يسعى القائمون على الفن الرابع في الجزائر على تقديم عروض مسرحية متنوعة تلبية لذوق الجمهور الجزائري المتعطش للترفيه عن نفسه، وولوج خشبة المسرح الجزائري عله يعود إلى زمن العصر الذهبي عصر عبد القادر علولة، عبد الرحمن كاكي وعز الدين مجوبي.. أسماء صنعت تاريخ المسرح الجزائري، وأزدهى أبي الفنون بوقوفهم على ركحه، وصفقت لهم الجماهير مطولا لإنتاجهم الراقي الذي لا ينكر أحد أنه نافس المسرح العربي، وعاش الجزائريون عصرا ذهبيا مع هولاء الفنانين دون نسيان آخرين أمثال حسن الحسن، رويشد، شافية بودراع، محي الدين بشطارزي.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ولى زمن هؤلاء العمالقة؟ وهل هناك أسماء استطاعت أن تسير على خطاهم، وهل هناك ما يستحق المشاهدة على الركح الجزائري؟. أسئلة ودننا أن يجيب عنها جمهور الفن الرابع في الجزائر الذي تعددت آراءه بين ممتعض وغير مبال وبين آخرين أبدوا إعجابهم ببعض المسرحيات التي تعد على أصابع اليدين.. وفي هذا الصدد أكد الشاب حمزة عمراوي والذي التقيناه أمام مبنى محي الدين بشطارزي عشية افتتاح مهرجان المسرح المحترف، أكد أن الجزائر تنتج مسرحيات متنوعة لكن أغلبها لا يرقى المستوى المطلوب، مضيفا أنه من محبي المسرح وقليلا ما يحالفه الحظ ليشاهد مسرحية تثير إعجابه، داعيا إلى الإهتمام أكثر بهذا الصرح الفني للابتعاد قليلا عما ينتجه الأجانب والاهتمام بأعمالنا الفنية. “علينا إعادة زمن العمالقة” وقال الأستاذ “جلال مطري” إنه رغم الامكانيات المتوفرة لخلق إنتاج مسرحي، إلا أن أبي الفنون في الجزائر ما يزال يعاني، متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء ضعف الأعمال المسرحية وعدم ارتقائها إلى مستوى المسرحيات العربية، التي تجلب المشاهد الجزائري قبل غيره، وأضاف أن أبي الفنون في الجزائر يعاني من قلة الكفاءات التي تخدمه، حيث أضحت أسماء دخيلة على الفن تعتلي الركح، إلا من البعض الأسماء وما أقلها والتي أنقدت المسرح من الإنهيار، وشاطره زميله “أحمد ع” الرأي حين اعتبر الفن بمختلف أشكاله في الجزائر يعاني بداية من السينما إلى المسرح إلى الانتاج التلفزيوني، داعيا القائمين على هذه القطاعات ايلاء أهمية كبيرة للفن الجزائري لإعادة زمن العمالقة الكبار، قائلا “في سنوات السبعينيات والثمانينيات، حين نسمع أن هناك عرضا مسرحيا لعلولة أو كاكي، يتسابق الجزائريون لحجز مقاعد لهم، لعلمهم أن هؤلاء سيقدمون عملا مسرحيا يرقى المستوى المطلوب. وإن كان هؤلاء على الأقل لديهم نظرة عما يقدمه المسرح الجزائري من أعمال، إلا أننا صادفنا بالمقابل آخرون لم يلجو البتة أبواب المسرح الوطني، حيث تكونت لديهم فكرة أن المسرح الجزائري لا يقدم ما يلبي دوقهم، مشيرين إلى أنهم يفضلون مشاهدة مسرحيات عربية على التلفزيون الجزائري عوض مشاهدة مسرحيات لا ترفه عن أنفسهم. “أفضل المسرحيات العربية على الجزائرية” وبهذا الشأن قالت السيدة “ن ليلى” ربة منزل إنها لم تفكر يوما أن تحجز لها مقعدا لمشاهدة مسرحية من إنتاج جزائري، مشيرة إلى أنها من كثرة ما سمعته من امتعاض من جاراتها اللواتي يحضرن عروضا مسرحية، قررت عدم دخول المسارح الجزائرية، وأكدت ليلى غمراسي طالبة بجامعة الحقوق ببن عكنون أنها دخلت إلى المسرح الوطني الجزائري مرة واحدة في حياتها لمشاهدة مسرحية عادل إمام حين نزل ضيفا على الجزائر في السنوات القليلة الماضية، وأنها لم تفكر يوما أن تشاهد مسرحية جزائرية، مؤكدة أن أبي الفنون في الجزائر لم يعد يلبي ذوق المتفرج، حيث أن المسرحيات تضيف عليها أن ترسم على الأقل الابتسامة على وجه المتفرجين، وهذا تقول ما افتقدناه في أعمالنا المسرحية، لتقاطعها زميلتها ن مريم قائلة “صحيح أن المسرح الجزائري لم يعد كما كان في السابق، لكن ذلك لا يعني أنه يخلو من العروض القيمة، ولا يعني أنه لا توجد أسماء تساهم في الارتقاء بأبي الفنون، أمثال فاطمة حليلو، سعاد سبكي، صونيا وفوزية آيت الحاج، وغيرهم من الفنانين الذين سينيرون خشبة المسرح الجزائري وحتى المسارح الجهوية... وتبقى هذه مجموعة من الأراء لجمهور الفن الرابع في الجزائر، الذي يُقاس به مدى نجاح عمل ما من عدمه، حيث يعد المتفرج الحافز الأول لتقديم أعمال تلبي ذوقه أولا وتخدم الفن الجزائري ثانيا، على أن لا يكون الكم على حساب النوعية.