انتخب، أمس، مجددا عبد القادر بن صالح رئيسا للغرفة العليا للبرلمان، بعدما جدد فيه رئيس الجمهورية الثقة، بإدراجه في قائمة الثلث الرئاسي لعهدة جديدة تمتد 6 سنوات. وجاء انتخابه خلال جلسة تم خلالها تنصيب الأعضاء الجدد المنتخبين ومن الثلث الرئاسي، مناسبة لم يفوتها بن صالح لدعوتهم للمساهمة في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد»، لافتا إلى أن «انتخابهم يأتي تزامنا واستحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات الخمس القادمة». دون مفاجأة وكما كان متوقعا، افتك رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ثقة الأغلبية المطلقة من الأعضاء، بعد تزكيته من قبل رؤساء الكتل البرلمانية للثلث الرئاسي وحزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، في جلسة ترأسها العضوان الأكبر والأصغر سنا وهما على التوالي صالح قوجيل ومحمود قيصري؛ انتخاب يأتي بعد الثقة التي وضعها في شخصه رئيس الجمهورية بتجديد عضويته في الغرفة العليا ل6 سنوات. وخاطب رئيس مجلس الأمة أعضاء الغرفة البرلمانية المنصبين وعددهم 64 من منتخبين، ومن الثلث الرئاسي الذين جدد فيهم رئيس الجمهورية، منبها إياهم إلى أن انتخابهم يأتي تزامنا واستحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات الخمس القادمة»، ومن هذا المنطلق دعاهم إلى «المساهمة في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد». وذكر بن صالح أعضاء الغرفة البرلمانية الأولى، بأن «انتخابهم يأتي متزامنا مع ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصاديا جد صعبة»، الأمر الذي «يجعل دوركم ضمن الهيئة حساسا وصعبا في نفس الوقت، لأنكم مطالبون بمراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها، ولكنكم بنفس الوقت مطالبون بمراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الضاغطة»، وخلص إلى القول بأن «روح المسؤولية تحتم بالإضافة إلى تفهم هذه الوضعية... المساهمة في اقتراح صيغ حلول للمشاكل المطروحة». وقبل ذلك، وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، حرص على شكر رئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه بتعيينه ضمن قائمة الثلث الرئاسي للمجلس، وكذا زملائه لمنحه شرف تولي هذه الهيئة الدستورية الهامة، ثقة أضاف يقول يدرك «حقيقة وزنها وكبير دلالاتها»، ملتزما بالعمل على تأدية المهمة وفق ما هو مكرس في النصوص الناظمة لعمل الهيئة، وعلى تحقيق الإنصاف في التعامل بين كافة أعضاء المجلس بمختلف أطيافه السياسية على حد سواء، وكذا توفير مناخ العمل الذي يؤمّن الأداء البرلماني بالشفافية المطلوبة. وبخصوص نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، فإنها واستنادا إلى بن صالح «تمثل هذه المرة خاصة في تأكيد التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية بتواجده الواضح ضمن الهيئة»، الأمر الذي سيساهم وفق توضيحاته في «تأكيد الاستقرار للهيئة ويُساعد على تحقيق الأداء المنسجم لهياكلها ويساعد في توفير المناخ الذي من شأنه إثراء التجربة ضمن المؤسسة بل أقول ضمن البرلمان الجزائري ككل». وفي كلام وجهه إلى أعضاء مجلس الأمة، قال بن صالح «دخلتم مرحلة جديدة وهامة في حياتكم العامة... وتشاء الظروف أن يأتي الانتماء متزامنا مع فترة تعرف البلاد فيها تحديات كبيرة، وتنتظركم فيها مهام عديدة من شأنها أن تقوي دوركم ومسؤوليتكم»؛ أهمية تبرز بحسبه «عندما نقرنها بالإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية، بكل ما سيترتب عنها من مشاريع نصوص قانونية ستبرمج في دورات البرلمان القادمة». كما أبدى ارتياحه إلى وجود المعارضة في المجلس محافظة بذلك على مكانتها، باعتبارها تمثل «الرأي المخالف ضمن الهيئة»؛ أمر يعتبره بمثابة « ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني»، معربا عن أمله في «أن تساهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية ضمن هيئتنا وتثري الأداء البرلماني فيها»، مطالبا إياهم ب «مراعاة مصلحة الهيئة والأخذ بعين الاعتبار بالمصلحة العليا للبلاد والحرص بنفس الوقت على عدم التفريط في مصلحة المواطن»، وذلك «دون الانسلاخ» من ألوانكم السياسية». وذكر بن صالح بأن «مجلس الأمة هو في الواقع مدرسة كبيرة وإطارا مواتيا للممارسة الديمقراطية والأداء السياسي المسؤول... لكنه خاصة حصنا منيعا لحماية نظام بلادنا الجمهوري ووحدتها الوطنية... فحاولوا أن تكونوا ذلك السياج الذي يحمي الوطن ويصون الأمة». 68 عضوا تنتهي عهدتهم في 31 ديسمبر المقبل وقبل جلسة انتخاب بن صالح رئيسا لمجلس الأمة، عقدت جلسة لتثبيت عضوية الأعضاء الجدد وعددهم 64 من قبل لجنة إثبات العضوية، 48 منهم منتخبون و16 عن الثلث الرئاسي، فيما تستمر عضوية 68 عضوا إلى غاية 31 ديسمبر المقبل، وعلاوة على بن صالح جدد رئيس الجمهورية الثقة في عدة شخصيات بينهم الهاشمي جيار ونوارة سعدية جعفر وصالح قوجيل وجمال ولد عباس. جيار: تزكية بن صالح لقدرته على التسيير والتشاور في الممارسة والأداء وبعد رفع الجلسة لمدة نصف ساعة، إلتأم أعضاء مجلس الأمة لانتخاب رئيس الغرفة وطلب رئيس الثلث الرئاسي الهاشمي جيار الكلمة، أكد تزكية مجموعة الثلث الرئاسي لبن صالح، وذلك قياسا إلى عدة اعتبارات في مقدمتها أن «المرحلة تحتاج إلى التجربة المكتسبة ومن المسار الرامي إلى تطوير الترسانة القانونية، خاصة ما تعلق بتطبيق الدستور المعدل في 2016، الذي أقر صلاحيات جديدة لمجلس الأمة»، أما الاعتبار الثاني فيخص «التجربة الأكيدة التي اكتسبها المجاهد عبد القادر بن صالح خلال مسيرته البرلمانية الطويلة، وكذا الجهود التي بذلها في خدمة البلاد أثناء المراحل الصعبة التي مرت بها البلاد، بحنكة وحكمة ورزانة وتحكم وقدرة على التسيير والتشاور في الممارسة والأداء»، وذهب رئيسا كتلتي «الأفلان» و»الأرندي» في نفس الاتجاه. للإشارة، تميزت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي.