فتح المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمها مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية حول «الإصلاحات السياسية في الجزائر والتحول الديمقراطي في الوطن العربي»، موضوع دور الشباب في عملية الإصلاحات الجارية في البلاد، تحدثوا فيها عن السبل الكفيلة لإشراك هذه الفئة في سيرورة المشاورات وتمكينه من المساهمة الفعالة في تحديد معالم جزائر الغد، لتحقيق أهداف هيئة المشاورات المنصبة مؤخرا من طرف رئيس الجمهورية، وأكدوا من خلالها على أن الثقة بين الحاكم والمحكوم تُبنى على أساس إشراك كل أطياف المجتمع الجزائري ومنها عنصر الشباب. إنطلاقا من ذلك يرى المتدخلون أن الخروج من الوصاية على المجتمع ككل وفئة الشباب بصفة خاصة، تفتح المجال لمساهمة الجميع دون استثناء في بناء الوطن، لأن اقصاء طرف على آخر قد يوصل بالبلاد إلى طريق مسدود يزرع الانشقاق وفقدان الثقة بين المواطن ومسؤوله، كما أن الطبقة السياسية لابد عليها حسب منشطي الندوة أن تساهم في خلق روح الحوار المتعدد الأفكار ولا يتأتى ذلك إلا بإعطاء الفرصة للشباب باشراكهم في مختلف النشاطات الحزبية والاستحقاقات الانتخابية، وكل ما له علاقة بمستقبل الحياة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وفي نفس الاطار أكد الأستاذ الجامعي عروس الزبير، على أن ''الشباب لا يعني التنظيمات الطلابية وحدها، التي هي جزء من الكل، فشباب اليوم له مطالب متنوعة تنوع أفكاره وإنتماءاته، لذلك لابد من مراعاة ذلك وتشخيص الوضعية التي يعيش فيها الشاب الجزائري، الذي تسوده حالة من الإحباط وفقدان الثقة''. ويرى الأستاذ عروس أن ''عنصر الشباب اليوم له خصوصية بحكم أنه عاش مرحلة صعبة في التسعينات، وبفضل تعبئته وتجنده لحماية البلاد من كل أشكال الإنزلاقات تكونت لديه شخصية إيجابية تتميز عن غيرها من الفئات''. لذلك يطالب الأستاذ بتجاوز النظرة الإستعلائية تجاه الشباب الجزائري السائدة والاصغاء له لتجاوز الفكرة المتداولة على أنه غير مهيأ للتحاور وطرح الأفكار.