ودعت تلمسان، سهرة أول أمس الأسبوع الثقافي لولايات سطيف، برج بوعريرج، والمسيلة على وقع أناشيد ورقصات فلكورية وأنغام أبناء البيبان التي عكست الإرث الثقافي المحلي لمنطقة الهضاب العليا. وقد أتحفت في بداية السهر فرقة ''البهاء'' القادمة من عاصمة الحضنة المسيلة الجمهور التلمساني الذي غصت به دار الثقافة عبد القادر علولة، بوصلات إنشادية وطبوع متنوعة قدمت من خلاله رسالة الفن الأصيل ضمن ثلاثية الكلمة الصادقة المعبرة واللحن الشجي الراقي والأداء المتميز الطروب، فغنى المنشد عبد الرزاق الجزائري وتألق في أنشودة ''محمد يا نبينا'' على وقع تصفيقات الجمهور، وتبعته الفرقة بأنشودة يا ''جزائر'' و''وبين البارح واليوم.'' وتنوعت العروض المقدمة في سهرة الاختتام، بين الموشحات البرايجية والاستعراضات الفلكلورية السطايفية، حيث أبدعت فرقة ''الأصالة'' من ولاية برج بوعريريج بمجموعة من الموشحات العربية بأداء جماعي شكل زهرة هذا الحفل، فيما تفننت فرقة ''نجوم'' السطايفية في عرضها الفلكلوري التي قدمت من خلاله تشكيلات فنية جمالية تراثية راقصة تجاوب معها الجمهور وصفق لها طويلا. وأتحفت جمعية ''أزال'' الثقافية القادمة من عاصمة البيبان الجمهور بأغاني أمازيغية مستمدة من التراث وأبدع المطرب عبد الحق رئيس فرقة ''إثران'' بأداء ''كتشيني روح نكاذا القيمة'' للمطرب آيت منقلات، التي رقص على أنغامها الشباب المتواجد بالقاعة. وكان الأسبوع الثقافي للولايات المشاركة ''سطيف، برج بوعريرج، ومسيلة'' قد شهد تنظيم معرض للألبسة التقليدية المميزة للولايات المذكورة، إضافة إلى معرض لوحات في الفن التشكيلي ومنتوجات للحرف التقليدية التي تزخر بها المدن الثلاث كالأدوات التقليدية التي كانت تستعمل في شتى المجالات كالفلاحة والأكل وغيرها، فيما قدمت جمعية التضامن ومحاربة الفقر والتهميش ''الغيث'' نماذج من الألبسة التقليدية للمرأة البرايجية، وكذا بعض منتوجات أنامل البرايجيات. وفي الجناح المخصص للفنون التشكيلية عرض مجموعة من اللوحات التشكيلية من مختلف المدارس، وعرف الجناح الخاص لعاصمة الهضاب بالموروث الثقافي التي تزخر به منطقة سطيف من مختلف الفنون والعادات والتقاليد والصناعات الحرفية التقليدية التي تشتهر بها ولاية سطيف إضافة إلى الأكلات والألبسة والأواني التي تشتهر بها. كما شمل المعرض أيضا صور ومخطوطات أرخت لجميع مراحل تاريخ الولايات الثلاثة عبر مختلف العصور.