تقاطع ممثلو منظمات المجتمع المدني وأرباب العمل وشخصيات وطنية فاعلة على ضرورة اغتنام فرصة الجلسات المفتوحة على جميع الفعاليات للتأسيس لإصلاح فعلي يرفع من سقف فعالية المجتمع المدني في الحياة الوطنية وفي المشاركة في اتخاذ القرار المحلي والوطني، من خلال تكريس الإصلاحات العميقة وتبني سياسة ناجعة حتى تتعدى الجزائر المرحلة الراهنة وتواكب وتيرة تطور الدول، وابدوا قناعة من أن الانطلاقة لا تكون إلا بتشريح المشاكل وطرحها على المسؤولين واقتراح الحلول وسير الإصلاحات في شفافية ووضوح. مصطفى الشريف: المشاورات الواسعة فرصة تاريخية قال مصطفى الشريف، وزير سابق ومفكر جزائري، أنه يجب أن يتفق المجتمع المدني على بعض المبادئ الأخلاقية المشتركة ويعبر عن طموحاته بطريقة سليمة وحضارية، ويكون همزة وصل بين الدولة والمجتمع، مع تشديده على ضرورة احترام التعددية والتركيز العميق على الأجندة المسطرة لتحقيق الانسجام بين الوحدة والتعددية داخل المجتمع خاصة في الجزائر الذي يمثل الدولة الوسطية البعيدة عن التطرف . ويرى مصطفى الشريف، أن هذه المشاورات تعد فرصة تاريخية وعلى اعتبار أنها تركز على دور المجتمع المدني لان الإصلاحات حسب تقديره مسؤولية مشتركة ويجب متابعتها والمساهمة بطريقة فعالة للإستمرار في الإبداع.. واغتنم مصطفى شريف الفرصة ليدعو إلى ضرورة تحرير الكلمة وتجديد الجزائر في إطار احترام الآراء و شدد على ضرورة ان نتعلم كيف نعيش معا في إطار الإحترام المتبادل واحترام الحق في الإختلاف والتمسك بالمبادئ المشتركة في خدمة الجزائر وذكر أننا اليوم في مفترق الطريق لنسير في خط أمامي لتجديد الجزائر الحبيبة عن طريق مقترحات وتوصيات فعلية تسفر عنها هذه المشاورات . رضا حمياني: يجب التخلص من الانسداد وسلوك العرقلة يرى رضا حمياني، رئيس منتدى المؤسسات الإقتصادية، أننا في حاجة إلى تحديد سياسة فعلية في الحياة الوطنية والتحضير إلى مرحلة ما بعد البترول ومن ثم تبوؤ المؤسسة الجزائرية المكانة التي تحتاجها، مع تحرير فضاء يتسم بالمرونة وتكتسيه السهولة في النشاط خاصة بالنسبة للشباب، وقال حمياني هذا ما ننتظره، ولم يخف أنهم يتطلعون من خلال هذا النقاش الذي يجمع منظمات المجتمع المدني وتنظيمات نقابية وأخرى من المجتمع المدني طرح حلول للمشاكل ورفع الانشغالات للمسؤولين . وظهر حمياني غير مقتنع بوتيرة التنمية في الجزائر ولمح إلى أنها تسري بوتيرة جد بطيئة عندما قال أن الجزائر تنام على العديد من الثروات وفوق هذا وذاك على الثروة البشرية الشبانية غير أنها لم تتمكن من السير في طريق عدة دول في طريق التطور على غرار تركيا . وانتقد حمياني ما وصفه بسياسة الانسداد والعرقلة المكرسة ميدانيا واقترح تبني سياسة جيدة يتسنى من خلالها عملية البناء ودر الثروة . حبيب يوسفي: التأسيس لمجتمع مدني فاعل ومؤثر وأوضح حبيب يوسفي، رئيس الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، أنهم شاركوا في هذه الجلسات المفتوحة على نقاش فعلي يؤسس لإصلاحات عميقة من اجل بحث إمكانية التأسيس لمجتمع مدني فاعل ومؤثر تتغير فيه الصورة الحالية للأحسن إلى جانب نظرة المتعاملين الإقتصاديين كمستثمرين لاستحداث مناصب الشغل الجديدة ودر الثروة للتخلي عن ذهنية قطاع عام وقطاع خاص . ويراهن يوسفي على هذا اللقاء والنقاش لبلورة مقترحات ذات صدى وتوصيات تفتك اتفاق المجتمع المدني الذي شدد على ضرورة أن يكون له دور فعال في المجال التحسيسي على وجه الخصوص . وذكر أن النمو في الجزائر مرتبط مع منظمات أرباب العمل والناشطين لترقية الإقتصاد الوطني . وأوضح يوسفي انهم مهتمون بمتابعة والوقوف على كيفية سيران الحوار المفتوح على المنظمات الناشطة ميدانيا واجتماعيا واقتصاديا، واستحسن الفرصة التاريخية التي منحت للمجتمع المدني للإدلاء برأيه من أجل التقدم بمقترحاته وإسهامات في عدة قضايا ومسائل حتى لا يسجل أي اختلاف. يسمينة طايا: المجتمع المدني بدور جوهري في التنمية ووصفت