أجمع المشاركون في الطبعة السادسة للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، أمس، على ضرورة أهمية تفعيل دور النخبة في الحياة العامة للمجتمع والاستفادة منها، ودعو إلى إسقاط ثقافة الإقصاء لقبول الآخر. رافع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي لأهمية الاعتناء بالتعليم والبحث العلمي الذي يعتبر الخزان الأساسي والفعال في الحياة العامة، من خلاله يتم الوصول إلى نخبة حقيقية تقلل الآخر بتنظيم عن ثقافة الإقصاء، داعيا إلى تفادي الوقوع في مصطلح النخبة المعطلة. وأوضح ميهوبي في كلمة له خلال افتتاح الطبعة ال06 للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة أن التعليم في الجزائر بحاجة إلى دعم أكبر مما يحظى به حاليا، اضافة الى التعليم العالي والبحث العلمي الذي اعتبره مستقبل الجزائر الحقيقي. وأكد ميهوبي أن التعليم هو الذي يخرج العسكري والسياسي والباحث والمثقف لذلك وجب منحه الأولوية الكاملة في الإهتمام والدعم، مضيفا انه مهما كانت الميزانية ضعيفة في الإقتصاد لكن لا ينبغي تقليص ميزانية التعليم، مبرزا في نفس الوقت الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لقطاعي التعليم والثقافة. في هذا الصدد أشار وزير الثقافة إلى أن رئيس الجمهورية ما فتئ يقدم كل الدعم للثقافة التي عرفت ازدهارا وتطورا كبيرا في عهده، من خلال تفعيل كل القطاعات المتعلقة بالفن،والسينما ،والمسارح، مبرزا دور المدرسة الجزائرية في حماية المجتمع، قائلا» إنه لا بديل عنها في هذا الإطار»، داعيا المشاركين إلى إعطاء الترجمة بعدا واسعا للإستفادة من الثقافات الأخرى والنهل منها لصالح مجتمعنا. من جهته، قال رئيس الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة مصطفى بيطام إن النخبة التي تتخلى بالإخلاص للوطن، والتفاني في الدفاع عنه هي النخبة التي يمكنها تحقيق الأهداف، داعيا إلى مزيد من التعاون بين النخبة للتوافق حول مخرجات تضع المجتمع في الأولوية خاصة في الوقت الراهن الذي يعرف تحديات كبيرة. بدوره انتقد الوزير الأسبق والكاتب محي الدين عميمور الوضع الذي آلت إليه الثقافة الوطنية بعد فقدها الروح الجزائرية، كما أنها لم تستفد من الثقافة العالمية ما جعلها في موضع التشتت والتفتت على حد تعبيره، مضيفا أن التعليم هو الروح التي ينبغي أن تبنى عليها المجتمعات، كما تأسف على استمرار وضع الحيوانات في النقود بدل الرموز الوطنية. وحملت الطبعة السادسة للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة شعار النخبة الوطنية الحالية ودورها في المجتمع، وفي هذا الإطار ذكر الباحث محمد بوروايح أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة أن التواصل بين الأجيال يحقق التواصل الحضاري الذي ينبغي أن يجسد في النخبة الحالية، في حين دعا الباحث في التاريخ مناصر كريم أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة البليدة 02 إلى حماية النخبة من الأفكار الدخيلة، كما وجب التصدي للثقافة التي تعادي الوطن من خلال جهات تستفيد من الإعوجاج الحاصل.