تشهد أسعار الخضر استقرار نسبيا في الأيام الأخيرة بسبب كثرة العرض ودخول الفواكه بقوة حيث شهد الموسم الفلاحي انتاجا وفيرا بفضل الأمطار الأخيرة التي جعلت المحاصيل تنضج مبكرا وبجودة كبيرة. خلال جولة إلى بعض أسواق العاصمة تمت معاينة استقرار كبير في أسعار الخضر حيث استقرت البطاطا بين 25 و30 دينارا والطماطم بين 35 و50 دينارا وأرجع أجد تجار «مارشي12 » ببلوزداد هذا الاستقرار إلى الفواكه التي تعرف انتاجا وفيرا وأسعارا تنافسية جعلت المواطنين يقبلون عليها بقوة خاصة مع اشتداد الحر. وبالفعل تعرف مختلف أحياء العاصمة من باب الزوار الى بوزريعة مرورا بباب الوادي انتشارا واسعا لبائعي الأرصفة الذين يعرضون مختلف أنواع الفاكهة فالخوخ وصل إلى 30 دينار ونفس السعر بالنسبة للمشمش أما التين فلم ينزل تحت 70 دينارا وانخفض الموز إلى 70 دينارا و يباع الدلاع ب 40 و50 دينارا للكيلوغرام بينما أنواع البطيخ فتباع بسعر في متناول الجميع. وكشف تجار الخضر والفواكه عن احتمال استقرار الأسعار عند بداية رمضان إذا ما استمرت الأوضاع المناخية كما ان دخول منتجات الجنوب من الخضر والفواكه من شأنه أن يخلق توازنا بين العرض والطلب فالبطيخ والدلاع نزلا للسوق في شهر ماي الماضي. ومازاد في استقرار الأسواق هو الاستثمار الكبير في مجال نقل المنتجات الخاصة بالخضر والفواكه فالشاحنات المزودة باجهزة التبريد أصبحت مطلوبة بكثرة وغطت الكثير من النقائص وجعلت ملف التسويق يعرف تطورات كبيرة. كما أن بناء الكثير من غرف التبريد واتجاه العديد من الشباب لتقديم عروض مغرية شجع ظهور ثقافة تخزين الخضر وخاصة البطاطا بعد مبادرة وزارة التجارة وهو ما مكنها من الحفاظ على الأسعار والتحكم فيها ومنه المساهمة في الحفاظ على القدرة الشرائية وتشجيع الفلاحين على الانتاج أكثر. اللحوم مرشحة أن تعرف التهابا! من جهة أخرى تعرف اسعار اللحوم البيضاء استقرارا نسبيا لكن بأسعار لا تزال مرتفعة حيث يباع الكيلوغرام ب 290 دينار منذ اسابيع عديدة أما اللحم فيتراوح بين 1000 و1100 دج وكشف صاحب قصابة بشارع بوقرة بالأبيار عن امكانية ارتفاع أسعار الدجاج في الأسابيع القادمة لأن الممونين سيتوقفون عن العمل في شهر أوت بسبب التخوف من نفوق الصيصان الذين لا يتحملون الحرارة وبسبب التجارب الكارثية لمربيي الدجاج فالتخوفات كبيرة من بلوغ الأسعار أرقاما قياسية خاصة في شهر رمضان، حيث وصلت الأسعار في المواسم الماضية إلى مستويات خيالية تسببت في ارهاق جيب المواطن. ويظهر أن تجربة استيراد لحم الهند قد جعل الجزارين الجزائريين يأخذون احتياطاتهم من السنة المنصرمة أين عرفت أسعار اللحم ارتفاعا جنونيا بأكثر من 30 بالمائة وتسبب لهم لحم الهند في العديد من التململ في نشاطهم وهو ما جعلهم يحاولون هذا العام التوفيق بين الأسعار والعرض. وطمأن نفس المصدر أن اللحوم الحمراء يرشح أن تعرف وفرة كبيرة بسبب نجاح الموسم الفلاحي وتوفر المياه والأعلاف التي مكنت المربين من تطوير نشاطهم وبأقل التكاليف. ويبقى تطوير نشاطات التسويق وانشاء أسواق جديدة لاستقطاب الإنتاج الفلاحي خطوات هامة لتحقيق التوازن في أسعار المنتجات الفلاحية التي استثمرت فيها الدولة ملايير كثيرة وبلغت مساهمتها في الناتج الداخلي الخام أكثر من 12 مليار دولار.