تجديد الثقة في القيادة واعتماد قانون داخلي لتولي المسؤوليات تتجه جبهة المستقبل إلى إعلان ترشيح رئيسها عبد العزيز بلعيد للانتخابات الرئاسية المقبلة ، في ظل التوجه الجديد الذي تعكف قيادة التشكيلة السياسية الفتية على انتهاجه، خلال المؤتمر العادي الثاني نهاية سبتمبر الجاري، وذلك بلجوئها إلى إعادة تجديد هيكلة المكتب الوطني، وتعديل القانون الأساسي تزامنا مع تغيرات المشهد السياسي والاستحقاقات الانتخابية المقبلة سيما الرئاسية منها. في اتصال هاتفي مع «الشعب»،أمس، كشف رؤوف معمري المكلف بالإعلام والاتصال بجبهة المستقبل أن قيادة الجبهة في سباق مع الزمن للتحضير للمؤتمر الثاني العادي، الذي سينعقد في خضم تحولات سياسية استثنائية، سواء على المستوى الداخلي للجبهة، أو على المستوى الخارجي لما يميز المشهد الوطني من ديناميكية، والتي تتطلب إعادة هيكلة الجبهة، وبعث روح جديدة بعد الانخراط الواسع في صفوف الجبهة ، رغم نشأتها السياسية الفتية، وما حققت من نجاحات باهرة خلال الانتخابات الرئاسية 2014 أو الانتخابات التشريعية والمحلية العام المنصرم. وابرز ما يميز المؤتمر الثاني لجبهة المستقبل حسب معمري، هو إعلان ترشح عبد العزيز بلعيد للانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل 2019، مؤكدا أن الجبهة تتجه إلى إعادة تجديد الثقة في شخصه ، بعد نجاح رؤيته السياسية وتوجهاته القائمة على أساس الحوار ما عزز تواجد التشكيلة على مختلف الأصعدة السياسية، وهو ما سيؤدي - حسب المتحدث- إلى دعمه ليكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية، ويبقى ذلك بين أيدي المناضلين أيام المؤتمر، الذي سينعقد على مدار ثلاثة أيام من 27 إلى29 من شهر سبتمبر الجاري بالمدرسة العليا للفندقة بالعاصمة. ويعكف القائمون على تحضير المؤتمر العادي الثاني، الذي يأتي بعد آخر مؤتمر استثنائي عقد في 2014 لإعلان ترشيح بلعيد للانتخابات الرئاسية آنذاك، حيث يعكفون على إعداد قانون داخلي جديد يسمح أكثر حسب المكلف بالإعلام لجبهة المستقبل بترسيخ ثقافة الديمقراطية ،والتداول على المسؤوليات في صفوف الجبهة، سيما في ظل التحولات التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، بما فيها توسع رقعة المنخرطين والمناضلين في صفوفها على المستوى الوطني، وذلك بعد تحقيق نتائج ايجابية للغاية في تشريعات ماي 2017 والمحليات التي اكتسح فيها الحزب المشهد السياسي ونجح في افتكاك المرتبة الثالثة، الأمر الذي استدعى بحث نظام داخلي يتماشى مع هذا التحول الايجابي والاستعداد أكثر لخوض أهم استحقاق انتخابي و المتمثل في رئاسيات 2019. وفي هذا الصدد أوضح المتحدث انه سيتم تغيير هيكلة المكتب الوطني بوجوه جديدة تكون أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة التحديات التي يعرفها المشهد السياسي الوطني، مبرزا أن أهم ما سيتم صياغته هو إجراء يقر انتخابات مسبقة يصوت فيها المنخرطون والأعضاء داخل الجبهة، قبل خوض أي استحقاق انتخابي، الأمر الذي يجعل من عملية اختيار المرشحين تتم وفق طريقة انتخابية ديمقراطية أكثر شفافية إضافة إلى انه إجراء جديد حسب رؤوف معمري لم يتم العمل به من أي تشكيلة سياسية في الجزائر من قبل، مشيرا إلى أن ذلك من بين الآليات الجديدة لترسيخ ثقافة الديمقراطية داخل الجبهة. منفتحون على كل مبادرات الأحزاب وبخصوص موقف جبهة المستقبل من المبادرات السياسية التي أطلقتها بعض التشكيلات، أوضح المكلف بالإعلام معمري أن الجبهة لم تتلق طلبا مباشرا من أي حزب، مشيرا فقط إلى لقاءات جمعت عبد العزيز بلعيد مع بعض قادة الأحزاب على غرار رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري للتشاور حول مبادرته للتوافق الوطني، في حين أكد عدم تلقي أي طلب من طرف «الافلان»، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل منفتحة على كل الأحزاب وتفتح باب الحوار حول أي مبادرة ترى أنها تدعم المسار الديمقراطي في الجزائر.