طايا يسمينة رئيسة منظمة سيدات الأعمال ان النقاش المفتوح واللقاء المنظم في شكل جلسات بالمهم جدا والتاريخي كون دور المجتمع المدني أساسي في المجال التنموي وفي الشق المتعلق بالمواطنة وفي بناء المجتمع الذي يعي ماهية الرهانات ويكون الحريص على المبادئ الأساسية للوطن. بوعلام مراكش: تهيئة جو العمل وخلق فضاء خال من العراقيل واشترط بوعلام مراكش، رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، ضرورة وضع المؤسسة الجزائرية في الدور الاول على اعتبار انها الآلة الجوهرية التي تدر الثروة وتفتح مناصب الشغل وتحارب البطالة . وتأسف لكون الجزائر اليوم مازالت تنفق الأموال من خزينتها العمومية بدل أن تتولى هذا الدور المؤسسة الجزائرية، ولكون هذا الواقع يعمل به بشكل عالمي . واعترف مراكش أنهم لا يطالبون بمساعدات مالية وحاجتهم إلى تهيئة جو العمل وفضاء نشاط خال من العراقيل، وذكر أنه بإمكان أن يتحقق ذلك على أرض الواقع على اعتبار أن الوضعية اليوم تسمح بذلك بالنظر إلى الإمكانيات التي تمتلكها الجزائر بالإضافة إلى الإرادة السياسية القائمة. نورالدين بن براهم: إنشاء قطبية للمجتمع المدني وكشف نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية أن المقترحات التي سيطرحها في ورشات هذه الجلسات تتضمن شقين يتصدرها الحياة الداخلية للجمعيات مشيرا في ذات السياق إلى القانون العضوي للجمعيات الذي قال ان مواد التاسيس به يجب أن لا تراجع، أما المواد الأساسية التي قال أنها موضوع المشاركة شدد على ضرورة أن يصبح المجتمع المدني مشارك بصورة اجبارية مع الحكومة وعلى المستوى المحلي ومع جميع هياكل الدولة والمنتخبين وحسبه حتى نبتعد عن الانتقائية وأي إيديولوجية، ويتسنى تعزيز المجتمع المدني من حيث تمثيله والارتقاء بمشاركته . وقال بن براهم أنه في الحياة الداخلية يجب أن نركز على آليات تمويل المجتمع المدني أو العناية ببرامجه، حتى لا يبقى التمويل على عاتق خزينة الدولة داعيا القطاعين الخاص والعام للمشاركة على اعتبار أن هذا النظام معمول به في دول العالم على غرار النموذج الأمريكي لأنه كما قدر يسمح بتعزيز العمل الجواري ويستجيب للتأطير الإجتماعي الجيد . ودافع بن براهم عن الشراكة التي ينتظر منها من خلال رؤيته الخاصة توضيح العلاقة بين الجمعيات والهيئات الحكومية والمحيط الذي يعمل فيه. ومن بين المقترحات التي التزم بن براهم بطرحها بقوة خلال النقاش والورشات ضرورة انشاء قطبية للمجتمع المدني تاتي من خلال ما أسماه بالتشبيك أي اعتماد في قانون الجمعيات، إنشاء شبكات مختصة في المجتمع المدني تعمل على بناء قدراتها وخبراتها والقيام بمرافعات قوية في شكل منابر تحترم وحملات قوية في التحسيس في الميدان لكي ينشط الجميع في وضوح على اعتبار وجود شبكات الكترونية غير مرخصة حتى يعرف وينجح في تجنب أضرارها وبخصوص المحيط اقترح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية استحداث هيئات على مستوى الحكومة أو رئاسة الجمهورية تدعم وتتحدث إلى المجتمع المدني . الشيخ مأمون القاسمي: تحصين الشباب وتأهيلهم لمواجهة التحديات ووعد محمد مأمون القاسمي، رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا خلال هذه الجلسات، بتقديم ما أسماه بالورقة في إطار اشغال الورشة للتكفل بالشباب وورقة أخرى تتضمن جملة من التوصيات من بينها الإصلاح الإجتماعي والوسائل الكفيلة بتحصين الأجيال وتأهيلها لمواجهة التحديات . ويعتقد القاسمي عضو المجلس الاسلامي الأعلى أن أي إصلاح يجب أن ينطلق من التصالح مع الذات وبناء المستقبل على قاعدة متينة وصحيحة ترتكز على القيم الروحية والوطنية، لأن هذه القيم حسبه كانت دائما بالتحامها سر تماسك مجتمعنا ونقطة قوته خاصة في أوقات المحن . وأكد الشيخ القاسمي أنه سيرافع من أجل تجسيد المقترحات التي يطرحونه خاصة ما تعلق بحماية الشباب مما يتربص بهم وإعدادهم للمستقبل وتوجيههم نحو أهداف سامية نحو خدمة الأمة والوطن.