أكد الأمين العام لفيدرالية النسيج والجلود التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين عمار تاقجوت ان مخطط اعادة الهيكلة الذي تم بطريقة عجالية بدون دراسة معمقة، وزادها تعقيدا الانفتاح الاقتصادي وما صاحبه من ارتفاع في حجم الاستيراد للالبسة بدون مراعاة لمقاييس الجودة والنوعية، ما جعل القطاع في العشريتين الماضيتين التي تميزت بنقص كبير في مجال تنظيم السوق، يفقد الانتاج الوطني للنسيج والجلود حصص كبيرة من السوق الوطنية، فضلا عن اغراقه في ديون بلغت 7 مليون دج. انتقد الامين العام لفيدرالية النسيج والجلود خلال حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة مخطط اعادة الهيكلة الذي خضع اليه قطاع النسيج والجلود، ما ساهم حسبه في تراجع هذا الاخير، لان السلطات العمومية بادرت الى وضع هذا المخطط بدون دراسة معمقة لوضعية هذه المؤسسات، وبحث الحلول الممكنة لتلك التي تمتلك قدرات انتاجية تجعلها قادرة على البقاء والاستمرار في السوق، كما انها لم تستشر الشريك الاجتماعي ولم تاخذ برأيه في هذه المسألة. وكان نتيجة تطبيق مخطط اعادة الهيكلة يقول عمار تاقجوت غلق عدد كبير من المؤسسات، وفقدان 175 ألف منصب عمل من اصل 200 الف منصب شغل، ما يمثل عدد المناصب التي يحاول المسيرون الحفاظ عليها، في ظل تراجع حصة المؤسسات العمومية للنسيج والجلود من السوق الوطنية بفعل ارتفاع كمية استيراد الاقمشة والالبسة من الخارج والتي يمكن تصنيعها محليا يؤكد المتحدث. وابرز في سياق متصل بان برنامج التأهيل الذي سطرته الحكومة لم يستطع سوى الاحفاظ على 50 مؤسسة في الصناعة النسيجية منتشرة في 27 ولاية من الوطن، والابقاء على 25 الف منصب عمل، في حين ان هناك امكانية بعث هذا القطاع من جديد والامكانيات موجودة ومتوفرة، ولا تحتاج سوى الى مخطط للتنظيم لاخراج القطاع من الجمود والركود الذي كلف خسارة 9 مليار دج من رقم اعمال، حيث تراجعت حصة الانتاج الوطني من تغطيته للسوق الداخلية من الالبسة الى 6 بالمائة، بعد ان ترك المجال واسعا لغزو السلع المستوردة اغلبها مقلدة ولا تستجيب الى معايير الجودة والنوعية، غير انها تكلف فاتورة مرتفعة تقدر ب2 مليار دولار. الوضعية الحالية لمؤسسات النسيج ليست حتمية مفروضة، غير انها تحتاج الى عقد جلسات وطنية يتم خلالها بحث الحلول الممكنة يقول عمار تاقجوت، الذي اكد على ضرورة تنظيم القطاع، خاصة في مجال التوزيع والتسويق على اعتبار ان اغلب المؤسسات متواجدة في مناطق بعيدة، وتمنح لها الاولوية في صفقات التأثيث في المرافق التابعة لقطاعات كالتعليم العالي، وذلك بتوفير الاغطية ل400 الف سرير في الاقامات الجامعية، ويمكن لقطاع الصحة كذلك ان يتزود من احتياجاته من المنتوجات النسيجية، حتى قطاع التربية الذي طالب المتحدث منحه صفقة المآزر، وهذا من شأنه انقاذ المئات المؤسسات من الغلق. عكس قطاع النسيج، يعرف قطاع الجلود بعض الانتعاش حسب المتحدث الذي اكد على جودة المنتوجات الوطنية، ما جعلها مطلوبة في السوق الخارجية خاصة الاوروبية، غير ان دخول هذه الاسواق يتم عن طريق التهريب حسب ما كشف عنه عمار تاقجوت، حيث اشترت ايطاليا من الجلود الجزائرية ما قيمته 6 مليون دولار خلال السنوات الاخيرة.