كثيرة هي الأزمات التي تعصف بهيبة الولاياتالمتحدةالأمريكية وتضعها على المحك . بدءا من الأزمة المالية المرشحة لتكون أزمة اقتصادية عالمية , مرورا بالأزمة العسكرية المرشحة لتكون هزائم في العراق وأفغانستان , وانتهاء بأزمة الثقة الدولية في سياساتها . ولكن أسوأ واخطر أزماتها هي هذه التي تنعكس تطوراتها على وطننا العربي وقضيتنا الفلسطينية , الممثلة بترك الحبل على الغارب لإسرائيل في المنطقة من حيث تهديد الأمن والاستقرار وأدارت الظهر لكل مساعي السلام . وكان أخرها تزويد إسرائيل بأحدث وأسرع ما في ترسانتها العسكرية من طائرات G35 UF القادرة على حمل صواريخ تدميرية لمنشآت نووية وغيرها ! ويمكن التكهن بل الجزم بأن هذه الطائرات ليست متاحة لأى دولة أوروبية . وتأكيدا لخطورة هذه الطائرات الصاروخية الهجومية عرضت اإسرائيلب صورا لمنظومة صاروخية مضادة للصواريخ ورادارات بجوار مفاعل )ديمونا( النووي في صحراء النقب في فلسطين مرتبطة كلها بالأقمار الأمريكية التجسسية ! وما لدى إسرائيل من طائرات 35F الآن 25 طائرة من أصل 50 طائرة . ومن المؤكد أن المقصود من وراء هذا النوع من هذا التسلح الهجومي بأحدث الطائرات الأمريكية الصاروخية، وبالمنظومة الصاروخية المضادة , ليس هو المفاعل النووي الايرانى الذي تصر إيران كما تصر روسيا التي تتولى إنشاءه على أنه للأغراض السلمية فحسب وانما لدول المطقة ايضا وعلى الرغم من تزاحم المشاكل التي تحيط بالرئيس الأمريكي وأخطرها الأزمة المالية الراهنة التي يؤكد أهل الاختصاص على أنها سوف تنعكس سلبا على مكانة الولاياتالمتحدة كقوة اقتصادية ومالية مهيمنة على النظام الاقتصادي والمالي العالمي فإن الرئيس بوش الابن، وسط هذه الأزمات التي تحاصره، مهتم بقضيتين أساسيتين: الأولى، أن تبقى اإسرائيلب هي وحدها القوة التي تملك المفاعل النووي المنتج للقنابل الذرية في منطقة الشرق الأوسط رغم أن إيران تعرض إخضاع مفاعلها النووي لرقابة الوكالة الدولية للأنشطة النووية. والثانية تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلى بإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وفق ما تطالب به اإسرائيلب ولذلك فإنه طلب من الرئيس عباس في اجتماعه الاخير فى البيت الأبيض التنازل عن الشريط الأرضي غرب نهر الأردن الممتد من البحر الميت جنوبا حتى بيسان وبحيرة طبريا شمالا. لإقامة خط دفاع أمامي بحجة تطمين اسرائيل على امنها , وأن لا أحد يضمن تطورات الأحداث المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط . وفي هذا الإطار من اهتمامات الرئيس بوش الابن في الأشهر الأخيرة من بقائه في البيت الأبيض مهتم بإنجاز الاتفاق مع انورى المالكيب حول القواعد الأمريكية وفق الشروط التي يفرضها الاحتلال . فهل تستطيع الإدارة الأمريكية القادمة أن تصلح ما أفسدته إدارة بوش وتعيد لأمريكا هيبتها ؟ ------------------------------------------------------------------------