م· راضية استنكر أعوان الحرص البلدي المعتصمين منذ أربعة أيّام بساحة الشهداء في العاصمة، الهجوم الذي طالهم من طرف جماعة من الشباب الذين اعتدوا على بعضهم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء حاملين السلاح الأبيض حسب تعليقاتهم ، كما تمّ رشقهم بالحجارة لتصيب عددا منهم بجروح، وهو ما وصفه الأعوان بالعمل "البلطجي" الذي يدفعهم إلى ترك المكان والعودة إلى ولاياتهم· ودخل اعتصام أعوان الحرس البلدي الذين بلغ عددهم حوالي 20 ألف، في تجمهر كبير بساحة الشهداء في العاصمة، أمس يومه الرّابع على التوالي بعدما قرّر هؤلاء المبيت في العراء إلى غاية استجابة السلطات لكافّة مطالبهم التي أصرّوا على أنها مشروعة بالنّظر إلى الخدمات الكبيرة والجليلة التي أدّتها هذه الفئة إبّان العشرية الدموية التي مرّت بها الجزائر، مشيرين إلى أن تصريحات ولد قابلية الأخيرة كانت استفزازية لهم، وهو ما جعل زملاءهم الذين لم يتمكّنوا من الاِلتحاق بهم في العاصمة يضعون السلاح ويحتجّون في ولاياتهم لمساندتهم· وعلى صعيد آخر، عبّر ممثّلو الحرس البلدي عن استنكارهم الشديد لما حدث لهم ليلة أمس الأوّل الثلاثاء، على خلفية الهجوم الذي تعرّض له هؤلاء من طرف مجموعة من الشباب المتكوّنة من حوالي 50 شخصا عن طريق رشقهم بالحجارة، وهي العملية التي أدّت إلى إصابة العديد من المعتصمين بجروح متفاوتة· كما أكّد شهود عيان من أعوان الحرس البلدي الذين يبيتون في العراء بساحة الشهداء منذ أكثر من أربعة أيّام أن المجموعة الشبّانية التي هجمت عليهم كانت تحمل أسلحة بيضاء لتهديدهم من أجل إخلاء المكان وترك الاعتصام، وهو ما سمّاه ممثّلو الحرس البلدي بالعمل "البلطجي" الذي سيزيد من إصرار هذه الفئة على مواصلة اعتصامها إلى غاية افتكاك كامل مطالبها· ويضيف هؤلاء قائلين إن انضمامهم إلى صفوف القطاع في سنوات الجمر كان من أجل الموت أو الحياة حتى تتمكّن الجزائر من الوقوف على قدميها، مصرّين على مواصلة العمل بنفس الشعار في ساحة الشهداء إلى غاية تلبية كافّة مطالبهم· وقد دخل أمس اعتصام الحرس البلدي يومه الرّابع على التوالي مواجهين كافّة الصعوبات والمبيت في العراء، وهي الظروف التي وصفها هؤلاء بالهيّنة بالنّظر إلى كلّ ما عايشوه خلال العشرية السوداء من مخاطر ومخاوف واجهوها في الغابات والمناطق المعزولة أثناء تأدية مهامهم لمواجهة الإرهاب· وبخصوص تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلّية دحّو ولد قابلية حول الاستجابة لأغلب المطالب فقد أكّد عدم وجود أيّ مبرّر لمواصلة الاعتصام ورفض العمل، كما سيتمّ فصل من دخلوا في الإضراب والاحتجاج، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإجراءات التي اتّخذت فيما يتعلّق بمطالب الحرس البلدي لقيت استجابة 99 بالمائة من أعوان الحرس البلدي، ليبقى في نظره كما جاء على لسان ممثّلي أعوان الحرس البلدي 1 بالمائة منهم من معارضي قرارات الوزارة، وهو ما اعتبره هؤلاء بالتصريح غير الصحيح على اعتبار أن العديد من لم يتمكّنوا من الالتحاق بالاحتجاج في العاصمة نظرا للتضييقات التي تلقّوها في الطريق، وقد سلّموا أسلحتهم واحتجّوا أمس الأوّل في ولاياتهم عقب تصريحات ولد قابلية مباشرة لمساندة زملائهم· وحول اتّصال ممثّلي الأعوان برئاسة الجمهورية أكّد أحد ممثّلي الحرس البلدي في تصريح ل "أخبار اليوم" أنه تمّ استقبالهم يوم الأحد الماضي من طرف ممثّل مديرية المنازعات في ديوان الرئيس، وكان القرار هو إخلاء ساحة الشهداء وإنهاء الاعتصام من أجل فتح باب المفاوضات، وهو القرار الذي رفضه المحتجّون الذين أبدوا رغبتهم في مواصلة الاعتصام السلمي إلى غاية تلبية جميع المطالب المدوّنة في لائحة تضمّ 14 مطلبا، منتظرين في الوقت ذاته قرار رئيس الجمهورية للفصل في الملف الذي أسال حبر العديد من الجرائد الوطنية·