تشير المعلومات الواردة من ليبيا منذ ظهر أمس إلى أن القوات الموالية للنظام الحاكم تستعد لشن هجمات على عدد من المدن في الغرب الليبي التي خرجت عن سيطرتها، وسط تهديدات باستخدام السلاح الجوي، وأنباء عن إغلاق الحدود مع تونس. فقد أعرب سكان من مدينة نالوت عن تخوفهم من هجوم قد تشنه الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات عسكرية تطوق المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود التونسية، في وقت أكد فيه صحفيون موجودون في الناحية التونسية من الحدود أن الجيش الليبي أعلن يوم الاثنين إغلاق الحدود بشكل كامل. وفي مدينة مصراتة شرق طرابلس قال شاهد عيان: إن معركة جارية للسيطرة على القاعدة الجوية، في حين أشار عبد الباسط زريق - وهو ناشط سياسي في مصراتة- إلى أن كتيبة حمزة الأمنية الموالية للقذافي أطلقت النار يوم الاثنين على كل من يقترب من المنطقة المتمركزة فيها، واستهدفت سيارة يستقلها ثلاثة مزارعين. مما أسفر عن مقتل اثنين وجرح الثالث. وأكد الناشط الأنباء التي تحدثت عن إسقاط مروحية تابعة للقذافي يوم الاثنين بنيران مضادات أرضية تابعة للوحدات العسكرية المنشقة عن النظام، مع الإشارة إلى أن موقع يوتيوب على الإنترنت بث صورا قيل إنها تظهر طائرة مروحية تحلق فوق مدينة مصراتة، ودخانا في الأفق لما يعتقد أنه نتج عن إصابة المروحية التي كانت تحاول قصف الإذاعة المحلية بحسب شهود عيان. وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بأن الثوار في مدينة مصراتة يخوضون معارك كر وفر حول المدينة، وأنهم صدوا هجوما شنته كتائب القذافي الأمنية ويحتفظون بسيطرتهم على المدينة وعلى المطار وجزء كبير من القاعدة الجوية العسكرية، فيما أوضح أحد السكان المحليين أن 50 مدنيا على الأقل قتلوا يوم الاثنين في قصف قوات موالية للقذافي للمدينة بمدفعية ثقيلة. وفي مدينة الزاوية التي تقع على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة الليبية، أفاد شهود عيان للجزيرة: بأن قوات الحكومة تستعد لشن هجوم لاستعادة هذه المدينة الإستراتيجية الهامة، حيث نقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان محليين قولهم: إن كتائب أمنية يقودها خميس ابن الزعيم الليبي وصلت إلى مشارف البلدة تمهيدا للهجوم عليها. وقال الناشط السياسي خالد عمار من مدينة الزاوية أمس الثلاثاء: إن الكتائب الأمنية الموالية للقذافي تستعد للهجوم على المدينة. ولم يستبعد أن يلجأ النظام لاستخدام سلاح الجو تنفيذا للتهديد الذي نقل إلى المدينة عبر مسؤول ليبي. وأوضح الناشط أن التهديد جاء عن طريق عميد سابق للبلدية يدعى محمد برقوق الذي عمل وسيطا بين الثوار والنظام الليبي الذي عرض على كل أسرة في مدينة الزاوية مبلغ 250 ألف دينار ليبي (أكثر من مائتيْ ألف دولار)، تعويضا لها عن مقتل أحد أفرادها مقابل التراجع عن موقفها. وكانت أنباء سابقة تحدثت عن أن اللواء المهدي العربي نقل للمعتصمين في إحدى ساحات مدينة الزاوية تهديدا من القذافي بقصف الساحة بالطائرات الحربية إن لم يتفرقوا. وأضاف الناشط عمار: أن تشكيلات عسكرية من الضباط والجنود المنشقين -بالإضافة إلى تشكيلات خاصة من المتطوعين المدنيين- تستعد للتصدي للقوات الموالية للنظام، لافتا في الوقت ذاته إلى النقص الحاد الذي تعانيه المدينة في المواد الغذائية بسبب حصار الكتائب الأمنية لها. وفي منطقة تاجوراء الواقعة على المدخل الشرقي للعاصمة طرابلس، لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على المنطقة في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة يوم الاثنين ضد نظام القذافي. ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى صحيفة قورينا الليبية قولها: إن قوات موالية للقذافي فتحت النار يوم الاثنين لتفريق محتجين في حي تاجوراء. مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، في حين قالت مصادر إعلامية أخرى إن القوات الأمنية أطلقت النار في الهواء. ومن جهة أخرى أصدر شباب انتفاضة طرابلس يوم الاثنين بيانهم الأول الذي أكدوا فيه استمرار النضال حتى إسقاط النظام في ليبيا ورفضهم التفاوض معه. وأعربوا عن تأييدهم لمساعي تشكيل مجلس وطني مؤقت. ودعوا إلى وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبلة في كل مساجد البلاد. ومن مدنية بنغازي أفاد مراسل الجزيرة بأن مروحية تابعة للقذافي قصفت مخزنا للأسلحة في معسكر الحنينة قرب مدينة إجدابيا الواقعة على بعد مائة كيلومتر جنوب بنغازي في الشرق الليبي. كما أفاد مراسل الجزيرة في البيضاء بأنه تم توزيع 1200 جريح على مستشفيات المدينة.