«لسنا في حالة اللاحرب واللاسلم . لن نقبل الوضع الستاتيكي الجامد.لكن مقاومتنا مستمرة بالشكل المناسب والمنهجية التي تفرضها الإستراتيجية الحربية ويطالب بها التكتيك دون التنازل قيد أنملة عن حقنا في التحرر واستعادة السيادة الوطنية تطبيقا للشرعية الدولية والعدالة الأوروبية والحقيقة الإفريقية”. إنها كلمات رددها بكثرة خاطري أدوه رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس الجامعة الصيفية للبوليساريو المنظمة ببومرداس من “منتدى الشعب” .كلمات ترصد وضع قائم يعيشه الصحراويون ،تعبر عن رؤية استشراف لمواجهة تحديات الظرف ومتغيرات الجيو استراتيجية مؤكدة بالملموس أن شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب الذي ثار ضد الغزاة الأسبان واسقط جمهورية فرانكو في وقت مضى هو أكثر إصرارا للسير على نفس النهج من اجل تحرير الأرض من الاحتلال المغربي. انه سائر على هذا الدرب مشبعا بمبادئ وقيم التحرر متخذا من التجربة الجزائرية مرجعا في انتزاع الاستقلال والبناء الوطني مكسرا في كل مرة الحصار المغربي والتعتيم السياسي الإعلامي للمخزن متعهدا بأنه لن يسقط البندقية من يده مهما كلفه من ثمن. الصحراويون الذين يدركون مخاطر التحديات وتسارع الأحداث والاضطرابات في المنطقة الواقعة تحت صراع دولي مركز يبذلون قصارى جهدهم في سبيل اطلاع الآخر عن حقيقة القضية مزيلين عن الأذهان الصورة النمطية المسوقة من نظام المخزن السائر عكس التيار غير المعترف بمنطق الأشياء وحقائق الأمور متماديا في إتباع سياسة الهروب إلى الأمام مراهنا على زمن لم ينفعه في شيء ولم يكسبه بسط سيطرته على ارض ليست أرضه وإقليم حسمت كل القوانين والأحكام القضائية انه لم يكن في يوم خاضع لسيادته. أكدت محكمة العدل الدولية 43 سنة مضت هذه الحقيقة وبينت دلائلها بالملموس. وجددت قرارات محكمة العدل الأوروبية كاشفة للمرة الألف بان أي اتفاق مع المغرب لاستغلال ثروات الإقليم المحتل باطل. ولم يتوقف الاتحاد الإفريقي في قممه بلا استثناء في المرافعة بجدوى إجراء استفتاء يفضي إلى تقرير المصير مدرج في اتفاق السلم 1991 الذي أمضى عليه المغرب وتعهد أمام المجموعة الدولية بتطبيق بنوده حرفيا قبل التراجع خطوات إلى الوراء جريا وراء السراب. فإلى أي مدى يستمر المحتل المغربي في المناورة والمؤامرة والتمادي في سرد الأكاذيب والمغالطات وترديد اشياء ما انزل الله بها من سلطان؟ الى متى سرد هذه الافتراءات وهو عضو الآن في الاتحاد الإفريقي المؤكد في ميثاقه التأسيسي على حق الشعوب في تقرير مصيرها والمشدد على المبدأ المقدس: عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار؟ ثم ان الدول الاستعمارية الأوروبية التي احتلت القارة السمراء وفق ما تضمنه مؤتمر برلين 1884 تراجعت الواحدة تلو الأخرى عن سياستها واعترفت باستقلال الدول بناء على استفتاء تقرير المصير. اذا سارت الدول الأوروبية التي تتوفر على مقومات قوة اكبر وإمكانات على هذا النهج وانساقت مكرهة وراء القبول بخيار استقلال الدول، فكيف يمكن للمغرب المهتز الأركان والكيان الواقع تحت اضطرابات لا تتوقف ألا يحفظ الدرس ويعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير المكرس في المواثيق الدولية وقوانين العالم قاطب. الصحراويون أعلنوها مدوية منذ الحقب أنهم رفعوا السلاح ضد الاحتلال ولن ينتزعوه من ايديهم حتى ينالون الهدف الأسمى الاستقلال. هي كلمات واحدة تردد على السنة شباب المخيمات والمقاومين وتجد الصدى والسند من مختلف المنظمات الحقوقية في مشارق الأرض ومغاربها. كلمات مدوية وحده المغرب لم يسمعها ففضل الجري وراء السراب غير مدرك بتداعيات الاحتلال وخطورته على المملكة اولا معطلا مسار منطقة مغاربية في التقدم واحتلال موقعا يليق بمقامها وطموحها في الخارطة الدولية المتغيرة.