أولا: تمهيد تنظر هذه الورقة في جملة من القضايا المتعلقة بالتخطيط اللغوي Langage planning وأهدافه في الجزائر وتجارب بعض البلدان الحديثة الاستقلال ومكان ووظيفة اللغات الأجنبية في بلادنا وفي البلاد التي تعتمد أكثر من لغة وطنية واحدة. ومن المعروف أن مصطلح التخطيط مرتبط عادة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وبمشاريع التنمية بوجه عام، وبالسياسات والاستراتيجيات الوطنية والجهوية والدولية، أليس من متطلبات الحكومات التوقع والتخطيط على الأقل على المستويين القريب والمتوسط Gouverner cest prévoir أما التخطيط اللغوي، فهو من المباحث الحديثة في اللسانيات الاجتماعية (Sociolinguistique) وضع أسسه العلمية عالم اللسانيات الحديثة أ. هاوجن (E. Haugen) في منتصف القرن الماضي في دراسة نشرت في دورية أنثروبولوجيا اللسانيات 1 (سنة 1959) وساهم كل من فيشمان وفيرغسون وغوبتا Fishman Fergeson,Gupta 2 في تطويره في حل المشكلات اللغوية في البلدان التي تواجه سيطرة لغة القوة المهيمنة سابقا أو من الصراع بين لغتين أو أكثر أصلية. من ناحية المقاربة المنهجية يقع هذا المبحث على الحدود بين عدد من التخصصات في العلوم الاجتماعية والحاسوبية مثل علوم الاقتصاد والنفس والتربية واللسانيات والحوسبة، فهو بالتالي من المباحث المتعددة الاختصاصات Multidisciplinaires ثانيا: أهداف التخطيط اللغوي يهدف هذا النمط من المقاربة اللسانية إلى وضع حلول للمشاكل التي تعترض اللغة ومستعمليها والتعرف العلمي على وضعيتها في المجتمع، عن طريق المسوح اللسانية والعمل على تجديد قواعدها أو تبسيطها وتقييسها standarisation، ومعالجة طرق كتابتها وطباعتها وحوسبتها أو معالجتها آليا والهدف الأول تسهيل وتعميم استعمالها لغة جامعة في بلد فيه أكثر من لغة وطنية واحدة أو فرضت عليه لغة أجنبية لمدة طويلة، كما هو الشأن في الحالة الجزائرية. من أولويات تخطيط اللغة إصلاحها من حيث المتن والتركيب ووضع قواميسها ومعجمها التاريخي، وإثراء رصيدها العلمي والتقاني بتوليد المفردات والمصطلحات وتغذية أدبياتها عن طريق ترجمة مستجدات العلوم والفنون والآداب من مختلف اللغات، ومراعاة أن يكون المترجم متضلعا في لغته الأصيلة ومن أهل الاختصاص في الموضوع الذي يترجمه من لغة أخرى ومتقنا أيضا لمتن ومعجم تلك اللغة. ونشير في هذه المسألة بالذات إلى أن العربية في حاجة ماسة لتحيين معجمها وتروثها العلمية وذخيرتها من ألفاظ الحضارة وإشاعتها في المجتمع بالتعاون بين ثلاث قطاعات رئيسية هي: - التربية الوطنية ومؤسسات التكوين التابعة لها بعد مرحلة التكوين الأساسي. - التعليم العالي والبحث العلمي الذي يخرّج الإطارات الوسطى والعليا وهو الحلقة التي تنتج المعرفة وتطبيقاتها في مختلف مجالات التنمية، وهو كذلك على علاقة عضوية بمجامع اللغة العربية الموجودة بعدة أسماء في كل البلدان العربيّة، ونضيف كذلك مراكز ومخابر البحث العلمي النظري والتطبيقي التابعة للجامعات في البلاد العربية. - قطاعات الإعلام والاتصال بكل وسائطها بما فيها الإشهار، ولا يتعلق الأمر هنا بسلامة اللغة مفردات ومتنا وتركيبا، ولكن أيضا بتأثير استعمال لغة ثانية غير اللغة الوطنية مثل العربية والفرنسية في الجزائر على سبيل المثال والانجليزية في بلدان الخليج وعدد من بلاد الشام والأفلام والأشرطة الناطقة بلغة أخرى والاكتفاء بترجمة كتابية وهي كلها موجهة إلى الداخل، فضلا عن سطوه الاعلام والاتصال بواسطة الفضائيات التي تقصف الجزائر وبلدان المنطقة على مدار الساعة مقابل نظيرها المحلي العاجز في أغلب الأحيان عن المنافسة وجذب الجمهور لأسباب لا مجال لذكرها في سياق هذه الورقة، ولكن قد ترشدنا أبحاث ميدانية مرفقة بقياسات للرأي العام في المستقبل عن العلل والأسباب. 