استحسن المواطنون، القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء المنعقد الأسبوع الماضي برئاسة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، والتي أثلجت صدور الكثيرين منهم لاسيما الشباب البطال الباحث عن عمل يؤمن استقراره ومستقبله. وكان الارتياح اكبر تجاه الآليات المعتمدة في فتح مناصب شغل للشباب الذين تحاول جهات حزبية استغلالهم وتوظيفهم في مساع تخدمها. وتقرر منح الأولوية لفئة الشباب في التوظيف عبر إدخال تحسينات على آليات الإدماج في عالم الشغل أو المناصب المؤقتة، نظرا إلى أن آليات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج» و الوكالة الوطنية للتشغيل «انجام» في حاجة إلى نفس جديد للعمل في هذا الاتجاه ومرافقة مشاريع حاملي الشهادات. وقد أبدى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في هذا الإطار، الاستعداد الكامل للدولة لبذل مجهودات اكبر من اجل الرفع من نسبة إدماج الشباب في عالم الشغل، خاصة الجامعيين داعيا المتعاملين الاقتصاديين الذين يستقبلون الشباب في إطار العقود العمومية المستفيدة من دعم عمومي هام إلى منح الأولوية لهم في التوظيف. وبالمقابل، حث الرئيس بوتفليقة الإدارات المعنية بإعطاء الأولوية للأعوان الموظفين في إطار الدعم العمومي عندما تفتح مناصب مالية للتوظيف ويكون ذلك على أساس المسابقات. كما طالب رئيس الجمهورية بتخصيص ما لا يقل عن نسبة 20 بالمائة من الطلبات العمومية المحلية للمؤسسات المصغرة. ولم يستثن من هذه الإجراءات الشباب الراغب في إنشاء نشاط تجاري، من خلال إلغاء الشروط التجارية في حالة الاستفادة من المحلات في إطار برنامج مائة محل في كل بلدية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة شهدت تذمر الكثير من الشباب الذين لم يحصلوا بعد على محل تجاري، بسبب عراقيل بيروقراطية، علما أن البرنامج يشمل 140 ألف محل اغلبها لم يستغل بعد. وفي هذا الصدد، تقرر رصد مبلغ مالي سنوي إضافي قدر بملياري دج خلال الفترة 2011 / 2012 لأجل تهيئة أسواق جوارية في الأحياء الحضرية موجهة بالأساس لاستقبال الشباب الذي يمارس نشاطا تجاريا غير رسمي. وفي ظل إقرار كل هذه التدابير لحل معضلة التشغيل، يبقى فقط على المؤسسات الوطنية والإدارات تنفيذها بما في ذلك المستثمرين الذين تكمن مهمتهم في استحداث مناصب شغل دائمة لامتصاص البطالة. كما يجب على الجامعة أن تساير التطورات الحاصلة في العالم الاقتصادي، وتتكيف معها عبر تكوين نوعي يؤدي مباشرة إلى ولوج الشباب الجامعي لسوق العمل دون المرور بتربص اخر.