الاغتصاب، الضرب، الاهانة واللعب بالأعصاب هي جملة من الانتهاكات التي اقترفت بوحشية من طرف السلطات المغربية وطالت 6 ناشطات حقوقيات بسجن لكحل بمدينة العيون الصحراوية عندما كن متوجهات إلى الجزائر لحضور ندوات تهدف إلى توصيل معانات الشعب الصحراوي وتقرير مصيره. وأكدت لنا الناشطات الحقوقيات على هامش اللقاء مع الوفد المتكون من 15 مناضلا صحراويا الذي نظمته اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أول أمس ببلدية كريم بلقاسم بالعاصمة أن ما يعيشه الشعب الصحراوي من مضايقات وقمع وتشريد وخاصة المعتقلين السياسيين في السجون المغربية انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان لا يجب السكوت عنه. ودعت المناضلات الصحراويات من أجل حقوق الإنسان هيئة الأممالمتحدة إلى إرسال بعثة للتحقيق حول الانتهاكات المرتكبة من قبل المحتل المغربي للصحراء الغربية. وقالت نقية الحواصي في شهادتها المثيرة ل«الشعب» خاصة أنها إحدى الناشطات الحقوقيات اللاتي اعتقلن من مطار الحسن الثاني بمدينة العيون ''أنهن كن متوجهات إلى الجزائر ثم جنوب إفريقيا لحضور ندوات تدعو إلى الدفاع عن حقوق الإنسان والشعب الصحراوي بصفة خاصة وتجسيده على أرض الواقع''. وقامت السلطات المغربية باعتقال الناشطات السياسيات على حد قول الحواصي إلى سجن لكحل بمدينة العيون بتهمة حمل السلاح الابيض ورفع قنينات الغاز وتخريب ممتلكات الدولة وتوعية اللاجئين الصحراويين أين مكثن بالمخفر مدة 5 أشهر. وتعرضت نقية الحواصي إلى محاولة اغتصاب من طرف السلطات المغربية داخل السجن ناهيك عن الضرب المبرح والشتم والقيام بأعمال شاقة على غرار المساجين الآخرين. وعلى الرغم من المعانات التي عاشتها نقية الحواصي رفقة صديقاتها المعتقلات السياسيات داخل السجن وسنها لايتعدى 22 سنة إلا أننا لمسنا في طريقة كلامها قوة وإرادة جبارة في التحمل وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف وكل هذا من أجل تحقيق الحرية والاستقلال. ولم تكن الناشطة الحقوقية نمصالي الزهرة بعيدة عن تلك المعانات وإنما أجبرت على ترك أبناءها الصغار في حالة يرثى لها لمدة 5 أشهر بعد أن قامت السلطات المغربية باخدها بالقوة وزجها في السجن بتهم على حد قولها لا تمث بصلة عن الحقيقة. وقالت الزهرة مصرحة ل«الشعب» ''تلقينا أسوء أشكال التعذيب عندما كنا في السجن، جلدنا وضربنا وتعرضنا إلى محاولات اغتصاب من طرف قوات الأمن المغربية كما قاموا باستفزازنا وإجبارنا على ترديد جمل قاسية كالصحراء مغربية وعاش الملك''. ومن جهتها أكدت لويعرة ابراهيم محمد عبد الصمد وهي متخرجة من كلية الحقوق ومستكلفة بتنظيم وقفات تحسيسية في الجامعات أن السلطات المغربية تمنع كل ناشط سياسي من السفر إلى البلدان الأخرى كبريطانيا واسبانيا... خوفا من كشف الانتهاكات التي تقوم بها في حق الشعب الصحراوي. وأوضحت أن الأراضي المحتلة مسيجة ومحاصرة بالجنود والعساكر وكل من يريد الولوج إليها يتعرض للمضايقة والاستنطاق في مخافر الشرطة سواء الصحافيون الذين يريدون نقل معانات الشعب الصحراوي إلى ابعد الحدود أو ممثلي المجتمع المدني في أروبا. وأضافت لويعرة أن ''كل الوقفات التحسيسية التي تنظمها في الجامعات وتهدف إلى التعريف بالقضية الصحراوية والانتهاكات الجسيمة التي تطال الشعب الصحراوي وتتنافى مع حقوق الإنسان باءت بالفشل بسبب المضايقات المستمرة من طرف القوات المغربية''. وأشارت نفس المتحدثة أن الشعب الصحراوي يملك مؤسسات إدارية ممنهجة حسب تسلسل ديمقراطي تبين أن جبهة البوليساريو تكافح من أجل تحرير الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية كالساقية ووادي الذهب والجبهة مصرة على تكوين دولة عصرية ومستقلة. ومن جهته أكد عمار بولسان وهو المكلف بالأراضي المحتلة بالوزارة أن عشرات المعتقلين السياسيين في السجون المغربية يعيشون أوضاع مزرية خطيرة ويعاملون معاملة سيئة على غرار بقية المساجين المغاربة ناهيك عن أشكال التعذيب المختلفة والاهانة الكلامية وفقدان النظافة والأكل السيئ وعلى هذا الأساس نظم 20 معتقلا سياسيا سلسلة من الاحتجاجات ويشنون إضرابا عن الطعام مند 3 أسابيع تنديدا للإجحاف الذي يطولهم داخل السجون المغربية في انتظار إحالتهم على المحكمة العسكرية لسلا بالرباط. وفيما يتعلق بموقف الأممالمتحدة تجاه القضية الصحراوية أكد بولسان أن الهيئة تنطلق من قاعدة احترام حقوق الإنسان بشكل أممي إلا أن وجود عوامل ومعطيات تجعلها تحول دون ذلك والمتمثلة في تأثير الدول التي تمتلك حق الفيتو خاصة موقف فرنسا المعادي لتطلعات الشعب الصحراوي والشعوب المحتلة. ودعا بولسان على لسان الشعب الصحراوي الأممالمتحدة بتجسيد احترام حقوق الإنسان على أرض الواقع وترك الخمول جانبا الذي لايمكنه إلا إطالة المآسي والانتهاكات لحقوق الشعب الصحراوي التي تتعارض مع مبادئ الهيئة. وقال رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري خلال مداخلته في آخر اللقاء أن أعضاء هذا الوفد الآتي من الأراضي المحتلة بدعوة من اللجنة والذي شارك في نشاطات عديدة سوف يعودون غدا إلى ديارهم حاملين معهم رسالة من إخوانهم الجزائريين فيها كل الثماني بتقرير مصير الشعب الصحراوي في أقرب الآجال. وقال محرز العماري انه من الواجب التضامن مع الشعب الصحراوي المتمسك بمبادئ الحرية والشرعية الدولية التي تمسك بها الشعب الجزائري في ثورة 1 نوفمبر 1954 ومساندته في كل الظروف حتى تحقيق الاستقلال التام لآخر مستعمرة في إفريقيا.