تختلف الحصص المخصصة لهم وحتى المدة الزمنية التي يقضونها وهم متصلون بآلات أصبحت الملجأ الوحيد للتخفيف من معاناة وألم يلازمهم إذا ما حدث خلل أو عطب أو حتى تأخر عن موعد حدد وضبط لهم للحضور والإستفادة من علاج لا مفر منه، وإن كانوا غير مقتنعين بنوعية وظروف العلاج المقدمة لهم، إنهم مرضى القصور الكلوي أو أصحاب غسيل الكلى كما يعرفون بعاصمة الأهقار. تشير الأرقام والإحصائيات إلى إستقبال المصلحة خلال الأسبوع المنصرم قرابة 10 حالات فشل كلوي نهائي بحاجة إلى تصفية دورية، ليصل عدد مرضى تصفية الدم إلى قرابة 100 مريض، وهذا في ظل نقص آلات ما يعرف بغسيل الكلى وطاقم الشبه الطبي. في المقابل تشير مصادر «الشعب» على توفر مصلحة تصفية الدم بالمؤسسة العمومية الإستشفائية مصباح بغدادي على ما يزيد عن 10 ألات غسيل للكلى معظمها في حالة سيئة، وغالبا ما تتعرض لأعطاب تتطلب قدوم تقنيين مختصين من الجزائر العاصمة لتصليحها، في حين تتوفر العيادة الجديدة لتصفية الدم على 09 آلات لكنها تفتقر للطاقم الشبه الطبي، وفي ظل هذا ومع تزايد عدد المرضى ونقص الألات يظل المريض الضحية الأولى بعاصمة الأهقار. أكد «ع - خ» أحد مرضى الفشل الكلوي في حديثه ل «الشعب»، أن معاناته وكغيره من المرضى متواصلة منذ سنوات دون أن تلقى إلتفاتة جادة من طرف القائمين على قطاع الصحة بعاصمة الأهقار بالدرجة الأولى، كون أن مصلحة التصفية تعيش حالة كارثية من عدة جوانب بدءا من الآلات التي أصبحت في حالة يرثى لها، مؤكدا في هذا الصدد، تواجد 04 منها في حالة مهترئة ونوعية قديمة شارفت على الإنقراض على حد تعبيره، يضاف إلى ذلك حسب المتحدث لا مبالاة الإدارة التي لا تعير أي إهتمام للمصلحة التي تفتقر إلى النظافة كأقل شيء. و هذا حسبه قبل أن تتدخل الجمعية الوطنية للشاي الأخضر لترقية الصحة والمساعدات الإنسانية لتقوم بمبادرة أقل ما توصف بالجبارة، أين قامت بإعادة تهيئة المصلحة والقيام بحملة نظافة كبيرة للمصلحة و صبغها مما أعطاها حلة جديدة، رغم صغرها مقارنتا بالمرضى الذين يتوافدون عليها. في نفس السياق، أضاف المتحدث أن معاناة المرضى زاد منها حالة الفوضى في نظام العمل خاصة من طرف الممرضين، والبالغ عددهم 12 ممرض في المصلحة، حيث أن الملاحظ حسبه إنعدام الإنضباط في الحضور والعمل، وحتى العيادة التي تم تدشينها بمناسبة اليوم الوطني للشهيد بحي أدريان، والتي تتوفر على 09 آلات تعرف تذبذبا في العمل، حيث تعمل يوما بعد يوم بسبب افتقارها للطاقم الشبه الطبي، الشيء الذي حسبه يزيد من معاناة المرضى، في وقت يؤكد فيه المتحدث وجود الأخصائيين في هذا المجال، والذين هم كذلك يعانون انعدام الظروف المساعدة لتقديم خدمة صحية ولو متوسطة للمرضى، في ظل غياب أدنى إهتمام من طرف القائمين على قطاع الصحة بأكبر ولاية في الوطن، وما يؤكد كلامه حسب تصريحه عدم مضي القائمين على الصحة لتجسيد مشروع إنجاز مركز تصفية الدم الذي بقي حبيس أدراج المسؤولين إلى أن طاله التجميد حسبه. كما أضاف مريض آخر أن المعاناة متواصلة وستتواصل حسبه إذا لم يتم التدخل من طرف السلطات المحلية والوزارة الوصية، كون أن القائمين على القطاع لم يقوموا بما يبشر بإنتهاء معاناتهم، وما يؤكد كلامه حسبه أن المصلحة أصبحت تستقبل تبرعات من طرف جمعيات ومحسنين على غرار متبرع بأغطية وآلات لقياس الضغط، وهو ما نشر عبر صفحة المصلحة بمواقع التواصل الإجتماعي، في خطوة من أجل تحفيز المحسنين بالتبرع والمساعدة للتقليل من معاناة المرضى. هذا وناشد مرضى القصور الكلوي السلطات بضرورة الإسراع في تجسيد مشروع مركز للتصفية، وقبله الوقوف على النقائص التي تعاني منها مصلحة أمراض الكلى، بتوفير طاقم الشبه الطبي الكافي للتكفل بالعدد المتزايد من المرضى دون نسيان إقتناء آلات جديدة للتصفية. وفي ظل الحالة السيئة التي يشهدها قطاع الصحة عامة بعاصمة الأهقار، تبقى معاناة مرضى القصور الكلوي مستمرة إلى إشعار آخر.