كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف, محمد عيسى, اليوم السبت بمكةالمكرمة (المملكة العربية السعودية) بأن خطبة يوم عرفة بمخيمات الجزائريين والتي تتزامن هذا الموسم مع إحياء الجزائر ليوم المجاهد (الذكرى المزدوجة لانعقاد مؤتمر الصومام وهجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955-1956) ستتناول جهاد الجزائريين والشهداء من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وأوضح الوزير في تصريح ل/وأج بأن "أئمة الجزائر سيتقاسمون خطبة واحدة ستكون مليئة بما جاءت به السنة النبوية الشريفة من تذكير الناس بقدسية المقام وبأعمال الحج الواجبة والتي ستكون في الأيام الموالية". "وستربط خطبة يوم عرفة الجهاد الذي يعيشه الحجاج حاليا والذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه "جهاد بدون قتال" بجهاد القتال الذي خاضه آباؤنا وأجدادنا من أجل الاستقلال الوطني واسترجاع سيادة الجزائر المسلوبة من طرف الاستعمار الفرنسي", يقول الوزير. وأكد محمد عيسى بأن "جميع الظروف مهيأة لنعيش هذه الأجواء ويخرج الحجاج من يوم عرفة وقد استجيب دعاؤهم وذلك تحت قيادة الأئمة والمرشدين الذين سيوجهونهم وليخرجوا كذلك بشحنة إضافية من العاطفة الوطنية والإيمانية" التي ستسمح لهم -كما قال- بمواصلة باقي المناسك في مزدلفة ومنى . وأكد الوزير بأن وقفة عرفات لهذه السنة ستكون في "ظروف جيدة جدا" لاسيما وأن مخيمات الجزائريينبعرفات ليست مخيمات قماشية ولا رثة كما كان الحال عليه من قبل بل هي مخيمات متطورة وثابتة ومكيفة ومؤثثة بأفرشة تحمي الجزائريين من افتراش الأرض وتحفظ كرامتهم. وبالموازاة مع ذلك ذكر السيد عيسى أن حصة الجزائر من الحجاج ارتفعت هذا الموسم ب2000 حاج 1000 منهم متكفل بهم من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة, إضافة إلى استفادة الباقين (1000 حاج آخر) من تأشيرة المجاملة, حيث أصبح لهم الحق بقرار من المجلس الوزاري بأن يدفعوا مستحقاتهم في البنك الجزائري ويستفيدوا من خدمات الديوان الوطني للحج والعمرة. وبلغ إجمالي الحجاج لهذا الموسم 38 ألف حاج "ولكن بالتجربة سيرتفع إلى 42 ألف حاج وحاجة لأن كثير من الجزائريين سيحجون انطلاقا من أرض المهجر حيث صادفنا في شوارع مكةالمكرمة حجاج قدموا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأوروبا ودول المشرق العربي",استنادا للوزير الذي أضاف بأن التكفل بهذا العدد الهائل من الحجاج يتقاسمه كل من الديوان الوطني للحج والعمرة و42 وكالة سياحية عمومية وخاصة. وقال الوزير: "لقد لمست نجاح خطة التكفل بالحجاج سواء في المجال الصحي أو النقل والإطعام والإسكان", مضيفا بأنه "تنفيذا لالتزام الوزارة مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتجسيد برنامج ما يسمى ب"حج الكرامة" الذي سينتهي إلى "حج الرفاه" في آفاق 2019 "عملنا طيلة هذا الموسم من أجل تحسين الأداء والبحث عن الآليات التي توفر تكفلا حقيقيا بالحاج الجزائري". وأضاف أيضا بأن البعثة الطبية الجزائرية وصلت هذه السنة إلى مستوى تكفل صحي "مرموق", حيث أن عدد الفحوصات تراجع ب31 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي جراء الثقافة الصحية التي أصبحت نامية وسط الحجاج الذين يأتون من الجزائر مزودين بأدويتهم وبتوجيهات صحية تسمح لهم -كما قال- بأن لا يتعرضوا لوعكات صحية وكذا إلى توفر وجبات غذائية صحية أصبحت تحفظ صحتهم وقواهم من أجل أداء المناسك. ولضمان مراقبة أنجع لمستوى الخدمات تم هذا الموسم تنصيب مراقب عام بمساعدة 9 مفتشين رئيسيين من الوزارة الوصية يقومون بالتحقيق و رصد المعلومة وتصميم المحاضر وأخذ الصور وجمع الأدلة لإدانة هذا الطرف أو ذاك من الوكالات السياحية التي وصف عملها بالعمل التجاري.