المحتجون يؤسسون مجلسا عسكريا في بنغازي والآلا ف يتدربون تحضيرا للمواجهة الحاسمة القذافي يستعد لاسترجاع المدن "المحررة" بهجوم بري وجوي تدفق عشرات الآلاف من أبناء بنغازي ومناطق الشرق الليبي على مراكز تدريب عسكرية في إطار الاستعداد لما قالوا أنه سيكون المعركة الحاسمة لتحرير العاصمة طرابلس، فيما احتشدت في المقابل قوات القذافي في منطقة قريبة من الحدود الغربية مع تونس وأعلنت أن الحدود مغلقة وشوهدت عربات للجيش الليبي وجنود يحملون بنادق كلاشينكوف. وكان المحتجون قد أعلنوا أمس إنشاء مجلس عسكري في مدينة بنغازي ليكون حسبهم النواة لتكوين جيش يسقط نظام القذافي، وهو المجلس الذي يضم جنرالا سابقا في نظام القذافي والذي تتمثل مهمته حسب مؤسسيه في ربط الاتصال مع كل المدن المحررة لتنسيق العمل فيما بينها، وأكد بعض العسكريين المتمردين في بنغازي أنهم على اتصال دائم مع المعارضين في طرابلس المحاصرة لإعطائهم نصائح وتوجيهات حول كيفية مواجهة قوات القذافي هناك . و انتشرت تعزيزات عسكرية موالية للقذافي في المناطق الجنوبية والغربية للبلاد وعادت تلك القوات للظهور في معبر "ذهيبة" الحدودي مع تونس على بعد نحو 60 كيلومتر من بلدة نالوت، حيث أكد صحفيون في الجانب التونسي أن وحدات من الجيش الليبي ظهرت هناك قبل مساء الاثنين الماضي وأن الجيش الليبي أعلن أمس إغلاق الحدود بشكل كامل فيما نفت تونس إغلاق الحدود من جانبها، وأكد سكان مدينة نالوت لوكالة "رويترز" أن تلك القوات تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية وأنها جاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة، وأكدوا أن الجميع في حالة تأهب لهجوم محتمل من نفس القوات لاستعادة المدينة، وقال شهود في مصراته والزاوية إن قوات الحكومة تستعد لشنّ هجمات، كما أبلغ سكان في مدينة الزاوية وكالة "رويترز" أن كتائب يقودها خميس ابن القذافي وصلت إلى مشارف البلدة وتبدو مستعدة للهجوم، فيما نفى مصدر حكومي ليبي ذلك. وتشير معلومات متطابقة إلى أن الجيش الليبي وكتائب القذافي الأمنية تستعد لشن هجمات على عدد من المدن التي خرجت عن سيطرتها في غرب البلاد ويمكن أن تلجأ لاستخدام السلاح الجوي، وقد أعرب سكان مدينة نالوت عن تخوفهم من التعرض للهجوم، وأكدت مصادر محلية بأن قوات عسكرية تطوّق المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود التونسية، وفي مدينة مصراتة شرق طرابلس أكد ناشط سياسي الأنباء التي تحدثت عن إسقاط مروحية تابعة للقذافي يوم الاثنين الماضي بنيران مضادات أرضية تابعة للوحدات العسكرية المنشقة عن القذافي، وكان موقع يوتيوب على الإنترنت قد بث صورا قيل إنها تظهر طائرة مروحية تحلق فوق مدينة مصراتة ودخانا يعتقد أنه نتج عن إصابة المروحية التي كانت تحاول قصف الإذاعة المحلية بحسب شهود عيان. ونفس الأمر في مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومتر غرب طرابلس، حيث أفاد شهود عيان "للجزيرة" بأن قوات حكومية تستعد لشن هجوم لاستعادة هذه المدينة الإستراتيجية الهامة، ولم يستبعد البعض لجوء القذافي لاستخدام سلاح الجو لتنفيذ التهديد الذي نقل إلى المدينة عبر مسؤول ليبي، وهو عميد سابق للبلدية عمل وسيطا بين المحتجين والقذافي الذي عرض على كل أسرة في مدينة الزاوية مبلغ 250 ألف دينار ليبي ما يمثل أكثر من 200 ألف دولار تعويضا لها عن مقتل أحد أفرادها مقابل التراجع عن موقفها، في حين أكدت أنباء سابقة أن أحد المسؤولين العسكريين نقل للمعتصمين في إحدى ساحات مدينة الزاوية تهديدا من القذافي بقصف الساحة بالطائرات الحربية إن لم يتفرقوا، وأضاف شهود أن تشكيلات عسكرية من الضباط والجنود المنشقين بالإضافة إلى المتطوعين المدنيين تستعد للتصدي للقوات القذافي، فيما يسود الهدوء الحذر في منطقة تاجوراء شرق طرابلس بعد الاحتجاجات التي شهدها الاثنين الماضي، حيث نسبت وكالة "رويترز" إلى صحيفة "قورينا" الليبية قولها إن قوات موالية للقذافي فتحت النار لتفريق محتجين في حي تاجوراء، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.