حالة من الغليان سادت أمس بلدية الشراڤة بعد إصرار مجموعة من الشباب البطال على الإعتصام في ساحة البلدية مطالبين بحقهم في الاستفادة من المحلات التجارية في اطار برنامج رئيس الجمهورية حول ''100محل في كل بلدية''، لفائدة الشباب البطال. أكثر من 70 شابا بدأوا اعتصاما مفتوحا أمام البلدية منذ أول أمس، حيث احتلوا ساحة البلدية إلى ساعة متأخرة من الليل، مما دفع بقوات الأمن إلى اخراجهم منها بالقوة، ليبيتوا ليلتهم على قارعة الطريق، مثلما اكد عليه هؤلاء الذين قرروا عدم فك الاعتصام إلى غاية تحقيق مطالبهم. حالة الفوضى، دفعت برئيس البلدية السيد شرماط إلى عقد لقائين مع ممثلين عن الشباب البطال، اللقاء الأول جرى في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، ولم يفض إلى تهدئتهم، مما حذا به إلى الاستنجاد بمدير ديوان الوالي المنتدب لمقاطعة الشراڤة السيد محديد، ورئيس مشروع مكلف بالشباب ومتابعة انجاز المحلات التجارية السيد مخلوف، حيث تم عقد لقاء ثاني صباح أمس وجمع مجموعة كبيرة من الشباب البطال مع المسؤولين، جرى في جو صريح ومتشنج في بعض الاحيان، خاصة وان اعداد كبيرة من الشباب يئسوا من الوعود التي لا تتحقق مثلما عبروا عن ذلك وبصراحة. اللقاء المباشر بين الطرفين سمح بحصر كل المشاكل التي تحيط بملف المحلات التجارية، والتي تأتي في مقدمتها غياب الشفافية في وضع قوائم المستفيدين وماينجم عنها من تسريبات محتملة قد تذهب لغير المعنيين بها مباشرة، وفي هذا الصدد اكد رئيس بلدية الشراڤة على أن عملية توزيع المحلات التجارية ستتم بالشفافية المطلوبة وان هذه الأخيرة لن تذهب إلا إلى مستحقيها والى ''أولاد الشراڤة'' مثلما عبر عن ذلك نفس المتحدث. من جهته دعا مدير ديوان الوالي المنتدب الشباب البطال الى التعقل وضبط النفس والتفهم وانتظار تسليم مشروع انجاز المحلات التجارية الذي سيتم في اقرب الآجال كما دعاهم الى التأكد من سلامة الملفات المودعة لدى البلدية للاستفادة من المحلات التجارية. أما رئيس المشروع فقد أعلن للشباب البطال ان المشروع الخاص بانجاز المحلات التجارية أحرز تقدما كبيرا وبنسبة 95٪ الأمر الذي اثار ارتياح الشباب، خاصة وان كثيرين منهم كانوا قد عاينوا هذه المحلات، وطالبوا الجهات المعنية بتسليمهم اياها حتى لو لم تكتمل بنسبة 100٪ خوفا من ان تذهب الى اشخاص آخرين. غير ان المكلف بالمشروع أوضح للشباب البطال ان منح المحلات التجارية ينبغي ان يمر عبر لجنة خاصة بذلك مثلما توضحه المراسيم التنظيمية مكونة من رئيس البلدية ومن المجلس الولائي ومدير التشغيل ووكالات دعم تشغيل الشباب على غرار «الأنسيج» ليتم التأكد من أحقية الملفات بعد دراسة معمقة لها، وهذا يعني ان العملية ستستغرق اسابيع طويلة. بعد حوار دام حوالي ساعتين، انتهى اللقاء الذي جمع الطرفين بتسجيل كل الراغبين في الحصول على محلات تجارية على القائمة، للتأكد من ان ملفات هؤلاء تم ايداعها على مستوى البلدية لدراستها، وخرج المحتجون مجددا للاعتصام في ساحة البلدية وهم يؤكدون على عدم فكه الا اذا تحصلوا على ضمانات ملموسة من قبل البلدية، متهمين رئيس البلدية بالتماطل. وطرح الشباب البطال مشكل الثقة التي تبقى شبه غائبة بين المنتخب المحلي والمواطنين، حيث لم يتوان احدهم في مواجهة رئيس البلدية عندما قال له بأن المواطنين اعطوا له شيئا وهو لم يقدم لهم أي شيء في مقابل التصويت عليه قبل ثلاث سنوات ممثلا عن حركة الإصلاح الوطني في العهدة الحالية التي ستنتهي في غضون أشهر فقط.