وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان للوقوف على الاستعدادات لإجراء الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم في 9 جانفي الجاري. واستقبل الرئيس البشير لدى وصوله مطار جوبا نائبه الأول ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت وأعضاء حكومة الولاية، وتفقد حرس الشرف، وألبس ثوبا يرمز للجنوب. كما أعدت الحركة الشعبية لتحرير السودان استقبالا شعبيا للبشير ودعت المواطنين للاصطفاف في الشوارع لاستقباله. وتوجه البشير الذي يرافقه وفد على مستوى عال إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات مع سلفاكير ميارديت للاطلاع على الاستعدادات لإجراء الاستفتاء ومناقشة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب. ويتوقع كذلك أن يجتمع البشير مع حكومة الجنوب وبعض الأحزاب الجنوبية وقيادات المجتمع المدني. كما ينتظر أن يخاطب حشدا جماهيريا في جوبا. وقال ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السوداني للجزيرة: إن زيارة البشير تكتسب أهمية كبيرة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به السودان وضرورة إجرائه بصورة نزيهة وآمنة. كما تدلل الزيارة أيضا وفق عبد العاطي على التأكيد على مبدأ وحدة السودان الذي يتبناه حزب المؤتمر الوطني الحاكم باعتبار أن الوحدة هي التي تضمن قوة واستقرار السودان. ويراهن كثيرون على هذه الزيارة التي قد تُسهم في حل القضايا العالقة بين شريكي الحكم في البلاد، وبينها وضع منطقة أبيي وقضايا ترسيم الحدود والعملة. وقبيل تلك الزيارة طالب البشير حكومة جنوب السودان بعدم مساعدة مسلحي بعض الفصائل في إقليم دارفور الذين فروا من المعارك إلى مناطق الجنوب، معتبرا أي تعاون معهم خروجا عن سلطة الدولة الواحدة. وهدد البشير بالتعامل مع المسؤولين عن إيواء المتمردين كما يتم التعامل مع الخارجين عن القانون في إطار الدولة الواحدة. ومن جهته، أعرب شان ريك مادوت نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان عن أمله أن تسهم زيارة البشير في تسهيل عملية الاستفتاء. وقال مادوت: إن المفوضية أكملت استعداداتها لإجراء الاستفتاء بنسبة 100 %، وإنها عازمة على إجرائه في موعده المحدد رغم الصعوبات التي تواجهها. وأضاف: أن العدد الإجمالي للمسجلين في الجنوب وفي ثماني دول في الخارج وفي ولايات شمال السودان بلغ 3.9 ملايين ناخب.