بعث الرئيس المصري حسني مبارك وزير دفاعه محمد حسين طنطاوي إلى واشنطن طلبا للدعم الأميركي العاجل ضد حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بشكل متنام. فيما تواجه مقار السفارات المصرية في أنحاء مختلفة من العالم وقفات احتجاجية يقيمها مصريون تضامنا مع مطالب حركة المتظاهرين في العاصمة المصرية القاهرة ومعظم محافظات مصر. وتجمع عشرات المصريين في محيط السفارة المصرية بالعاصمة القطرية الدوحة ورفعوا الأعلام المصرية ولافتات تطالب بتنحي الرئيس مبارك وإجراء إصلاحات وتستنكر تعامل قوات الأمن بعنف مع المتظاهرين في مصر. كما أقاموا صلاة الغائب ترحما على من سقطوا قتلى أثناء المظاهرات التي تستمر في بلادهم لليوم الرابع. وفي العاصمة الأردنية عمان ذكر مراسل الجزيرة: أن الآلاف من الأردنيين خرجوا في مسيرات حاشدة تهتف للشعب المصري وتحييه وتردد هتافات تضامنية مع متظاهريه وتطالبه بالصمود حتى تحقيق التغيير، وترفع شعارات الشعب المصري بنحييك كل الأمة بتناديك ويا مصر بنحيي رجالك خلصينا من حسني مبارك وتحية للشعب الثائر في مصر وتونس. وأعلن عن وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في عمّان بعد صلاة العصر تضامنا مع المتظاهرين في مصر. وفي إسطنبول خرج مئات الأتراك يطالبون بالحرية للشعب المصري. وفي الكويت ذكرت جريدة الوطن الكويتية أن مصدرا مسؤولا بوزارة الداخلية قال: إن الأجهزة الأمنية تراقب بحذر السفارة المصرية لمنع الأشخاص الذين يشتبه بهم من الاقتراب منها أو التجمع عندها، وكذلك في المناطق التي يقطنها المصريون بكثرة. وأضاف: إن فكر البعض ومن أي جالية ومنها المصرية بعمل تجمعات واحتجاجات، سيكون مصيرهم الإبعاد فورا إلى بلدانهم مع عائلاتهم وليس أرباب الأسر فقط. كما ينادي مصريون إلى وقفات احتجاجية مماثلة أمام السفارات المصرية في كل من إيطاليا والسويد والمملكة المتحدة وألمانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وتونس، وأمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك وأمام مقر مجلس حقوق الإنسان في جنيف بسويسرا. وفى موجة الاوضاع الخطيرة بعث الرئيس المصري حسني مبارك وزير دفاعه محمد حسين طنطاوي إلى واشنطن طلبا للدعم الأميركي العاجل ضد حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بشكل متنام. ونقل موقع دبكافايل القريب من دوائر الاستخبارات الإسرائيلية عن مصادر في واشنطن أن المسؤول المصري أطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولين سياسيين وعسكريين ومخابراتيين كبار على ما يجري في مصر. وحذر طنطاوي المسؤولين الأميركيين من أن تأييدهم لاستخدام اليد الناعمة ضد المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم، يضر أكثر مما ينفع. وقال طنطاوي: إن النظام سينهار إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتظاهرين. كما حذر وزير الدفاع المصري من أن جماعة الإخوان المسلمين التي لم تشارك في المظاهرات، تنتظر الوقت المناسب للمشاركة والاستيلاء على البلاد. وطلب طنطاوي من إدارة أوباما مساعدة عاجلة من معدات عسكرية حديثة لمكافحة الشغب. أما الرد الأميركي يقول موقع دبكافايل فما زال غير معروف. مشيرا إلى أن التقارير بشأن الموقف الأميركي متناقضة. وبينما يدعو الأميركيون في العلن إلى إجراء إصلاحات في وقت تسعى فيه الحكومة إلى سحق الاحتجاجات، فإن ما يرويه المطلعون في حديثهم الخاص يبدو مختلفا تماما. ففي حين يبدي المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون تفاؤلا بقدرة مبارك على سحق المظاهرات، فإنهم يشعرون بقلق شديد من أن النظام سيكون عاجزا عن البقاء في الساحة، وأن المتظاهرين سينجحون في نهاية المطاف بفرض التغييرات.