وزير المالية يحذّر من «كارثة» اقتصادية بعد يوم عاصف وعنيف بسبب مظاهرات «السترات الصفراء»، يترقب الفرنسيون ما سيعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون في خطابه الذي سيلقيه، اليوم الاثنين، بحسب مصادر إعلامية فرنسية. وتشير بعض التسريبات إلى أن الرئيس الفرنسي سيكشف عن مجموعة من التدابير الاجتماعية التي من شأنها تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين، فضلا عن إلغاء بعض الضرائب. صرح رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب أنه «حان وقت الحوار»، غداة المظاهرات الحاشدة التي نظمتها، أمس الأول، حركة «السترات الصفراء» في عدة مدن فرنسية، إذ بلغ العدد 125 ألف متظاهر. تابع: «إيمانويل ماكرون سيخاطب الفرنسيين (ربما يوم الاثنين) لكي يطمئنهم ويعيد اللحمة في صفوف الأمة الفرنسية لكي تكون قادرة على مواجهة تحديات المستقبل». ذكرت صحيفة «لوبرزيان» أن الرئيس ماكرون سيلقي خطابا متلفزا، مساء الاثنين، «لامتصاص غضب الفرنسيين»، وسيعلن بهذه المناسبة عن مجموعة من القرارات الرامية إلى تهدئة الوضع، من بينها رفع مستوى القدرة الشرائية للفرنسيين وتعزيز مبدأ العدالة الاجتماعية. بحسب نفس اليومية الفرنسية، اعترف ماكرون أمام بعض رؤساء البلديات أن «ضرائب كثيرة فرضت على الفرنسيين»، في الآونة الأخيرة، كاشفا أيضا أن «بعض القوانين التي تم تمريرها مؤخرا، مثل خفض سرعة السيارات في بعض الطرق من 80 كلم إلى 70 كلم في الساعة كانت غير ضرورية». قال ماكرون، أنه سيقوم بزيارات ميدانية في أنحاء فرنسا في الأيام القليلة المقبلة للقاء رؤساء بلديات المدن الصغيرة والمناطق الريفية والاستماع إلى مطالبهم وإلى مشاكلهم اليومية». تسعى السلطات الفرنسية إلى تتبع الحسابات الإلكترونية المزيفة التي تقوم بتضخيم حركة «السترات الصفراء» الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما أفادت مصادر قريبة من الملف. أول تعليق لماكرون وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشكر لقوات الشرطة الفرنسية بعد الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد، وخاصة في العاصمة باريس ونظمتها جماعة «السترات الصفراء». وكتب ماكرون على «تويتر»: «إلى جميع قوى النظام المعبأة اليوم، أشكركم على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهرتموها». نفذت قوات الشرطة حملة اعتقالات واسعة، في صفوف المتظاهرين الذين نددوا بسياسات ماكرون ونادوا برحيله عن السلطة. ضربة للسياحة والاقتصاد بحسب ذات المصادر، فإن الرئيس ماكرون سيعلن ربما عن تقليص قيمة الضرائب المفروضة على الرواتب وتخفيض القيمة المضافة على المواد الاستهلاكية الأساسية. لكن السؤال المطروح هو من سيدفع الثمن ومن أين سيأتي ماكرون بنحو 12 مليار أورو الضرورية لتمويل كل التدابير الاجتماعية التي سيعلن عليها. أثرت مظاهرات «السترات الصفراء» على الاقتصاد الفرنسي بشكل مباشر، إذ انخفض عدد السياح الذين كان من المقرر أن يزوروا فرنسا ويقضوا فيها أعياد الميلاد ونهاية السنة. هذا وحذر وزير المالية الفرنسي برونولومير، أمس، من أن العنف المرتبط بتظاهرات حركة «السترات الصفراء» التي تجتاح البلاد، يشكل «كارثة» بالنسبة لاقتصاد فرنسا. قال لومير، للصحافيين لدى زيارته المحال التجارية في باريس التي تعرضت إلى النهب خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي خرجت السبت: «إنها كارثة بالنسبة للتجارة وكارثة على اقتصادنا». حصيلة ثقيلة بشأن حصيلة الاحتجاجات العنيفة التي هزت باريس، السبت، أعلن وزير الداخلية كريستوف كاستانير، أنه تم توقيف 1723 شخص في كافة أنحاء البلاد، في حين أدت الصدامات إلى إصابة 118 شخص، بينهم 17 من رجال الأمن، وأوضح المتحدث أنه تم وضع 975 شخص قيد الاحتجاز، مشيرا إلى أن هذا العدد مرشح للزيادة. فرنسا تدعو ترامب لعدم التدّخل في شؤونها في أول رد رسمي على تغريدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل حول مظاهرات «السترات الصفراء»، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأحد، الرئيس الأمريكي إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا. وكان ترامب قد أطلق مجموعة تغريدات، السبت، انتقد فيها اتفاقية باريس للمناخ، زاعما أنها سبب الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها فرنسا منذ أربعة أسابيع. قال لودريان في برنامج تلفزيوني: «أقول لدونالد ترامب، ورئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) قال له أيضا: نحن لسنا طرفا في النقاشات الأمريكية، اتركونا نعيش حياتنا حياة أمة». وتابع «نحن لا نضع السياسة الداخلية الأمريكية في حساباتنا ونريد أن يكون ذلك بالمثل». وكان الرئيس الأمريكي قد هاجم عبر تويتر مجدّدا اتّفاق باريس للمناخ، معتبرا أن مظاهرات «السترات الصفراء» تثبت فشل هذا الاتّفاق. اعتبر الرئيس الأمريكي أنّ «اتفاق باريس لا يسير على نحو جيّد بالنسبة لباريس. مظاهرات وأعمال شغب في كل أنحاء فرنسا» التي عاشت السبت الرابع من المظاهرات الاحتجاجية «الصفراء». وقد سخر الرئيس الأمريكي، الثلاثاء، من التنازلات التي قدّمها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ل «السترات الصفراء»، معتبرا أنّ اتفاق باريس آيل إلى الفشل.