2 - من بين أهداف التخطيط اللغوي كذلك تنقية اللغة من طغيان الكلمات الدخيلة على معجمها وتركيبها الأصلي، إذا وجدت مفردات مقابلة من اللغة الوطنية بدافع حماية اللغة من التشوه في المعنى والمبنى والخصائص الصوتية، لكن استعمال كلمات أجنبيّة معرّبة مثل بنك وتلفيزيون ودراما وسينما والاشتقاق منها مثل بنكية أو متلفز أو درامية أو سينمائية، فإنها غير مضرة، لأنّ التداخل بين اللّغات والاستعارة من بعضها البعض في حوض المتوسّط وخارجه، قديمة العهد، والحضارة الأقوى هي التي تفرض مصطلحاتها على غيرها، فلم يعترض قدماء الفلاسفة والعلماء المسلمون في بداية النقل من حضارات أخرى على كلمات مثل أرتميطيقا وريطوريقا اليونانية وهذا ما يحدث اليوم بين الانجليزية الأمريكيّة والفرنسيّة، غير أن مجمع اللغة في فرنسا اعتبر الدخيل من الانجليزية من الكلمات السوداء (des mots noirs) 3. قد يعني التخطيط اللّغوي التهيئة اللّسانيّة Aménagement linguistique وهو المصطلح المستعمل في المجال الفرانكوفوني منذ 1970 والمعتمد في ميثاق اللّغة الفرنسيّة، ويعني تدخّل الدولة لحماية اللغة والدّفاع عنها تجاه لغة أخرى منافسة، كما هو الحال في كيبك الفرنسية التي توجد جغرافيا وثقافيا داخل المحيط الأنكلوفوني الكندي وبجوار العملاق الأمريكي ولغته بحمولتها العلميّة والفنيّة والتكنولوجية التي أصبحت مفتاح الاقتراب من العولمة، بل هي العولمة نفسها، ومع أخذ الفارق التاريخي والانتماء الثقافي بعين الاعتبار، فإن هناك شبه بين حالة الكيبك والفضاء المغاربي وخاصة الجزائر. ثالثا: معالم الخريطة اللسانية في الجزائر إنّ اللّغة ظاهرة اجتماعية، لابدّ لفهم وضعها الراهن من التعرّف على سياقها التاريخي، فتغيّر الواقع من وضعيّة لأخرى، لا ينفي أن الماضي القريب والبعيد حاضر ومؤثر بدرجات مختلفة في جوانب من الواقع الجديد، فما هي ملامح الخريطة اللسانية في جزائر اليوم؟. قد يكون من المفيد التذكير في البداية بإيجاز بذلك الماضي، فالجزائر هي البلد المغاربي الأول الذي تعرّض لعدوان دمّر كيانه وحلّ كلّ مؤسساته وجعل منه ملحقة استيطانيّة، وقد قرّرت الدولة الفرنسيّة أقل من ستّ سنوات بعد الإحتلال بمرسوم صدر سنة 1838 أنّ العربيّة لغة أجنبيّة وجعلت الفرنسيّة لغة رسميّة، وهي لغة الأقليّة من المستوطنين، وفرضت استعمالها لوحدها في الإدارة والتجارة والتعليم والإعلام والإعلان، ولاستبعاد الفصحى من التداول عملت على تعليم العاميات في المدارس إلى جانب نظام المدرسة المخصّص للترجمة مع الأهالي ولشؤون الدين والوظائف الدنيا، والملاحظ أن نظام المدرسة الذي اشتهر بكتابته بالحروف اللاتينية Médersa تخرجت منه نخبة متميزة ممن يتقنون العربية وآدابها بالإضافة إلى الفرنسية. والحقيقة أنه لولا جهود الزوايا والكتاتيب والمعمرات التي كانت عبارة عن قلاع أو مخابئ للإسلام والعربيّة، ثمّ نضالات الحركة الوطنيّة المتمثّلة في نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب وصورته الأخيرة الانتصار وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين، لما بقي في الجزائر سوى عاميات مشوهة من نوع الكريولية المتداولة في جزر الكراييب. لقد استعادت اللّغة العربيّة بعد الاستقلال عددا من مواقعها الطبيعيّة، فهي لغة التعليم في كلّ مراحل نظام التربية والتكوين وبعض الكليّات، وهي اللّغة الرسميّة الوحيدة في غرفتي البرلمان وفي القضاء، وبدرجة أقل في الإدارة العمومية، فهيّ إمّا مرفقة بالفرنسية، وأحيانا بالفرنسيّة وحدها، ولكن التوقيع