ينطلق اليوم، بفرنسا، الحوار الوطني الشامل، الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، قصد إيجاد حلول للمشاكل العميقة التي يطرحها محتجو السترات الصفراء كل أسبوع، وقدم 34 سؤالا ليساهم الفرنسيون في وضع إجابات له. وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، رسالة إلى الفرنسيين دعاهم فيها إلى «الحوار الوطني الكبير» لبحث سبل الخروج من الأزمة التي نجمت عن حركة «السترات الصفراء» منذ نحو شهرين. ونشر ماكرون رسالته على الموقع الإلكتروني لقصر الإليزيه وتغريدة على حسابه في موقع تويتر، حث فيها الشعب الفرنسي على المشاركة في هذا الحوار و»تحويل الغضب إلى حلول». ويواجه ماكرون غضب «السترات الصفراء» المنحذرون من طبقات شعبية ومتوسطة نزلوا إلى الشارع للتنديد بسياسات الحكومة المالية والاجتماعية. وقد تمكنوا السبت الماضي من حشد 84 ألف شخص في كل أنحاء البلاد، مقابل نحو خمسين ألفا الأسبوع الذي سبقه، بحسب وزارة الداخلية. وقرر التوجه الثلاثاء إلى منطقة النورماندي في غرب البلاد في إطار إطلاق هذا الحوار، ويرتكز هذا الحوار على نقاط أربع هي القدرة الشرائية، الضرائب، الديمقراطية والبيئة. ويرفض الرئيس أي إعادة نظر في مسائل الإجهاض وعقوبة الإعدام وزواج المثليين. ردود متفاوتة إلا أن العديد من «السترات الصفراء» سارعوا إلى انتقاد هذا الحوار، وقال أحدهم جان جاك البالغ التاسعة والخمسين من العمر في ستراسبورغ «النقاش في الشارع وليس في قاعة ولا عبر الإنترنت». وقبل انطلاق «الحوار الوطني الكبير» الذي طرحه الرئيس الفرنسي لإيجاد حل لأزمة «السترات الصفراء» في فرنسا، تبقى مشاركة الأحزاب السياسية فيه غير مؤكدة، حيث تعددت ردود أفعالها عقب الكشف عن الرسالة التي وجهها ماكرون للفرنسيين. فاعتبرت دانيال سيمونيه القيادية في حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) أن دعوة ماكرون «مجرد تضليل لوأد التحرك». كما اعتبر فاليران دي سان جوست، المسؤول في حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، أن اقتراح الرئيس الفرنسي «ليس على مستوى التحديات»، لافتا إلى أن السلطات إنما تسعى عبر هذا الحوار «إلى كسب الوقت». في المقابل فإن حزب الجمهوريين اليميني المعارض أعلن أنه «سيحاول تقديم الدعم إلى هذه الاستشارة لأننا نريد الخروج من الفوضى» بحسب ما قالت المتحدثة باسم الحزب لورانس ساييه، مع «إبداء تحفظات على الأسلوب». كما قال فرانسوا بايرو المسؤول في حزب الحركة الديمقراطية الوسطي «بالنسبة إلى المجتمع الفرنسي، فإن الحوار يمكن أن يكون مهما جدا ومفيدا، حتى لو أن كثيرين سيسعون لعرقلته». يحل اليوم بالنورماندي ونشر ماكرون رسالته على الموقع الإلكتروني لقصر الإليزيه وتغريدة على حسابه في موقع تويتر، حث فيها الشعب الفرنسي على المشاركة في هذا الحوار و»تحويل الغضب إلى حلول». وكان ماكرون وعد بهذا في ديسمبر الماضي، لدى إعلانه إجراءات عدة تجاوبا مع حركة «السترات الصفراء». ويريد ماكرون من رسالته هذه دعوة الفرنسيين إلى الاستفادة من فرصة الحوار وقرر التوجه اليوم إلى منطقة النورماندي في غرب البلاد في إطار إطلاق هذا الحوار.