باستجابته إلى نداء الاستمرارية لم يخيب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعوات الطبقة السياسية، والمجتمع المدني والمواطنين، التي ناشدته الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 18 أفريل المقبل، وفي رسالة وجهها أمس للأمة، «عبر فيها عن عميق عرفانه وامتنانه لكل من ناشده لمواصلة مهمته في خدمة البلاد»، وباللغة الصريحة التي اعتاد أن يخاطب بها الجزائريين قال «بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنتُ عليها، ولم أخف هذا يوما على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل وستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، وكل امرئ يمكنه التعرض له في يوم من الأيام». قال الرئيس بوتفليقة مخاطبا الشعب الجزائري، «إن إرادتي هذه فضلاً عن التزامي بخدمة الوطن، استَمِدُّهما من تمسُّكي الراسخ بالوفاء بالعهد الذي كنتُ قد قطعته مع الشهداء الأبرار وتقاسمتُه مع المجاهدين الأخيار، رفقائي في ثورة التحرير الوطني، مستطردا «وإنني في هذا النحو، واستجابةً لكل المناشدات والدّعوات، ولأجل الاستمرار في أداء الواجب الأسمى، أعلن اليوم ترشحي للانتخابات الرئاسية لشهر أفريل المقبل». استجابة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بالقبول لمطلب الاستمرارية، لاقت استحسانا كبيرا لدى أحزاب الأغلبية التي ناشدته استكمال مسيرة عمرها عقدين، تميزت بتحقيق إنجازات لا يمكن إنكارها، كانت مصيرية بالنسبة للجزائر وذلك على جميع الأصعدة الأمنية باستتباب الأمن والمبادرة بالمصالحة الوطنية التي لم تقتصر على الجانب الأمني، وشملت أيضا شق الهوية بعد معالجة جذرية لملف الأمازيغية، والتخلص من المديونية الخارجية، وتقليص نسبة البطالة، وكذا توزيع ألاف الوحدات السكنية إلى جانب الإصلاحات الجذرية السياسية يأتي في مقدمتها تعديل الدستور، إلى جانب إصلاح قطاعي العدالة والتربية. العضو القيادي ب«الأفلان السعيد لخضاري: الاستجابة تاريخية ...وتعديل الدستور مطلب الطبقة السياسية أكد العضو القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني والنائب بالمجلس الشعبي الوطني السعيد لخضاري، ارتياح وسعادة الحزب ومناضليه وكذا كل الأحزاب المنضوية تحت لواء التحالف الرئاسي ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر تاج، والحركة الشعبية الجزائرية، لاستجابة رئيس الجمهورية لنداء الاستمرارية والترشح للانتخابات الرئاسية التي يفصلنا عنها أسابيع قلائل. وفي تصريح خص به «الشعب» حرص عضو هيئة تسيير «الأفلان» السعيد لخضاري، على التذكير أن الحزب العتيد كان قد رفع مطلب الاستمرارية قبل 3 سنوات كاملة، واصفا الاستجابة لأغلبية الشعب الجزائري بالتاريخية، لافتا إلى أن مناشدة الرئيس بوتفليقة الاستمرارية منذ ذلك الحين دافعه النتائج التي حققها في الميدان، وهي معروفة استطرد لخضاري يتقدمها السلم والأمن. أما بخصوص الندوة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية، لم يفوت المناسبة ليؤكد أن رئيس الجمهورية ومنذ اعتلائه سدة الحكم العام 1999، يطالب بمشاركة الجميع وإشراكهم في إشارة إلى الحكومة الائتلافية التي بادر بها آنذاك، لافتا إلى أنه وبعد انقضاء 20 سنة مليئة بالإنجازات، لا بد من المرور إلى مرحلة أخرى، ندوة تأتي استجابة لما يريده الشعب. فكرة الندوة التي تكتسي طابعا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، تعتبر جيدة حسب ذات المتحدث، كما أن حديث رئيس الجمهورية عن تعديل الدستور يعد بدوره استجابة لمطلب الطبقة السياسية يأتي في مقدمتها «الأفلان». الناطق الرسمي باسم «الأرندي»، شهاب صديق: الرئيس بوتفليقة قال «نعم» للجزائر العميقة.. وموقفه تضحية منه كمجاهد بدوره أبدى الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي شهاب صديق، ارتياح الحزب وسعادته، لاستجابة رئيس الجمهورية لطلب ملح لأحزاب التحالف الرئاسي والتنظيمات والمجتمع المدني، والجزائر العميقة والمواطنين، معتبرا بأن الاستجابة بمثابة «تضحية منه كمجاهد تجاوب بكل تفان وإخلاص مع الشعب. ونبه صديق شهاب في تصريح خص به «الشعب» أمس، إلى