الرسمي لا يكون إلاّ على الوثائق المحرّرة بالعربيّة، وفي الوسط الاجتماعي، فإنّ الفرنسية أكثر استعمالا بين البورجوازية الناشئة التي ترى في لغة موليير علامة على التميز والحظوة (Préstige) بالإضافة إلى ما توفّره من مكاسب ومواقع. وإن كنت شخصيا لا أحبّذ استعمال كلمة تعريب بالمعنى العرقي للكلمة، لأنّ العربيّة هي لسان وانتماء لثقافة وحضارة، وليست عرقا أوسلالة، وقد عبّر الإمام ابن باديس عن هذه الحقيقة بمقولته الشهيرة نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام، ولذلك فإنّ العربيّة هيّ اللّغة الأم la langue mère، وليست لغة الأم لكلّ الجزائريين، فالعربيّة هي لغتنا الجامعة والمشتركة إلى جانب الأمازيغية بمختلف لهجاتها التي يعتزّ بلسانها وتراثها الأصيل كلّ الجزائريين وقد تمّت دسترتها سنة 2002 في البند الثالث مكرر من الدستور. ويمكن بالتالي رسم خريطة تقريبية للواقع اللّساني الراهن في بلادنا على النحو التالي: 1 - عربية فصحى اقترنت بالقرآن الكريم، وكانت أثناء عهد الظلام الكولونيالي آلية دفاعية ضد الأجنبي المتسلّط، ومن أسس الهويّة العربيّة الإسلامية التي تميّز الجزائريين عن المستوطنين الأجانب. 2 - في العربية الفصحى دارجات منطوقة بفروق بسيطة في اللّهجات المحليّة، يمكن إرجاعها إلى جذورها العربيّة مع تسرّب كلمات وتعابير بالفرنسية، وخاصة على الشريط الساحلي، وخاصة فيما يتعلّق بألفاظ الحضارة، ونشير إلى أنّه لا توجد فصحى مقعودة ليس لها عاميات أو لهجات، إنّ وصف الفصحى باللّغة الكلاسيكية جفْفقم كٌفََّّىِّّم في الأدبيات الفرنسية يعني أحيانا أدبياتها القديمة، ويعني أحيانا أخرى إلحاقها باللاتينية بسبب عدم استخدامها في الحياة اليومية قياسا مع الفارق على اللّغات المتفرّعة عن اللاتينيّة. ونشير على سبيل المثال إلى أنّ الفصحى الفرنسيّة هي لغة باريس أو جزيرة فرنسا التي أصبحت الفصحى الجامعة عن طريق مدرسة جول فيري ت.ئمْْ ابتداء من 1905، ولها كذلك عاميات تختلف حسب الطبقة الاجتماعية والمنطقة الجغرافية، وأمّا الانجليزية، فإنّ لغة إذاعة بي. بي. سي هي اللغة المعيارية المتداولة، وبالتالي لا وجود للغة عامية قائمة بذاتها، إذ أن الأمر يتعلّق بمستوى الخطاب.. إنّ الفصحى المكتوبة الحديثة هي اللّغة الوحيدة العابرة للحدود القطريّة شْفََّنَُُّْفٌىجْم والمستعلمة في العبادات عند كل المسلمين وليس الدارجات القطرية التي أشاعت بعضها الأفلام والمسلسلات منذ منتصف القرن الماضي. 3 - لغة أمازيغية بعدّة لهجات قريبة من العربية في قاموسها، وخاصة ما يتعلّق بالعبادات، وهناك اليوم جدل حول الحرف الذي تكتب به بعد أن كان المخطوط منها كله بالحروف العربية، وتحظى اليوم باهتمام الباحثين من أهل الاختصاص، وقد صدر في نهاية شهر مارس2011 قاموس بعنوان الموجز لتهذيب اللغة البربرية للأستاذ عبد النور عبد السلام ىكُّىََُفىْم فقْجهج لِّ ًُّكفقٌِّفىْم ْملْمََّّج لم ٌف ٌفَهِّم قمْقجْم . 4 - لغة فرنسية مستعملة على نطاق واسع بين النخبة من التكنوقراط وبعض أسلاك الإدارة العمومية في كثير من مستوياتها وفئات من المثقفين والبورجوازيات الناشئة التي تعلمها لأطفالها منذ الحضانة وتدفع مبالغ كبيرة للمدارس الخاصة لتلك الغاية. وينبغي أن نلاحظ أنه بدون سبر ومسوح ميدانية لأهداف علميّة بحتة، لا يمكن الجزم بمدى استعمال لغة في وسط مهني أو اجتماعي دون غيرها، ويمكن على العموم افتراض أن نسبة معينة من الجزائريين يستعملون، حسب المقام العربية والأمازيغية أو العربية والفرنسية، وأن نسبة أخرى تستعمل واحدة فقط من تلك اللغات الثلاثة، وأما اللغات التي تعلمها المبعوثون الجزائريون