مصدر الخبر إشكال يواجهه الصحفي.. والفاصل بين الإشاعة والخبر الصحيح تطرح اليوم الدقة في نقل المعلومة إشكالية في ظلّ الزخم الإعلامي، والدقة مرتبطة بمصادر الخبر التي تشكل أكبر مشكل يواجهه الصحفي، الذي يلجأ في نهاية المطاف إلى نشر خبر غير مؤكد، يصنف في خانة الإشاعة والمزايدة والدعاية، وفق ما أكد الأستاذ المحاضر بالمدرسة العليا للصحافة الدكتور سمير عرجون في تصريح خصّ به «الشعب»، الذي جزم بأن نقل خبر عادي مؤكد أفضل من نقل خبر مهم غير مؤكد، من الناحية المهنية المحضة. لا يمكن تناول إشكالية دقة المعلومة المطروحة بحدة في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد فتح القطاع السمعي البصري وبروز عدد كبير من القنوات، الذي يضاف إلى العدد الهائل من الصحف التي كرّست زخما إعلاميا من الناحية الكمية، دون معالجة الإشكال الأكبر الذي يواجهه الإعلاميون اليوم في الجزائر ممثلا في مصدر المعلومات، ورغم أنه كان يعوّل على بطاقة الصحفي المحترف في الحدّ منه، إلا أن المشكل يبقى قائما، في ظلّ عدم قيام المكلفين بالإعلام بالرد على انشغالات الصحفيين، والأمر ينطبق كذلك على أغلب المسؤولين. والتحقق من مصدر الخبر وصحته، حسب ما أكد الأستاذ سمير عرجون ل»الشعب»، أهم من الخبر في حدّ ذاته مهما كان وقعه وأهميته، ومن هذا المنطلق لا بد من التحقّق من المعلومة. وذهب إلى أبعد من ذلك بخصوص الخبر الذي يكون مصدره وسيلة إعلامية، مشدّدا على ضرورة اجتهاد الصحفي لنقله من المصدر وعدم الاكتفاء بالوسيلة الإعلامية التي نقلته، إلا في حال تعلّق الأمر بوكالات الأنباء لأنها مصدر موثوق، ولا تتناقل إلا الأخبار الموثوقة التي تكون مصادرها معلومة. واستنادا إلى توضيحاته، فإن الصحفي الجزائري يعاني من مشكل مصادر الخبر، ذلك أن القائمين على الاتصال في خلايا الاتصال الموجودة على مستوى الهيئات والوزارات، غالبا ما لا يتواصلون مع الإعلاميين، ولا يكلفون أنفسهم الرد على اتصالاتهم الهاتفية، ويتحمّلون في هذه الحالة مسؤولية عدم تأكيد المعلومة. وفي هذه الحالة يجد الصحفي نفسه مجبرا على نشر الخبر بحثا عن الإثارة في أغلب الأحيان، الذي يتحوّل إلى إشاعة ومزايدات وحتى دعاية، حري بالصحفي تفادي نشرها التزاما بأخلاقيات المهنة لأنه بذلك يرتكب خطأ ويتجرّد من المهنية، لاسيما وأنه سيعتمد على الذاتية في معالجتها، أما الخيار الثاني الذي يتبقى أمامه فيخص المصادر الثانوية، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التأكد من مصداقية وصحة الأخبار التي تقدمها.وبالنسبة لوسائل الإعلام العمومية، فإن مسؤوليتها كبيرة ومضاعفة أضاف يقول الدكتور عرجون ذلك أنها ملزمة بتقديم خدمة عمومية، وبالتالي لابد أن تنقل المعلومات المؤكدة دون غيرها، مهما كانت درجة أهمية الخبر وإلا تقع في فخّ الإشاعة والمزايدة، وفي السياق فتح قوسا ليشير إلى ثراء الساحة الوطنية بالمعلومات والأخبار الموثوقة، التي تجعل الصحفي في غنى عن تداول أخبار غير موثوقة، مفيدا في السياق، بأن المبدأ يتعلّق بأخلاقيات المهنة، التي لا تسمح لصاحب المهنة بتنقل معلومة لا يمكنه التأكد منها، وفي اعتقاده لابد من تفعيل الاتصال على مستوى الخلايا المختصة بمختلف الهيئات، لأنه وحده الكفيل بمعالجة إشكال المعلومات غير المؤكدة، والخط الفاصل بين الإشاعة والحقيقة.