أن استجاب الرئيس بوتفليقة لنداء الاستمرارية، يعني بأن هناك «شوط آخر سنقطعه معه، لتشجيع وتثمين الانجازات»، دونما إغفال الإشارة إلى أن الأمر يتعلق ب»رجل السلم والمصالحة الوطنية»، وأنه بفضل سياسته تمكنت الجزائر من استرجاع السلم والأمن، وكانت جديرة بمقترح العيش معا في سلام الذي تبنته هيئة الأممالمتحدة وبات العالم بأسره يحتفل به يوم 16 ماي من كل سنة، أمر يعد بمثابة انتصار كبير للجزائر. وعدد شهاب الإنجازات التي جعلت الأرندي وتشكيلات التحالف والجزائر العميقة تناشد ترشح رئيس الجمهورية، في مقدمتها «بناء مجتمع آمن ومتماسك، والقيام بإصلاحات هيكلية عميقة سياسية واقتصادية واجتماعية، جعلته يستحق لقب «أب الإصلاحات»، ومن أبرز إنجازاته وضع الهوية الوطنية في مأمن من المزايدات والمناورات السياسية باستكماله بناءها، وإلى ذلك تحدث عن إعطاء المرأة دورا كبيرا في المعترك السياسي، وتمكنت بجدارة وبفضل الكوطة من إحراز المكانة التي تستحقها. أما بخصوص الندوة التي دعا إليها، فإن الأخيرة وفي تقدير الناطق الرسمي باسم «الأرندي» تفرضها التحديات والرهانات الكبيرة، فصحيح أن الجزائر دولة كبيرة وتزخر بإمكانيات ضخمة أضاف شهاب لكنها تعيش في محيط ملتهب وهي محل أطماع وتربص، كما أن عديد المخاطر تحدق بها، ومن هذا المنطلق فإن تمتين الجبهة الداخلية يحتاج إلى ندوة تنتهي إلى ضرورة إقرار تعديلات دستورية، تدخل تعديلات جديدة تتجاوب مع طموحات الجزائريين. عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الجزائرية، نور الدين بن زعيم: «لنا التزام سياسي وأخلاقي وتاريخي مع رجل الإجماع» قال عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الجزائرية، نور الدين بن زعيم في تصريح ل»الشعب»، إن الحزب له التزام سياسي وأخلاقي وتاريخي مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مسجلا ارتياحه لمشاركته في اقتراع 18 أفريل المقبل واستجابته الإيجابية لمطلب ترشحه. وبعدما ذكر أن حزب الحركة الشعبية الجزائرية، لا طالما ساند رئيس الجمهورية في العهد السابقة وما يزال يدعمه، وذلك قياسا إلى الحصيلة الايجابية لرجل الإجماع، الذي أخمد نار الفتنة وساهم بقسط وفير في توفير السكن، وقبل ذلك أمن السلم والاستقرار، وبالنسبة لندوة التوافق أكد بن زعيم دعم كل خطوة تجمع الجزائريين في طاولة حوار واحدة، لإيمانه بأن حلحلة مشاكل المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تتم إلا من خلال الحوار، مشددا على ضرورة الجلوس ومناقشتها مناقشة ديمقراطية. وأشار إلى أن التشكيلة السياسية التي استطاعت التموقع في الساحة السياسية بعد مشاركتها في الانتخابات التشريعية والمحلية، ستعمل على تحليل مضامين رسالة الرئيس بوتفليقة والعمل على إثرائها وتكريسها، مبديا أمله في أن يميز الحملة الانتخابية خطاب سياسي هادئ وموضوعي ومعتدل، يراعي المصلحة العليا للبلاد ويتجنب كل ما من شأنه زرع الفرقة. المكلف بالإعلام والاتصال ب«تاج»، نبيل يحياوي: شرائح المجتمع الجزائري مدعوة إلى الالتفاف حول المرشح بوتفليقة من جهته، رحب حزب تجمع أمل الجزائر تاج بترشح الرئيس، التي تأتي وفق ما أكد المكلف بالإعلام والاتصال نبيل يحياوي ل»الشعب»، استجابة للنداءات المتكررة من طرف الشعب الجزائري والطبقة السياسية والمجتمع المدني، مثمنا «مضمون الرسالة الموجهة للشعب الجزائري بمناسبة إعلان ترشحه وما تضمنته من إصلاحات عميقة في كل المجالات». ونوه الحزب على لسان العضو القيادي نبيل يحياوي إلى «الحصيلة الإيجابية الكبيرة من الإنجازات والمكاسب التي تحققت على جميع الأصعدة والمستويات»، وكذا «مبادرة رئيس الجمهورية من خلال معالم برنامجه في تنظيم ندوة وطنية جامعة لرفع التحديات وبناء الجزائر، تحت رعايته وإشرافه». وأكد يحياوي جاهزية واستعداد «تاج» في الميدان لحملة جمع التوقيعات، وتنشيط الحملة الانتخابية على مستوى التراب الوطني وفي الجالية، بالتعاون مع أحزاب التحالف الرئاسي والأحزاب السياسية الأخرى وفعاليات المجتمع المدني»، داعيا شرائح المجتمع الجزائري إلى الالتفاف حول المرشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.