أثناء الثورة وبعدها في الجامعات والمعاهد في الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والبلدان الناطقة بالاسبانية، فإنها لا تزاحم الفرنسية في الجزائر، لأن المتكونين بتلك اللغات يضطرون إلى استعمال الفرنسية في عدد من مواقع الخبرة والمسؤولية . أمّا تونس، فقد تعرّضت بدورها لانتهاك سيادتها الوطنيّة وفُرضت عليها الحماية ظلما وعدوانا سنة 1881، أي أكثر من نصف قرن بعد احتلال الجزائر، وحصلت على استقلالها سنة 1956، بعد أن أغرقتها فرنسا الكولونيالية في التفقير والتجهيل، ولكن بقي في تونس كيان صوري للدولة، إلى جانب جامعتها الشهيرة الزيتونة التي حافظت على علوم الدين والعربيّة الفصحى وثقافتها وكان لها دور في الحركة الوطنيّة حتى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وعلى الرغم من تزايد استعمال اللغة الفرنسية بين شرائح من النخب العالمة والسياسية والتفشي النسبي للتهجين، فإن ما شهدناه من سهولة وسلامة التعبير خلال ثورة الشعب على ألسنة الشباب والأقل شبابا، يبشّر بأنّ العربيّة في هذا القطر لازالت راسخة وسليمة إلى حدّ كبير. أمّا المغرب فقد تعرّض بدوره سنة 1912 لحماية دامت إلى سنة 1956، حيث نال استقلاله، أي أكثر من ثمانين سنة بعد احتلال الجزائر، وقد أخضعته فرنسا لحماية ظالمة وتسلّطيّة قلّصت من سيادته الوطنيّة وسلبت خيراته، بل سعت عن طريق الظهير البربري المنسوب للمارشال ليوتي إلى بث الفتنة بين الأمازيغ، وغير الأمازيغ، وهو ما فعلته أيضا الإيديولوجية الكولونيالية منذ منتصف القرن التاسع عشر في الجزائر، وهناك ركام من الأدبيات الفاسدة والمدغولة عن أمازيغ الجزائر، القليل منها فقط من المقاربات العلميّة النزيهة. لكن بقاء الهيكل الأساسي للدولة المغربيّة وإدارتها أو المخزن وجامعة القرويين التاريخية التي حافظت بوجع عام على اللغة العربية الفصحى وإلى حد ما العامية أو المنطوقة وإن لم تنج نسبيا من التلوث. لعلّ من أسباب التلوّث في البلدان الثلاثة المغاربية التي تعرّضت للاحتلال الاستيطاني أو الحماية بعد الاستقلال واستعادة السيادة، هو النسبة العالية من الأميّة حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتزايد الهجرة الفردية ثم العائلية إلى فرنسا بالذّات خلال العقود التي أعقبت الاستقلال، بالإضافة إلى تدفّق السيّاح في البلدين الشقيقين تونس والمغرب، ولا ننسى مقولة ابن خلدون بأن المغلوب مغرم بتقليد الغالب- ونضيف حتى في نقائصه وعيوبه. يرجع بقاء الفصحى الوسطى حبيسة وسائط الإعلام والمدرسة في البلدان الثلاثة إلى ضعف التثاقف والتواصل بين الجمهور والنخب المنتجة للأفكار والإبداع في الفنون، مثل الصحافة والمسرح والسينما مقارنة بالتدفق الكبير في تلك المجالات من الضفة المقابلة من المتوسط، غير أنّ العربيّة الفصحى الميسّرة أو الوسطى ليست غريبة في كلّ الفضاء المغاربي، يؤكد ذلك مدى اهتمام عامة المشاهدين بالترجمة أو الدبلجة بالفصحى للمسلسلات والأفلام الهندية والمكسيكية وأفلام الكارتون الأمريكية واليابانية والكورية الجنوبية، بينما الكثير من تلك الأفلام والمسلسلات التي تنتج في معظم البلدان العربية تقدّم بالعامية وبهجين، وقد تغلب عليه أحيانا الفرنسية ونذكِر هنا بمقولة نيلسون مانديلا في مذكراته: ''إنك إذا خاطبت شخصا بلغة أجنبية، فقد تصل إلى عقله، ولكن إذا خاطبته بلغته الوطنية، فقد تصل إلى عقله وقلبه''. ولا بدّ من التنبيه إلى أنّ توصيف الواقع اللّساني في كل من تونس والمغرب، ليس أكثر من ملاحظات أولية من خارج الحلبة، فالخبراء وذوي الاختصاص من البلدين أدرى بالوضع اللّغوي في البلدين في راهنه وتاريخيته. يتبع