بدأت جرافات إسرائيلية ضخمة بهدم فندق شيبرد القديم، في حي الشيخ جراح بمدينة القدسالمحتلة، أمس الأحد، وسط حراسة قوات كبيرة من الشرطة وما يسمى بحرس الحدود. وتأتي عملية الهدم ضمن مخطط لبناء حي استيطاني جديد يضم 20 وحدة استيطانية. ويقع الفندق في الجهة الشماليّة من حيّ الشيخ جرّاح وكانت ملكيّته تعود أصلا للمفتي الحاج أمين الحسينيّ. ويشرف على هذا المشروع رجل الأعمال الأمريكي اليهودي ايرفينغ موسكوفيتز، الذي يدعم الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية التي ضمتها إسرائيل في جوان 1967 وأعلنتها عاصمتا أبدية وموحدة لها. وتكمن الأهمية الكبرى للفندق في أنه يشكل حلقة وصل بين الشارع الذي يربط مجموعات المؤسسات اليهودية في حي الشيخ جراح بالنفق الذي يمتد أسفل جبل الزيتون في المدينة ليربط مستوطنة معالي أدوميم بالقدسالغربية، وبالتالي يصبح الشريط الاستيطاني متصلاً على طول هذه المسافة. كما سيعمل هذا الشريط الاستيطاني المتواصل على تقسيم القدس إلى نصفين، بحيث يكون الشطر الأول هو عبارة عن الشيخ جراح والبلدة القديمة، والشطر الثاني مخيم شعفاط وباقي ضواحي المدينةالمحتلة من حرب جوان 1967. واعتبر خبير القانون الدولي حنا عيسى أن سياسة إسرائيل في هدم البيوت تهدف لتقليص الوجود الفلسطيني وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين بالإضافة إلى الحد من التوسع العمراني الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن جانبه قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: إن هدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح بالقدسالمحتلة يؤكد سياسة التطهير العرقي ويكشف حقيقة المخططات الإسرائيلية التي تحاك ضد المدينة. وأضاف: أن هدم الفندق الواقع في قلب الحي بهدف إقامة مبان استيطانية للمستوطنين يرمي إلى تهويد القدس وتغيير طابعها العربي الفلسطيني، انطلاقا من عمليات الهدم والتشريد الممارسة من قبل حكومة المستوطنين. وحذّر البرغوثي من مخاطر التمدد الاستيطاني في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس، داعيا إلى تحرك عاجل لمواجهة ما تتعرض له المدينة المقدسة من هجمة استيطانية غير مسبوقة.