضم مكتب الإتحاد الوطني الجزائري للناقلين وعدد من المتعاملين وإدارة المؤسسة، فضلا عن إجراء لقاءات أخرى بشكل مستمر ومتكرر مع الناقلين في إطار النشاط العادي مع الهياكل المعنية بالشركة، هذه الأخيرة تؤكد على أنه منذ جوان الماضي الذي صادف انتخاب الرئيس الحالي للاتحاد الوطني الجزائري للناقلين لم يوجه لها اي طلب حول إجراء اي لقاء. وجددت بنفس المناسبة استعدادها للحوار نزولا عند طلب أي طرف حول المشاكل المطروحة. قبل أسبوع عن صدور بيان شركة تسيير المحطة البرية للجزائر ابلغ الاتحاد الوطني للناقلين الشركة عن عزمه تنظيم يوم احتجاجي يشل كل الخطوط البرية بعد ما وصفه بفشل كل محاولات الاتصال مع شركة استغلال المحطة البرية لنقل المسافرين «سوڤرال» وغلقها لباب الحوار وعدم أخذها بعين الاعتبار للمطالب المزعومة والمتمثلة بالدرجة الاولى في إعادة النظر في الزيادات المطبقة على الناقلين وكذا التكلفة الباهضة لاستغلال الأرصفة بمحطة الخروبة. أما عن المبررات التي يسوقها الاتحاد الوطني للناقلين حول الاحتجاج المقرر يوم غد فمردها ارتفاع تسعيرة الحافلة مما يعني زيادة محتملة في سعر التذاكر وبالتالي انعكاسات سلبية على قدرة المواطن الشرائية، في حين أن أي زيادة في التسعيرة يفترض أن تتم بالتشاور مع المتعاملين أو مع مديرية المنافسة والأسعار. وعلى الرغم من الإنعكاسات السلبية لاحتجاج هذا الثلاثاء على حركة تنقل الملايين من المواطنين وما سينجم عنها من مشاكل لا تعد ولا تحصى لهؤلاء، فان الاتحاد الوطني للناقلين لا يرى خيارا آخر لهذا الاحتجاج بعد أن استنفذ كل طرق الاتصال مع شركة «سوڤرال» مثلما جاء في البيان مبديا عزمه الذهاب بعيدا في حالة عدم الاستجابة للمطالب المرفوعة والدخول في إضراب وطني مفتوح. الاتحاد الوطني للناقلين الذي أبلغ عن موعد تنظيم الاحتجاج قبل أسبوع يهدد باللجوء الى شل حركة كل الخطوط البرية عبر الوطن، والشركة لم تتحرك سوى عشية الدخول في إضراب لتعلن عن استعدادها التفاوض والحوار حول الانشغالات المطروحة من قبل ممثلي العمال، ويفترض أن يجد الطرفان إطارا للتفاهم تجنبا لما قد ينجز عنه من فوضى غير محمودة العواقب قد تمس حركة تنقل المواطنين غدا.