إنطلقت أمس فعاليات الأسبوع الوطني للبحث العلمي في طبعته الثانية، الذي حمل عنوان الكيمياء وتطبيقاتها الصناعية، برزنامة مكثفة من النشاطات العلمية، موجهة للأساتذة والطلبة ولكن بالدرجة الأولى للمواطن العادي للاطلاع على آخر ما توصل إليه البحث العلمي في قطاع الكيمياء في الجزائر. وحسب المدير العام لمديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي السيد أرواق عبد الحفيظ الذي تحدث نيابة عن الوزير رشيد حراوبية الغائب عن مراسيم افتتاح الأسبوع العلمي، فإن الهدف من وراء هذه التظاهرة العلمية هو الترويج للعلوم لدى المواطن البسيط من جهة، ولكن أيضا اظهار الكفاءات العلمية الجزائرية وخاصة تلك التي حازت على جوائز علمية عالمية على غرار الباحث نور الدين ياسع، خريج جامعة باب الزوار والذي تحصل على الجائزة الأولى للاتحاد الدولي للكيمياء التطبيقية في سنة 2010، بعد انجازه لبحث عن طبقة الأوزون ويوجد حاليا في القطب الشمالي من اجل تطبيق نظريته العلمية حول ذات الموضوع، الى جانب حصول الباحث عز الدين بوسكسو على الميدالية الفضية من المعهد الوطني للبحث العلمي. هذه الكفاءات العلمية وغيرها ممن تعمل في الظل يريدها القائمون على قطاع البحث العلمي، ان يذيع صيتها، ويعرفها كل المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه ولاسيما البسيطة منه، لكي يفتخر بهم يقول ارواق، ويعطونهم المكانة التي تليق بهم كباحثين علميين متميزين، مبديا تأسفه من أن هؤلاء لايحظون بنفس الاهتمام والرواج مثلما هو عليه الحال بالنسبة للرياضيين، على حد تعبير نفس المتحدث الذي يؤكد على عزم الجهات المعنية بذل كل مافي وسعها من اجل رد الإعتبار للعلم والعلماء والباحثين حتى يكونوا قدوة في هذا المجتمع، ولعل من بين أحد أهم أهداف هذا الأسبوع العلمي، التركيز على إظهار الكفاءات العلمية التي تزخر بها الجزائر. أما عن الاهداف الأخرى لهذا الأسبوع التقني الذي اعطى الاولوية لقطاع الكيمياء والمندرج في اطار السنة العالمية للكيمياء المقررة هذه السنة من طرف اليونسكو، فهو فسح المجال والفضاء للتفاعل بين معاهد البحث العلمي والمؤسسات الوطنية وخاصة تلك التي تنشط في قطاع الصيدلة من أجل الاستفادة من خبرات وقدرات الباحث الجزائري عوض اللجوء الى معاهد البحث الخارجية، الى جانب إعطاء فرصة للشباب من اجل انشاء مؤسسات مصغرة في قطاع الكيمياء، الذي يعد احد العلوم الأساسية الى جانب الفيزياء والرياضيات. ومن جهته اوضح مدير التمثين والابتكار والتحويل التكنولوجي على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد العابد سيف الدين، ان الهدف الأسمى لهذه التظاهرة العلمية يكمن في ترسيخ الثقافة العلمية في المجتمع، وإظهار الابداعات العلمية ومحاولة للتقريب بين الشركات التي تعمل في الكيمياء لبعث مشاريع جديدة، وهي فرصة للشباب للإبداع ولإظهار الذكاء الذي يتمتع به في المجالات العلمية. وفي تقييمها لمستوى تطور البحث العلمي، خاصة في مجال العلوم الأساسية وبالذات في الكيمياء اشارت المديرية العامة للبحث العلمي، أن التصنيف الافريقي من حيث عدد المنشورات الكيماوية، رفع الجزائر من المرتبة الثامنة الى الرابعة خلال فترة 1998 و2010 بفضل الجهود المبذولة من قبل الاساتذة الباحثين في علوم الإمتياز والذين يشكلون لوحدهم مانسبته 80٪ من اجمالي الاساتذة على مستوى الوطن. وتعول الجزائر على الباحثين عموما من اجل رفع المستوى في جميع القطاعات لاسيما الاقتصادية والاستفادة من الخبرات العلمية الجزائرية المتواجدة في الخارج من خلال اقتراح المزيد من التحفيزات التي يبدو انها تبقى بعيدة عن تلك التي يتمتعون بها في الدول الغربية عموما سواء كانت مادية او معنوية وعلى المستوى الداخلي، فان التحفيزات المالية مست العديد من الباحثين من خلال رفع أجورهم الى ازيد من 25 مليون سنتيم مثلما يؤكد على ذلك السيد أرواق. للاشارة، فان برنامج الأسبوع العلمي يتضمن تنظيم صالون التطبيقات الصناعية للكيمياء، تعرض فيه مختلف الابداعات التكنولوجية في الكيمياء بمشاركة مخابر ومراكز البحث والمؤسسات العاملة في الكيمياء الصناعية، الهدف منه تشجيع الباحثين والطلبة، الى جانب عرض بحوث علمية في مجالات الكيمياء والفيزياء والرياضيات وعرض افلام وثائقية علمية. ومن المقرر أن تسلم اليوم الاثنين جائزة موريس أودان للرياضيات لعام 2010 وذلك بكلية الرياضيات بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، على أن يختتم هذا الأسبوع بتنظيم حفل لتكريم العديد من الباحثين الجزائريين في ميدان الكيمياء وذلك يوم الخميس القادم.