شدد أمس د. أحمد بجاوي على ضرورة تكوين الصحافيين بشكل مستمر وغير منقطع لتفعيل أدائهم وإشراكهم في حماية التراث الوطني ملمحا إلى أن الإعلام والاتصال مازال لا يلعب الدور الجوهري المنوط به. وحذر بجاوي في آخر جلسة منظمة في مهرجان فنون الأهڤار بتمنراست من الأخطار الكبيرة التي تهدد كنوز التراث بسبب ما وصفهم بأصحاب المصالح الاقتصادية التي تستغل هذه الثروة للأرباح على حساب الحفاظ عليه. قال د. بجاوي في رزنامة الأيام الدراسية المسطرة أن الصحافي يجب أن يكون مسايرا لكل المستجدات، مطلعا ومتحكما في ما يطرأ مؤكدا أن هذا الأمر يتحقق عن طريق خضوعه لتكوين فعلي مستمر على اعتبار أن صوت الاتصال جد مهم في حماية التراث . وطرح بجاوي إشكالية ما إذا كان التراث يحفظ في الوقت الراهن أحسن من الماضي؟ ولم يخف أن التراث في حقيقة الأمر مهدد بشكل أكبر اليوم بسبب المخاطر والتحديات التي تتربص به على رأسها أطماع أصحاب المصالح الاقتصادية الذين لا يهمهم سوى استغلال هذه الكنوز من أجل جمع أكبر قدر من المال. وحمل بجاوي أيضا السياح المسؤولية وقدم في هذا المقام مثالا على ذلك حيث قال ''رغم أن معلم البتراء في الأردن يتدفق عليه سنويا ما لا يقل عن 12 مليون سائح من كل أنحاء العالم، يدفع كل واحد منهم مبلغ 25 أورو مقابل أية زيارة عكس ما يدفعه الأردني 1 ارو، ورغم أنها مورد مهم لكن مضرة بالمعلم''. وتحدث عن أهمية تسطير سياسة سياحية فعلية وعلى اعتبار أن التراث يتقاسم مهمة حمايته الجميع وفي الصدارة الإعلام والمواطن . وسجل بجاوي النقص الكبير في مجال النقاش التلفزي والمشاركة الجهوية طالبا بفتح قنوات الاتصال لإثارة هذه الانشغالات واقتراح الحلول الممكنة بعيدا عن وحدانية الطرح ومركزيته . وبخصوص علاقة الاتصال بالتراث ذكر بجاوي أنها ليست جديدة خاصة مع التقنيات التكنولوجية الجديدة التي تؤثر بشكل كبير، حيث يعرف الوقت الراهن ويتميز بالاتصال السريع والتبليغ على اعتبار وجود كتاب ومفكرين خاضوا حملات تحسيسية لحماية التراث. وخلص إلى القول أن الاتصال في الجزائر بشقيه الداخلي والخارجي يعرف عجزا محسوسا. ومن جهتها قدمت فوزية بلهاشمي، في مداخلة حول الأنثربولوجيا التاريخية والتقنيات في خدمة الحفاظ على التراث والوساطة الثقافية، واقعا مرا متمثلا في نقص المراجع. وكشفت عن وجود فراغ ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر واغتنمت الفرصة لتكوين الإطارات في كل ما يتعلق بالتراث المادي واللامادي بهدف استغلال الكنوز المخفية وحمايتها من الاندثار والنهب. أما الخبير رشيد بليل فتحدث عن وجود مشروع لجرد التراث الوطني غير المادي وفقا للمرسوم التنفيذي الصادر سنة 2003.